يتساءل كثير من الناس عن كيفية بداية صوم رمضان وقد لا يعرف الكثيرون أن صيام شهر رمضان فرض قبل موقعة بدر بسنتين، قيل: إنه فرض في شعبان منها. وقد بدأ الصوم اختياريا، حيث حكي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عنه، فقالوا: هذا يوم نجي الله فيه موسي وغرق فيه آل فرعون، فقال: (نحن أحق بموسي منكم) فصامه وأمر الناس بصيامه. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبوالنضر، حدثنا المسعودي، حدثنا عمرو بن مرة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي، عن معاذ بن جبل، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فذكر أحوال الصلاة، قال: وما أحوال الصيام فإن رسول الله «صلي الله عليه وسلم» قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم) إلي قوله (وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه. ثم أنزل الله الآية الأخري: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) إلي قوله: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فأثبت صيامه علي المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام فهذان حولان، قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا. تحديد مدة الصيام ويروي في تحديد موعد الصوم والإفطار أن رجلا من الأنصار يقال له: صرمة كان يعمل صائما حتي أمسي فجاء أهله فصلي العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتي أصبح فأصبح صائما، فرآه رسول الله «صلي الله عليه وسلم» قد جهد جهدا شديدا فقال: (مالي أراك قد جهدت جهدا شديدا)؟ فأخبره، قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام فأتي رسول الله «صلي الله عليه وسلم» فذكر ذلك له فأنزل الله: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم) إلي قوله: (ثم أتموا الصيام إلي الليل). قال ابن جرير: وفي هذه السنة أمر الناس بزكاة الفطر، وقد قليل: إن رسول الله «صلي الله عليه وسلم» فذكر ذلك له فأنزل الله: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم) إلي قوله: (ثم أتموا الصيام إلي الليل). قال ابن جرير: وفي هذه السنة أمر الناس بزكاة الفطر، وقد قيل: إن رسول الله «صلي الله عليه وسلم» خطب الناس قبل الفطر بيوم - أو يومين - وأمرهم بذلك، قال: وفيها صلي النبي «صلي الله عليه وسلم» صلاة العيد وخرج الناس إلي المصلي فكان أول صلاة عيد صلاها وخرجوا بين يديه بالحربة وكانت للزبير وهبها له النجاشي فكانت تحمل بين يدي رسول الله «صلي الله عليه وسلم» في الأعياد.