مكتسبات الثورة.. وأخلاق الثائرين!! أكرر دائماً أن ثورتنا البيضاء التي قام بها الشعب المصري بجميع فئاته قد آتت أكلها وحققت من النجاحات المبهرة التي حازت اعجاب العالم وقضت علي رؤس الفساد في المواقع العليا وهم جميعا خلف الاسوار. ومن الطبيعي لأي ثورة ولاي نجاح أن تكون له اثار جانبية يعاني منها المجتمع الثأئر لفترة من الوقت قد تطول قليلاً أهمها الاختلال الأمني والاقتصادي وهذا شيء طبيعي ومتوقع وعلينا أن ندرك ذلك جيداً ونحاول ان نعمل له حتي تمر هذه الازمة بسلام.. لكن ليس من الطبيعي ومن غير المعقول ان نعيش أعقاب هذه الثورة الجميلة ونحن في حالة من الانفلات الأخلاقي والقيمي في المباديء والسلوك عند الكثيرين. وأنا أتساءل.. هل نجاح الثورة معناه حالة الانفلات السلوكي عند الجميع الكبير والصغير وفي كل شيء في حياتنا.. وهل نجاح الثورة أن يثور كل منا علي الآخر لمجرد وأن رأية لا يعجبه وغير مقتنع به.. وهل من عوامل نجاح الثورة أن نعترض من أجل الاعتراض.. وأين أخلاق الثورة في رفض ابناء بلدي في "قنا".. والدقهلية لمحافظهم الجديد.. واذا كان من حقهم ان يرفضوا ذلك وان يعبروا عن رأيهم فهل من حقهم أن يعطلوا المصالح والأعمال وقطع السكك الحديدية والمواصلات العامة.. وأين أخلاق الثورة من ارتفاع الاسعار بدون رابط أو رقيب.. وهل من الاخلاق والقيم والمباديء التي ننشدها التعدي علي المستشفيات العامة ومنع الاطباء من اداء عملهم لمجرد الاعتراض علي تصرف معين بحق أو بغير حق.. وهل من أخلاق الثورة هذا الهجوم الذي أحدثه البعض علي منبر مسجد النور ومنع خطيبة من أداء عمله بالبلطجية والقوة الجبرية وتعيين خطيب آخر دون الرجوع لوزارة الأوقاف ومنع الامام الراتب من أداء مهامه التي كلفته بها وزارة الأوقاف. ان ما حققته الثورة من انجازات رائعه من القضاء علي الفساد والمفسدين لأمر جديد بالاحترام التقدير لكن ما ترتب عليها من حالة الفوضي والارهاب الاخلاقي والسلوكي أمر مرفوض شرعاً وقانوناً.. وان لم ننتبه إلي مثل هذا العمل المرفوض فسوف نقضي بأنفسنا علي ثورتنا الجيدة. وختاماً: قال تعالي "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" الانفال أية "25"