* يسأل محمد سعيد- حلوان- متي وكيف بدأ التاريخ الهجري؟ أجاب الشيخ إبراهيم عامر من علماء الأزهر: اختلف المؤرخون في بدء التاريخ الهجري وسببه فقد جاء عن ميمون بن مهران أنه وقع إلي عمر صك في شعبان يعني غير معين فقال عمر: أي شعبان الذي نجز فيه أهذا الذي مضي أو الذي هو آت أو الذي نحن فيه. ثم جمع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال لهم: ضعوا للناس شيئا يعرفون به سنينهم فقال قائل: اكتبوا علي تاريخ الروم. فقالوا: إن الروم يطول تاريخهم يكتبون من ذي القرنين وقال آخر: اكتبوا علي تاريخ فارس فقالوا: إن فارس كلما قام ملك طرح تاريخ من كان قبله فأجمع رأيهم علي ابتداء التاريخ من الهجرة وكان قد مضي من أمدها عشر سنين "والمشهور أن التأريخ بالهجرة كان بعدها بسبع عشرة سنة" وعنه أيضا قال: ائتمر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم- حتي يكتبون التاريخ فقال بعضهم نكتبه من الشهر الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال بعضهم: من حين أوصي إليه وقال بعضهم: نكتبه من هجرته فاجتمع رأيهم أن يكتبوا التاريخ من هجرة النبي -صلي الله عليه وسلم- ثم قالوا: بأي شهر نبدأ؟ فاختلفوا في ذلك ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرم. وقال سعيد بن المسيب: جمع عمر بن الخطاب جماعة من المهاجرين والأنصار فقال: من أي شهر نكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: منذ خروج النبي صلي الله عليه وسلم من أرض الشرك يعني يوم هاجر قال: نكتب ذلك وكان ذلك لسنتين ونصف من خلافته. وعن ابن سيرين أن رجلا من المسلمين قدم من أرض اليمن فقال لعمر: رأيت في أرض اليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبون من عام كذا وشهر كذا فكان ذلك سببا لإنشاء التاريخ. فهذه الآثار تنبيء عن سبب مبدأ التاريخ الهجري الإسلامي وتؤكد أن الصحابة كانوا يحبون المدنية والتطور ولا يبالون من أي أمة وصلتهم هذه المدنية وذاك التطور لأنهم يسيرون علي منهاج هو: الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها وقد اقتبسوا أشياء كثيرة من الأمم المجاورة لهم وطوعوها مع تعاليم دينهم ومعتقداتهم.