كان الاحتفال بخروج المحمل الشريف من القاهرة قاصداً بلاد الحجاز من أكثر الاحتفالات قيمة وبهجة وذلك علي المستويين الرسمي والشعبي واستمر هذا الاحتفال قروناً طويلة حتي بطل الاحتفال به وذلك لوجود مصانع خاصة في بلاد الحجاز لعمل الكسوة الشريفة وكان للحج أمير كما كان للمحمل رئيس "قومندان" وهو قائد حرس المحمل ومنذ مائة وتسعة أعوام كان قومندان المحمل في عام 1318ه الموافق سنة 1900 من الميلاد هو اللواء إبراهيم رفعت باشا الذي ألَّف كتاباً شيقاً عن الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية تحت عنوان "مرآة الحرمين" من جزأين بدأه من أول الأعمال التمهيدية التي تسبق سفر المحمل والحجيج وحتي العودة من الأراضي الحجازية.. يقول صاحب المرآة.. كان يعين أميناً للصرة وإماماً وكاتباً أول وكاتباً ثانياً وقادة للجمال والخيول وحاملي مصابيح وسقائين وفراشين وأصحاب المزمار البلدي كما كان هناك طبيب خاص للمحمل وقوته وكانت في تلك السنة طبيبة تدعي "صالحة أفندي" وكان لابد من كتابة نص أشهاد شرعي يكتب للكسوة بمحكمة مصر الشرعية وكانت رحلة المحمل تبدأ من مقر وزارة المالية داخل صناديق وتنقل إلي "وكالة الست" بالجمالية وتنقل جزءاً من كسوة الكعبة مع أحزمتها الحريرية المزركشة بالقصب من مصنعها بالخرنفش إلي المصطبة بميدان صلاح الدين حيث يقام هناك احتفال كبير تنقل للكسوة إلي مسجد الحسين حيث تضم قطع الكسوة بعضها إلي بعض ثم تنقل إلي العباسية لتحمل فوق قطار البضاعة في رحلتها إلي مدينة السويس ومن العباسية إلي السويس يتوقف القطار في محطات القاهرة طوخ بنهاالزقازيق أبو حماد نفيشة الإسماعيلية فايد.