علي مدي الأربعمائة سنة الأخيرة شهد العالم ثورة كبري اسمها "العلوم الحديثة"!! حيث تخصص فرقاء من العلماء في اكتشاف أسرار هذا الكون. الأطباء دخلوا في قلب منظومة الإعجاز الإلهي في خلق أجسامنا!! والجيولوجيون اجتهدوا لاكتشاف أسرار الأرض التي نعيش عليها وعلاقتها بغيرها مما خلق الله.. القمر والشمس والنجوم وما في باطن الأرض من براكين وزلازل. أما العلماء الكونيون فقد كان شغلهم الشاغل ذلك التحدي الأكبر "لحظة خلق الكون" وماذا حدث بعد الانفجار العظيم؟؟ ضيفنا اليوم هو الأستاذ الدكتور مجدي يوسف أمين أستاذ الفيزياء الفلكية وعلم الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة. سألته: * ما هو الإنفجار العظيم؟؟ ** إنه بداية خلق الكون الذي نعيش فيه ولقد حث الله جل شأنه عباده ليتفكروا في صنيع أحسن الخالقين فقال في قرآنه الكريم: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" سورة العنكبوت آية .20 ثم قدم القرآن للعلماء اشارة أخري عن كيفية بدء الخلق فقال تبارك وتعالي: "أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" سورة الأنبياء "30". آفاق البحث الدكتور مجدي يوسف أمين من العلماء الذين يتفكرون كثيراً في خلق الكون يبحث في القرآن عن الإشارات التي تفتح للعلماء آفاق البحث العلمي عن أسرار الخلق ومن هذه الإشارات كما يقول الدكتور مجدي "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق" ثم يعود إلي ما اكتشفه العلماء من حقائق علمية وكانت هذه الإشارات عوناً لهم في أبحاثهم. * وتابعنا الحوار.. وسألت الدكتور مجدي يوسف أمين.. كيف بحث العلماء في أسرار لحظة الانفجار العظيم وما تلاها من لحظات ولم يشهد أحد من رواد "العلم الحديث" لحظات الانفجار هذه! هل تبينوها بنظريات افتراضية أم ماذا؟ ** لقد أرسي علماء الفيزياء والفلك كل الظواهر الطبيعية ووضعوا من خلال دراساتهم القوانين الفيزيائية والكيميائية التي تتصل بالكون وباستخدام هذه القوانين ونظريات اينشتاين استطاعوا التوصل إلي معلومات علمية عن كيفية بدء الكون اعتباراً من لحظة الانفجار العظيم وتبدو محاولة فهم ما وقع من حوادث في اللحظات الأولي بعد ولادة الكون أمر بالغ الصعوبة وعليه اتفق العلماء علي أن تكون نظرية الانفجار العظيم هي أساس "المفاهيم الكرسيولوجية الحديثة" لتفسير السماء المضيئة بالأشعة الرديوية. وقد وجد العلماء أن الكون قبل أن تتشكل المجرات كان مملوءاً بغاز من الجسيمات بصورة متجانسة وهنا نجد إشارة في القرآن عن هذه الغازات في سورة الدخان "10" حيث قال جل شأنه "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين". أحداث ما بعد الانفجار وطبقاً لقوانين الفيزياء اعتبرت اللحظة الفعلية للانفجار العظيم تساوي الزمن الصفري وألقي العلماء نظرة علي ما حدث بعد جزء من الثانية بعد الانفجار العظيم يقدر ب 1 من المائة من الثانية فكانت درجة حرارة الكون مائة ألف مليون درجة وكان الكون عبارة عن حساء اختلط فيه الاشعاعات بالمادة ويتصادم الجميع بشدة وهو في حالة إتزان حراري وهذه الحرارة الشديدة تقدمت بأنوية الذرات إلي مكوناتها الأساسية وهي التي تطلق عليها الجسيمات الأولية. وبعد 2 من عشرة من الثانية من وقوع الانفجار العظيم وجد العلماء أن درجة حرارة الكون بلغت 30 ألف مليون درجة وبقي الكون بنفس مكوناته السابقة في حالة إتزان حراري بينما بلغت الكثافة 30 مليون كيلو جرام في اللتر وتتالي الانخفاض في درجة حرارة الكون فبعد ثانيتين بلغت درجة حرارة الكون 10 آلاف مليون درجة مع انخفاض درجة الحرارة أصبح من السهل أن تتحول النيترونات إلي بروتونات. وبعد ست عشرة ثانية بلغت درجة حرارة الكون ثلاثة آلاف مليون درجة وبعد ثلاث دقائق ونصف وصلت درجة حرارة الكون إلي ألف مليون درجة وهنا تلاشت بعض مكونات الكون وبقي البعض الآخر فأصبح الكون بارداً. ثم وصلت درجة حرارة المادة إل 4 آلاف درجة وبرد الكون إلي أقل من درجة حرارة سطح الشمس وبدأت تفاعلات كيميائية بين مكونات الكون ثم بدأ الغاز في التكتل ليكون شكل المجرات وكان من مكونات الكون في هذه الفترة الهيلوم والليثيوم والديزيوم وغيرها. وبانخفاض درجة الحرارة تكونت العناصر الثقيلة. يتوقف الدكتور مجدي يوسف ويقول... إعجاز بلا حدود في خلق الكون من حولنا وصدق الله العظيم وهو يقول: "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب "آل عمران 190". * ونتابع حوارنا وأتساءل كيف توصل العلماء إلي أن درجة الكون بعد الانفجار العظيم وصلت إلي مائة ألف مليون درجة؟؟ ** توصلوا إلي هذه المعلومات بتطبيق نظريات اينشتاين. الجسيمات الأولية * في هذه الدراسة كيف بدت الجسيمات الأولية في الكون؟ ** تفتت انوية الذرات إلي مكوناتها الأساسية التي نطلق عليها الجسيمات الأولية فتكون منها الألكترون والبروتون والنيرترون فكونوا الذرات ومن الذرات تكونت العناصر الكيميائية المعروفة مثل ذرات الحديد والنحاس والمغنسيوم وذرات الأوكسوجين وهي عناصر نعيش بها ومعها تستقيم الحياة. * كعالم من العلماء ما هي الآية القرآنية التي تلامس وجدانك وتسكن صدرك؟؟ ** كل القرآن.. نري في آياته كل المعجزات التي تحيط بنا في الحياة وأحب كثيراً الآية الكريمة "إنما يخشي الله من عباده العلماء" فالعلماء هم أول خلق الله الذين يرون المعجزات الإلهية العظيمة في أبحاثهم فتبارك الله العظيم بديع السموات والأرض.