أنا أدرس في المرحلة الجامعية بإحدي الكليات المرموقة، أقترب من إتمام عامي التاسع عشر، في عالم الحب لا أمتلك خبرة حياتية تذكر، فأنا أحب دائماً التركيز في دراستي، وأريد الحصول علي شهادتي أولاً ثم أفكر في أي شئ آخر. لكنني - سيدتي - طالما رأيت في خيالي فتي أحلامي كنت أداعب قلبي فأجده هناك، كان اسمه حازم، رغم أنني لم أقابل أحداً في حياتي بهذا الاسم، ربما اقتبست هذا الاسم من بطل فيلم أو مسلسل تليفزيوني، وربما قرأته في رواية أعجبتني، لا أذكر تحديداً من أين جاء الاسم، لكن حبيبي الخيالي اسمه حازم. المهم.. في يوم ما قالت لي صديقتي في الجامعة إنها تريدني أن أخرج معها، ومع خطيبها وصديقه، رفضت في البداية لكن إلحاحها جعلني أعدل عن رأيي، وخرجت معهم. عندما رأيت صديق خطيبها خطفتني عيناه بجاذبية أخاذة، وبنظرات رقيقة تعبر عن رومانسية ورجولة في الوقت ذاته، وبعد برهة من النظرات الصامتة عرفت المفاجأة.. كان اسمه حازم. تبادلنا أحاديث باسمة قصيرة مع صديقتي وخطيبها، وقبل ان نفترق طلب مني بريدي الإلكتروني، لم أرفض علي اعتبار ان الأمر سيكون بيدي، لن يستطيع ان يجبرني علي الحديث معه عبر الانترنت. بدأنا نتحدث لفترات قصيرة جداً، ثم بدأ التلميح لي بأنه يحبني وأنه أعجب بي من المقابلة الأولي، ولأنني وجدت في نفسي قبولاً من ناحيته، لم أغلق الباب أمامه، لكني قلت له إن كل شئ يجب ان يسير في مساره الطبيعي، فرد بأنه سوف يقابل والدي ويتقدم لي رسمياً بعد تخرجه مباشرة، أي بعد حوالي سنتين من تاريخ هذه المحادثة. حكيت الي والدتي الموضوع، فحذرتني ونصحتني بالابتعاد عنه مؤقتاً حتي يتخرج، وبعدها يدخل البيت من بابه، لكني لم أنفذ نصيحتها، وتبادلت مع حازم أرقام الهاتف، وتطورت علاقتنا أكثر فأكثر حتي فوجئت به يطلب مني علي الإنترنت أو في التليفون أشياء جنسية طبعاً نهرته بشدة وهددته بأنني سأقطع علاقتي به تماماً إذا كرر ما يقول لكنه لم يستجب لكلامي، وعاد يطلب ما طلب في المرة الأولي. مرة بعد مرة، بدأت أفكر فيما يقول، وظهرت عندي بوادر استجابة له، وهممت بفعل ذلك، لكني أنقذت نفسي في آخر لحظة، وصارحته بأن ما يريد ان يتكلم به أو يفعله حرام، وأننا لن نفلت من عقاب الله إذا استجب له، فعاد يؤكد لي أنه يحبني وسوف يتزوجني، وأقسم لي علي ذلك. سيدتي.. هل أصدقه في يمينه؟ وأكمل معه مشوار الحب؟ أم أبتعد عنه الان، وأعود الي التفكير في الموضوع إذا نفذ وعده لي، وتقدم رسمياً لأهلي يطلب يدي؟ المعذبة »ك«. الكاتبة: فتي الأحلام.. أو فارس الأحلام كثيراً ما يداعب خيال الفتيات في مرحلة المراهقة وبداية الشباب ترسم الفتاة صورة من خيالها لهذا الشاب وقد تختار له إسماً كما فعلت أو مهنة معينة كما تفعل بعض الفتيات وهو في النهاية تعبير عن بداية تحرك مشاعر ورغبات تبدأ وتنطلق في أعماق الفتاة والفتي كذلك في هذه المرحلة وهذا كله طبيعي.. وليس فيه شئ يقلق. لذلك فقد كان طبيعياً أيضاً ان تلبي أول شاب وسيم تقابلينه وتجتذبك ملامحه صورة فارس الأحلام الذي نسجه خيالك من قبل بل ووضع له إسماً: حازم وهذا المشهد جاء في فيلم سعاد حسني الشهير »خلي بالك من زوزو« عندما حلمت بصورة فارس أحلامها وكان حسين فهمي ثم فوجئت به يكاد يصدمها بسيارته الفارهة في الحقيقة. وبدأت الحكاية! إذن فالفصل الأول والثاني في روايتك طبيعي ومتكرر الحلم بفارس الاحلام ثم للقاء الفعلي بشاب نلبسه صورة وربما اسم الحبيب الخيالي الذي صنعناه أما الفصل الثالث فهو ما يجب أن نتحدث عنه. بدأت علاقتكما علي الإنترنت ثم التليفون رغم تحذير والدتك وتطورت وتصاعد دخان الرغبة المتأججة عبر أسلاك الهاتف والموجات الالكترونية عبر شبكة الإنترنت! وحاول هذا الشاب اللعوب اقتحام أبواب رغباتك واقناعك بممارسة بعض الأفعال الجنسية »لاسلكياً« عبر التليفون أو الانترنت!! وبرر لك هذا بأنه ليس حراماً لأنكما لا تتلامسان فعليا ولكن خيالياً ثم قال انه ليس عيباً لأنه ينوي الزواج بك فور تخرجه!!! ما هذا العبث؟! لكن الشئ الايجابي ان عقلك قد تحرك في اللحظة المناسبة أفقت من نشوة كلام وسخونة مشاعره قبل ان تتورطي في هذا الفعل المشين ولابد أن أحييك علي ذلك فكثير من الفتيات يقعن في هذا الفخ ويعتقدن أنه ليس عيباً ولا حراماً طالما انه يحدث مع شخص تحبه ويحبها ثم أنه لا يحدث فعلاً بينهما ولكن من خلال التليفون أو الإنترنت!! وهذا اكبر جريمة يمكن ان تقترفها فتاة محترمة في حق نفسها أولاً: سوف تشعر أي فتاة لديها اعتزاز بنفسها وكرامتها وتمسك بمبادئها ودينها أنها انتهكت كل ذلك. وسوف يشعر الشاب الذي تمارس معه ذلك إنها فتاة مستهترة ومنحرفة وأنها فعلت ذلك مع آخرين قبله وسوف تفعله مع آخرين بعده مهما قالت انها المرة الأولي! ثم ما أدراك إذا ما كان هذا الشاب من شياطين هذا الزمان الذين يسجلون كل هذا ثم يسمعونه لأصدقائهم ويتباهون برجولتهم الزائفة علي حساب كرامتك وشرفك وسمعتك؟! لقد فعلت الصواب يا فتاتي اقطعي علاقتك نهائياً بهذا الشاب.. فهو لا يحبك.. من يحب لا يعرض فتاته لكل هذا الشر!!