شهر محرم من الأشهر التي حرم الله القتال فيها, يقول تعالي: إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم.... يقول الدكتور سالم مرة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إن الرسول صلي الله عليه وسلم قد بين هذه الأشهر الحرم فقال: السنة أثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب, وقد حبب النبي صلي الله عليه وسلم في صيام شهر محرم فمن أراد أن يصومه كاملا فلا حرج عليه, ومن أراد أن يصوم بعضه فله ذلك. وثواب الأعمال الصالحة يضاعف في هذا الشهر, لقول الله تعالي: فلا تظلموا فيهن أنفسكم, وعلي المسلم أن يكثر فيه من العمل الصالح طلبا في مضاعفة الثواب ورغبة في مرضاة الله تعالي. ومن فضائل شهر محرم أن فيه يوم عاشوراء وهو يوم العاشر منه, وهو اليوم الذي نجا الله فيه سيدنا موسي من الغرق, وعندما قدم الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة ورأي صيام أهل الكتاب له صامه وأمر الناس بصيامه. ففي الصحيحين عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما في يوم عاشوراء, فقال لهن ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قال هذا يوم عظيم نجا الله فيه موسي من الغرق, وأغرق فرعون وقومه فصامه موسي شكرا فنحن نصومه. فقال رسول الله: نحن أحق وأولي بموسي منكم فصامه صلي الله عليه وسلم. وصيام الرسول في هذا اليوم لم يكن واجبا عليه وإنما صامه طلبا لمزيد من رضوان الله تعالي, وهو كذلك في حق أمته ليس بواجب ولا فرض وإنما هو سنة فمن شاء صامه ومن لم يشأ لم يصمه والأولي والأحب الصيام. أما اتخاذ يوم عاشوراء مأتما كما يفعل البعض لأجل ذكري, مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فهو عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يظن أنه يحسن صنعا, ولم يأمر الله ولا الرسول صلي الله عليه وسلم اتخاذ أيام مصائب الأنبياء مأتما فكيف من هو دونهم. ويوم مات إبراهيم ابن النبي صلي الله عليه وسلم كسفت الشمس, فقال بعض الناس إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم, فلما علم النبي صلي الله عليه وسلم بذلك صعد المنبر وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا الله.