يسأل محمود صلاح طالب بكلية التجارة فيقول: * ما حكم الدين في النذر لمن نذر لولي علي أن يذبح في مولده ليأكل منه الغني والفقير؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: النذر لأصحاب الأضرحة والأولياء والصالحين باطل بالاجماع لأنه نذر المخلوق وهو غير جائز فإذا اعتقد الناذر أن الميت يتصرف في الأمور دون الله سبحانه كان ذلك كفراً منه إلا إذا قال إنه بنذر لله سبحانه وتعالي بقصد قضاء أمر له علي أن يطعم الفقراء.. إلخ مما يكون فيه نفع الفقراء فيكون جائزاً ولا يجوز مشاركة الأغنياء غير المحتاجين في هذا النذر ولا يجوز أيضاً تشريف ذي منصب ولا لذي نسب لاجل نسبة ولا لفلان العالم من أجل العلم مالم يكن كل هؤلاء فقراء. ولا يجوز لخادم الشيخ أخذ النذر لا أكله ولا اتصرف فيه إلا أن يكون فقيراً أو له عيال فقراء عاجزون عن الكسب وهم مضطرون فيأخذون علي سبيل الصدقة مع الكراهة إلا إذا قصد الناذر التقرب إلي الله تعالي وصرفه إلي الفقراء فلا كراهة في ذلك. * يسأل المهندس محمد علي عرابي مديرية أوقاف قنا ما حكم الشرع في جمع التبرعات يوم الجمعة بين الخطبتين؟ ** يجيب الشيخ فوزي أحمد عباس إمام مسجد البحاروه قوص قنا: يحرم جمع التبرعات أثناء خطبة الجمعة لأن فيه لغوا وانشغالاً للناس عن الخطبة كما أن فيه تخطي الرقاب وذلك كله محرم وليكن جمع التبرعات بعد الصلاة. * يسأل عبدالمنصف العناني المحامي بالقاهرة هل يجوز أن يجبر الأب ابنته علي الزواج من رجل لا ترغب الزواج منه؟ ** لا يجوز للأب أن يجبر ابنته البالغ علي الزواج من غير من تريده فإن وقع ذلك كان الزواج غير صحيح بناء علي مذهب الحنفية وبه أخذ قانون الأحوال الشخصية لحديث "البنت تستأمر في زواجها". * يسأل عبدالحميد أحمد عباس قسم شرطة الأقصر ما حكم الذبح للميت بعد موته في العزاء أو يوم الأربعين؟ ** الذبح من أجل الميت تكريماً له اعتقاداً في شيء آخر لا يجوز فإنه من عادات الجاهلية أما الذبح لإطعام من يأتون إلي العزاء فلا وجه لحرمته والأولي أن يساعد الناس أهل الميت في إعداد طعام لهم لأنهم مشغولون بالحزن علي الميت وكذلك في اطعام الضيوف القادمين للعزاء وإذا جاز ذلك للعزاء لمدة ثلاثة أيام فيكره العزاء وما يتبعه من طعام وغيره بعد هذه الأيام الثلاثة. * تسأل مدرسة التربية الفنية بإحدي المدارس بالجيزة فتقول: بعدما تزوجت زعم زوجي أنني أصبحت تابعة له في كل شيء حتي حرمني من التعبير عن رأيي الخاص أو التصرف في أموالي بحجة أنني تابعة له. وهو مسئول عن الأسرة بأكملها.. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد أعطي الإسلام للمرأة استقلالية تامة عن الرجل من حيث التعبير عن رأيها والتصرف فيما تملك دون إذن من زوجها مادامت أهلاً لذلك. وأنه لا يجوز لأحد أن يحجر علي فكرها أو يأخذ من مالها شيئاً إلا بإذنها. وفي إشارة رائعة لتقرير هذا الأمر روي أن فتاة جاءت إلي النبي صلي الله عليه وسلم تشكو من أن أباها زوجها من ابن أخ له ليرفع بذلك من مكانته وهي له كارهة. فاستدعي النبي صلي الله عليه وسلم الأب وجعل للفتاة حرية الاختيار. إما رفض هذا الزوج أو قبوله. فقررت بمحض إرادتها قبول هذا الزوج. وقالت: "يا رسول قد أجزت ما صنع أبي ولكني أردت أن أعلم النساء أنه ليس للآباء من الأمر شيء" أي ليس للآباء سلطة إكراه بناتهم علي الزواج من شخص يكرهونه. كما جعل الإسلام المرأة شريكة الرجل في المسئولية: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. والرجل راع في أهله وهو مسئول عن راعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها" "متفق عليه". ولاشك أن إسناد المسئولية هنا للمرأة ينفي عنها تماماً تهمة التبعية الدائمة للرجل. وإذا كان البعض لا يلتزم بذلك فهذا جهل بصحيح الإسلام وأحكامه وسوء فهم لتعاليمه ومبادئه.