اعرفوا تاريخكم حتي نقطع الطريق علي الأفاعي في شق وحدتنا. ودحض قوتنا.. هذه المناشدة أقدمها لأبنائي وإخواني من شباب ورجال الديانتين الإسلامية والمسيحية.. فلو قرأنا تاريخنا لارتحنا واطمأن كل منا علي مستقبله وحاضره. فمنذ الفتح الإسلامي لمصر. والمجلدات تضيق بالحوادث الشاهدة علي تلاحم الجسد الواحد في مصر.. المسلم والمسيحي.. وسأختزل التاريخ وأصل إلي يوم 4 يونيو 1920 يوم تلي دعاء واحد في جميع مساجد وكنائس مصر لتدعيم الوفد المصري برئاسة سعد زغلول. والأعظم من ذلك كله أن أمير الشعراء أحمد شوقي هو الذي كتب الدعاء وتلقفته أيادي القساوسة والخطباء والأئمة لتلاوته في الصلوات ويقتضي السياق هنا أن أنقل للجميع هذا الدعاء. اللهم قاهر القياصرة. ومذل الجبابرة. وناصر من لا ناصر له هذه كنانتك فزع إليك بنوها. وهرع إليك ساكنوها هلالاً وصليباً. بعيداً وقريباً. شباناً وشيباً. مستبقين كنائس المكرمة. التي رفعتها لقدسك. ميممين مساجدك العظيمة التي شرعتها لكرمك أبواباً نسألك فيها بعيسي روح الحق. محمد نبي الصدق وموسي الهارب من الرق كما نسألك بالشهر الأبرّ لصائميه. وليله الأغر لقائميه. وبهذه الصلاة العامة من أقباط الوادي ومسلميه. أن تعزنا بالعتق إلا من ولائك ولا تذلنا بالرق لغير آلائك. ولا تحملنا علي غير حكمك واستعلائك. اللهم إن الملأ منا ومنهم قد تداعوا إلي الخطة الفاضلة. والكلمة الفاصلة. في قضيتنا العادلة فآتنا اللهم حقوقنا الكاملة. واجعل وفدنا في دارهم هو وفدك. وجندنا الأعزل إلا من الحق ضدك. وقلده اللهم التوفيق والتسديد. واعصمه في ركنك الشديد. أقم نوابنا المقام المحمود. وظللهم بظلك الممدود. وكن أنت الوكيل عنا توكيلاً غير محدود. سبحانك لا يحد لك كرم. ولا وجود. ويرد إليك الأمر كله وأمرك غير مردود واجعل القوم محالفينا ولا يجعلهم مخالفينا. واجعل أهل الرأي فيهم علي رأيك فينا. اللهم تاجنا منك نطلبه. وعرشك إليك نخطبه. واستقلالنا التام بك نستوجبه. فقلدنا زمامنا. ولنا أحكامنا واجعل الحق إمامنا. وتمم لنا الفرح بالتي ما بعدها مقترح. ولا وراءها مطرح لا تجعلنا اللهم باغين ولا عادين. واكتبنا في الأرض من المصلحين غير المفسدين فيها ولا الضالين.. آمين.