الشيخ عبدالمنصف محمود: أقلع عن هذه التجارة المحرمة وطهر أموالك واستثمرها في الحلال * رجل يتاجر في المخدرات ولكنه عندما يطلب منه التبرع بجزء من ماله لمشروع خيري كبناء مسجد أو غيره يجود بسخاء فما رأي الدين فيما ينفقه هذا الرجل في وجوه الخير وأعمال البر؟ ** أجاب الشيخ عبدالمنصف محمود من علماء الأزهر الشريف: المال الذي اكتسبه الإنسان عن طريق غير مشروع ويريد ان يتصدق به أو بجزء منه في أية جهة من جهات البر كبناء مسجد أو معهد أو مستشفي وغير ذلك والمشهور عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه يحفظ ولا يتصدق به حتي يظهر مستحقه لما رواه ابن حبان عن أبي هريره رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من كسب مالا حراما فتصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه" فان ظهر مستحقه رده إليه وكان الفضيل بن عياض يري ان من عنده مالا حراما لا يعرف أربابه ان يتلفه ويلقيه في البحر ولا يتصدق به وقال لا يتقرب إلي إلا إلا بالطيب والصحيح الصدقة به لأن إتلاف المال وإضاعته منهي عنه وروي عن مالك بن دينار قال سألت عطاء بن أبي رياح عمن عنده مال حرام ولا يعرف أربابه ويريد الخروج منه؟ قال: يتصدق به ولا أقول ان ذلك يجزي عنه قال مالك كان هذا القول من عطاء أحب إلي من زنة ذهب وذهب أكثر أهل العلم منهم أبو حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل وغيرهم إلي ان المال الحرام يجوز للإنسان ان يتصدق به ان عجز عن رده إلي صاحبه أو إلي ورثته وكان ابن مسعود وابن عباس يريان ان المال الحرام الذي لا يعرف صاحبه يتصدق به والتجارة في المخدرات "تلك السموم القاتلات" وان كانت محظورة شرعاً وقانوناً لما يترتب علي المتعاطين لها من أضرار عظيمة صحية واقتصادية واجتماعية من شأنها ان توهن من كيان المجتمع فإني أهيب بهذا الرجل الذي يتبرع بسخاء في وجوه الخير ان يقلع عن التجارة في المخدرات ويتوب إلي الله توبة صادقة وعليه ان يكثر من الصدقات في وجوه البر حتي يتيقن ان ماله قد طهر وينبغي له ان يستثمر أمواله بالطرق المشروعة التي يقرها الإسلام لكي يكون كسبه حلالاً طيباً.