مرت الكثير من الأحداث خلال الأسبوع الماضي وبدأ الشعور بالإطمئنان يسيطر علي الذين كانوا يخشون من إنتكاسة الثورة ويقلقهم الثورة المضادة وإذا كانت هذه الأحداث أكدت أن الثقة التي وضعها الشعب المصري في حكومة الدكتور عصام شرف والقوات المسلحة كانت في محلها وأنهم أمناء علي مقادير هذا الشعب ومستقبله فإن الشعب نفسه وقد أصبحت الكرة في ملعبه مطالب بأن يثبت حرصه علي إستمرار نجاح الثورة والإستمرار في بناء قواعد الحكم للإنطلاق نحو الهدف والحلم الذي نسعي اليه جميعا وهو دولة قوية ينعم كل مواطنوها بالأمن والرخاء والحرية ويسودها العدالة.. دولة الكل فيها سواء أمام القانون.. دولة يعرف فيها كل مواطن واجباته وحقوقه فلا يهمل في أداء الواجبات ولا يتهاون في المطالبة بحقوقة والحصول عليها. هذا هو الحلم ولكن حتي نستطيع تحقيقه وقد ذكرت أن الكرة الآن في ملعب الشعب فهناك الكثير من الأعراض الجانبية التي صاحبت الثورة والتي يجب علاجها في أسرع وقت. بداية علينا تحديد الأولويات فأداء الواجبات يجب أن يسبق دائما المطالبة بالحقوق.. والحرص علي حقوق الآخرين ومساعدتهم في الوصول اليها لا ينفصل أبدا عن سعينا للوصول الي حقوقنا.. وهذا يستدعي التوقف ولو لفترة عن المطالبات الفئوية التي انتشرت في مختلف أرجاء مصر وإنتظار تحقق تقدم وخطوات في الإقتصاد بما يمكننا من تحقيق هذه المطالب لمن يستحقها. ثم نأتي الي أخطر الأعراض الجانبية التي تعاني مصر منها حاليا وهو التخلي عن قيم ومبادئ كانت تميزنا كشعب.. قوانين غير مكتوبة في معاملاتنا.. قيم يفرضها علينا إسلامنا وعاداتنا وتقاليدنا المتوارثة منذ أزمنة بعيدة وعدم التحجج بأننا في ثورة. يجب علينا أن نفهم أن الثورة التي قامت وضحي فيها شباب ونساء ورجال هذا الشعب بدمائهم قامت من أجل إستعادة الكرامة والحقوق التي سلبتها فئة من معدومي الضمير ولذلك يجب ألا تكون أداة أو مبرر لسلب البعض لحقوقهم.. كنا نشكو من إختلال المعايير في الحكم والتفرقة عند تطبيق القوانين.. كنا نترك الغني إذا سرق ونعاقب الفقير والآن جاء الدور علينا لنحكم ويجب ألا نرتكب الاخطاء التي إرتكبها الطغاة السابقين. الآن علينا التمسك بسيادة القانون علي الجميع دون تفرقة ولو حتي مع الذين ظلمونا لنضع المتهمين في ميزان العدالة ولا نستبق العدالة فنصدر الأحكام التي قد يكون بعضها نابع من مشاعر غاضبة تحكم بعيدا عن القانون الذي كنا نشكو غيابه. وإذا كان المجتمع يعاني من الأعراض الجانبية الضارة والتي نتجت عن الإندفاع الثوري فان الإعلام له دور كبير في إستمرار هذه الأعراض لأنه فقد المعايير التي كانت تحكم الأداء فلم نعد نتذكر ميثاق الشرف الصحفي وأصبح كل من يمسك قلما يشرعه كالسيف يضرب به هذا ويطعن به هذا سعيا وراء شهرة أو غرض شخصي أو حتي دغدغة لمشاعر القراء أو المشاهدين.. وإذا سألت أحدهم لماذا يكون الرد ولماذا لا أفعل.. ألسنا في ثورة؟!! وهكذا تصبح الثورة شماعة نضع عليها ونبرر بها كل ما يحلو لنا فعله!!!!