صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة فلقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن سبب صيامهم، فقالوا: فى هذا اليوم نجى الله موسى من الغرق ومن كيد فرعون ومكره. فقال صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بموسى منكم" فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه ثم قال بعد ذلك: "لو أحيانى الله إلى قادم لأصومن التاسع والعاشر"، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "صوموا قبله يوم أو بعده يوم وخالفوا سنة اليهود". بمعنى من صام التاسع يصوم التاسع والعاشر، ومن نسى صيام التاسع يصوم العاشر والحادى عشر حتى يخالف سنة اليهود. وفى هذا المعنى يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المؤمن له عقيدته وله أخلاقه التى يستمد منها قوة الإرادة والعزيمة. قال تعالى: "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم"، وقال تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". فالمؤمن عزيز بدينه وبقرآنه وبسنة رسوله ولا يجوز له بأى حال من الأحوال أن يتزحزح عنهما قيد أنملة. قال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنة رسوله". فصوم يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، فيجب على أمة الإسلام أن تعتز بدينها حتى تعود لها السيادة والكلمة والغلبة والريادة. والله الموفق.