قال تعالي: "وسارعوا إلي مغفرة من ربكم" "آل عمران: 133".. أي بادروا بالطاعة والقرب إلي ربكم. "وجنة عرضها السماوات والأرض" قال ابن عباس رضي الله عنهما: "تقترن السماوات والأرض بعضها إلي بعض. فذلك عرض الجنة". قال الطبري: "لما خلق الله الجنة قال لها امتدي.. قالت: يا رب إلي كم؟. قال: امتدي مقدار رحمتي. فهي تمتد إلي أبد الآبدين ليس لها طرف". كما أن رحمة الله ليس لها طرف.. وفي تفسير السمرقندي في قوله تعالي: "قُل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي" "الكهف:109".. أي لو كان البحر مداداً لما أعد الله تعالي للمؤمنين في الجنة لنفد البحر قبل أن ينفد ثواب المؤمن.. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها تمتد من حين خلقها الله تعالي إلي يوم القيامة.. وعن النبي "صلي الله عليه وسلم": "إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار أمر الله تعالي جبريل أن يحضر الأولياء في مقعد صدق. أي في مجلس حق. فيأتي أهل الجنان والأولياء في مقاصدهم فينادي الأولياء فيخرجون من قصورهم.. فيقول الله تعالي: "ما تريدون؟. فيقولون: نريد وعيدك من رؤيتك مع لذيذ كلامك أنت وعدتنا بذلك. فيناديهم يا معشر الأولياء والأحباب: ها أنا رب الأرباب فإذا شاهدوا وجهه الكريم خروا له سُجداً. فيقول ارفعوا رءوسكم وانظروا إلي حبيبكم فليس هذا يوم نصب. أي تعب. أنتم أحبتي وهذه جنتي. ثم توضع لهم المائدة من أصناف الجوهر قد حفت بهم الولدان فهم يأكلون وإلي وجه الحبيب ينظرون. ثم يقول قائل منهم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مولانا قد كنت وعدتنا في كتابك أن تسقينا أنت.. فيقول تعالي: صدق وليي اشرب هنيئاً مريئاً فما يشعر إلا والكأس علي فمه. وتتبادر الكاسات إلي أفواه الأولياء من تحت أذيال العرش بلا واسطة. ثم يقول الله تعالي: أحبائي ما تحبون في؟ فيقولون صوت داود. فيقول الله تعالي: يا داود اتل علي الأولياء كلامي. فيقول داود: "بسم الله الرحمن الرحيم": "إن المتقين في مقام أمينہ في جنات وعيونہ يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين" "الدخان: 51 - 53". فيطوفون. وفي رواية فيطيرون مائتي عام. ثم يقول الله تعالي: أتحبون كلامي مني؟. فيقولون نعم جل جلالك. فيقول: "أنا الرحمن الرحيم علَّم القرآن. فيتيهون في الملكوت ألف عام" من سورة الرحمن "عروس القرآن". عن أنس رضي الله عنه عن النبي "صلي الله عليه وسلم": "يبعث الله جبريل إلي غرفة من غرف الجنة فينادي بأعلي صوته: يا أهل السعادة. يا أهل الكرامة: السلام يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوروه. فيستوون علي الخيل كالبرق وعلي نجائب من ياقوت حتي يلتقوا بالجبار جل جلاله. فيقول: مرحباً بزواري ووفدي وجيراني في جنتي. اسقوهم. فيؤتوا إلي أسفلهم درجة بتسعين ألف إبريق في كل إبريق لون من الشراب. وطعم ليس في الآخر. ويسقي أعلاهم بسبعمائة ألف إبريق مع سبعمائة ألف غلام. ثم يقول الجبار جل جلاله: مرحباً بزواري ووفدي. اكسوهم فيؤتوا بكسوة أحدهم بين إصبع الملك سبعين حلة. ثم يقول: مرحباً بزواري ووفدي. طيبوهم فتفوح رائحة من تحت العرش يقال لها المنيرة. فيهطل عليهم المسك شبه الندي.. ثم يقول: مرحباً بزواري ووفدي. وعزتي وجلالي ما خلقت الجنة إلا لأجلكم. فيكشف الحجاب فينظرون إليه جل جلاله". لما خرج يوسف من الجب وضربه إخوته. قالت الملائكة: "ربنا إنهم يضربون يوسف. فقال هذا في مُلك مصر والتولية علي خزائنها قليل". كذلك المؤمن إذا وقع في سكرات الموت تقول الملائكة: "ربنا قد وقع عبدك في كرب الموت. فيقول الله تعالي: هذا في نعيم الجنة قليل". فاللهم أرضنا وارض عنا واجعلنا من أهل الجنة.. وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم. جمال علي حسين شومان معلم أول مدرسة الشهيد نظمي "ب" إدارة قلين التعليمية كفر الشيخ