* لم أفكر في الزواج. فأنا أعيش حياتي كما أريدها وأري أن الزواج لا شك سيفرض علي نظام حياتي قيوداً مهما كانت بسيطة. فهي قيد. وليس معني هذا أني إنسان منحرف أو مستهتر.. أبداً رغم أن علاقتي بالجنس اللطيف موجودة ولكنها لا تخرج عن إطار الصداقة الخالصة البريئة. ولكني أشعر بحريتي.. ومع ذلك ومع إصرار أمي علي ضرورة أن أتزوج. وقد اقتربت من الثلاثين. وأنها تريد أن تطمئن علي مستقبلي وأنني أكبر إخوتي. وقد تزوج الأصغر.. وأخيراً رضخت.. واخترت اختياراً عقلياً فقط. بعيداً تماماً عن أي عواطف.. هي زميلة بالعمل رأيت فيها المواصفات التي يجب أن تتوفر في الزوجة التي يمكن أن يجد الرجل إلي جوارها الاستقرار. وتزوجنا.. ووجدت فيها ما تخيلته عن الزوجة. وست البيت.. وما هي إلا سنوات قليلة لم تتعد الثلاث إلا ووجدت أنني لم أكن موفقاً.. وبدأت تطالب بالانفصال وإنهاء ارتباطنا خاصة أننا لم ننجب. وفشلت كل محاولات وضغوط أسرتها لتتراجع.. فهي تؤكد أن حياتنا لن تستمر. وتؤكد أن كل منا لا يصلح للآخر. وأن هناك الكثير من محاولات تغييره أو تعديله ولم تفلح. وأنني لا أستجيب لملاحظاتها. ولا أحاول أن أغير من سلوكياتي.. وذكرت بعض الملاحظات.. رأيت أنها لا تمثل أي مشكلة في علاقتنا.. فأنا أعيش حياتي ببساطة. وكما كنت أعيشها عمري كله. ولم يحدث أي تقصير أو إساءة بالنسبة لها.. فنحن أحياناً نخرج معاً ونسافر للمصيف وغيره.. ومع ذلك أمام إصرارها تم الطلاق.. ولكني اليوم أرزح تحت ضغط أسرتي للتراجع وإعادتها وأنا أرفض لأني شعرت أنني افتقدت للعنصر الأساسي للحياة المشتركة وهو الاستقرار.. فماذا أفعل؟!.. و.م.ع ** الواضح من تفاصيل رسالتك أنك لم تستطع أن تعرف كيف يكون الفارق بين حياة رجل أعزب. ورجل متزوج.. فعشت حياتك بعد الزواج بنفس النمط الذي عشته وأنت أعزب. رغم أنك لم تقصر في واجباتك المنزلية والأسرية. والتزاماتك المادية والشكلية. ولكن الواضح أنها افتقدت وجودك النفسي والعاطفي. وأعتقد أنك أيضاً لم تشعر بهذا الجانب الحيوي الذي يربط بين الزوجين ويجعل كل منهما مكملاً للآخر. أو بالمعني الدارج "نصفه الثاني".. وما تدعيه من افتقادك للاستقرار بالتطليق الذي تري أنه معني جوهري للزواج فهو أنك لم تدرك المعني الحقيقي للاستقرار. ولكنه يقيناً لا يعني الاستقرار علي ما كنت عليه قبل الزواج.. أري أن تراجع نفسك بصدق وبلا تعصب وتسترجع ملاحظات زوجتك علي سلوكياتك وستعرف ما افتقدته هي في حياتها معك ودفعها للطلاق. وستجد أنها أمور بسيطة جداً ومن السهل تعديلها. أو تغييرها أو تطويرها.. وستجد أنك يمكن أن تقنعها بأنك ستصلح ما لم تنتبه إليه مما تحدثت هي عنه. وتأكد أنها ستستجيب. وما يدفعني لهذا الرأي ما أكدته أنت عنها وعن رغبتك الصادقة في الارتباط بها ولكن إحساسك بعدم الاستقرار هو الذي يمنعك من اتخاذ هذه الخطوة.. وأؤكد أن هذا ينبع من داخلك أنت.. أي أنك الذي تملكه. فتحافظ عليه أو تفقده!!