نواصل حديثنا عن الأسرار التي كشفها السيد تقي الدين الحنبلي في رسالته "الاسم الأعظم" بعد أن ذكرنا السر الأول.. فنقول وبالله التوفيق: 2- ومنها لدفع الظلم: أن يقرأها كورد يومي "أي عدد" بقدر إمكانكم فإن الله يكفيك شر كل ذي شر. 3- ومنها أن تقرأها في سفرك: فإن الله بفضله ومنه يحفظك في غدوك ورواحك. 4- ومنها لشفاء الأمراض: وهي أن تقرأها علي المريض "سبع مرات" مع فاتحة الكتاب فإنه يبرأ بإذن الله علي شرط أن تكون علي طهارة مع مراعاة إطاعة أوامر الله واجتناب نواهيه وملازمة الاستغفار حتي يقبلها الله منك. 5- ومنها لرؤية حضرة النبي -صلي الله عليه وسلم- في المنام أو الخضر -عليه السلام- وإن أردت استخارة الله في شيء في منامك فتقرأها "مائة مرة" عند النوم علي طهارة ومستقبلاً القبلة. * وذكر العلامة الشيخ أحمد بن المبارك في كتاب "الإبريز في مناقب شيخه غوث الزمان سيدنا عبدالعزيز الدباغ" أن سيدنا الخضر -علي نبينا وعليه السلام- أعطاه وردًا في بداية أمره أن يذكر كل يوم سبعة آلاف مرة: * اللهم يا ربي بجاه سيدنا محمد بن عبدالله -صلي الله عليه وسلم- اجمع بيني وبين سيدنا محمد بن عبدالله -صلي الله عليه وسلم- في الدنيا قبل الآخرة. وداوم علي هذا الورد -رضي الله عنه- وذكر في الكتاب المذكور في أماكن متعددة أنه كان -رضي الله عنه- يجتمع بالنبي -صلي الله عليه وسلم- يقظة ويسأله مسائل فيجيبه بأجوبة مطابقة لما ذكره أئمة العلماء -مع أنه- رضي الله عنه- كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب. * وذكر الشهاب بن حجر الهيثمي في "شرح همزية" المديح النبوي أن في حديث مسلم. * من رآني في منامه فسيراني في اليقظة أنه حكي عن ابن أبي جمرة والبارزي والباقين وغيرهم عن جماعة من التابعين ومن بعدهم أنهم رأوه -صلي الله عليه وسلم- في المنام ورأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء غيبية فأخبرهم بها فكانت كما أخبر. وقال ابن أبي جمرة: وهذه من جملة كرامات الأولياء فليلزم منكرها الوقوع في ورطة إنكار كراماتهم. * وفي "المنقذ من الضلال" للإمام الغزالي -رحمه الله- أن أرباب القلوب في يقظتهم قد يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتًا ويقتبسون منهم فوائد. ومن المعلوم أنه -صلي الله عليه وسلم- حي في قبره وأنه لا يراه في اليقظة الرؤية النافعة الأولي وأنه لا يبعد أنه من أكرم برؤيته أن يكون بإزالة الحُجب بينه وبينه -صلي الله عليه وسلم- مع كونه في قبره- فقد يراه الأولياء في اليقظة في قبره ويحادثونه وإن بعدت ديارهم واختلفت مراكبهم. ولا يلزم من وقوع ذلك منهم علي جهة الكرامة الباهرة أنهم أصحابه» لأن الصحبة انقطعت بموته -صلي الله عليه وسلم- وإذا كان من رآه بعد موته قبل دفنه غير صحابي» فهؤلاء كذلك بالأولي. * قال الشهاب ابن حجر: إن القطب أبا العباس المرسي تلميذ القطب الأكبر أبي الحسن الشاذلي روي عنه رؤية النبي -صلي الله عليه وسلم- يقظة مرارًا لاسيما عند قبر والده بالقرافة. * ولقد كان شيخي وشيخ والدي الشمس محمد بن أبي الحمايل يري النبي -صلي الله عليه وسلم- ثم يدخل رأسه في جيب قميصه ثم يقول قال النبي -صلي الله عليه وسلم- فيكون كما أخبر لا يتخلف ذلك أبدًا. * فاحذر من إنكار ذلك فإنه السم القاتل. * وقال النابلسي: وليس هذا بأمر عجيب -ولا شأن غريب فإن أرواح الموتي مطلقا لم تمت- ولا تموت أبداً- ولكنها إذا فارقت الأجسام الترابية العنصرية تصورت في صورها كتصوير الروح الأمين جبريل -عليه السلام- في صورة أعرابي- وفي صورة دحية الكلبي. كما ورد في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم. وإذا كان هذا في أرواح عامة الناس الذين تحبس أرواحهم بالتبعات التي ماتوا وهي عليهم كما قال تعالي: "كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أصحاب اليمين" "المدثر: 38-39". فما بالك بأرواح النبيين والمرسلين -عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين. * وليس الموت بإعدام للأرواح وإن بليت أجسامها. وسؤال القبر حق. وكذلك نعيمه وعذابه حق.. في مذهب أهل السنة والجماعة والسؤال والنعيم والعذاب إنما يكون في عالم البرزخ لا في عالم الدنيا وعالم البرزخ بابه القبر وليس في القبور إلا أجسام الموتي» لأن القبور من عالم الدنيا وأرواح الموتي في عالم البرزخ أحياء بالحياة الأمرية. وإنما كانت الأجسام في الدنيا أحياء بأرواحها فلما عزلت عن التصرف فيها ماتت الأجسام والأرواح باقية في حياتها علي ما كانت. وإنما الموت نقلة من عالم إلي عالم. فالأرواح المكلفة غير المرهونة بما كسبت تسرح في عالم البرزخ وهي في صورة أجسامها وملابسها وتظهر في الدنيا لمن شاء الله -تعالي- أن يظهرها له كأرواح الأنبياء والأولياء والصالحين من عباد الله -تعالي. * وهذا أمر لا ينبغي للمؤمن أن يشك في أنه مبني علي قواعد الإسلام وأصول الأحكام ولا يرتاب فيه إلا المبتدعة الضالون الجاحدون. علي ظواهر العقول والأفهام "والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم" "البقرة: 213". وذكر الجنيدي في "شرح الفصوص" أن الشيخ الأكبر -قدس الله سره- كان بعد موته يأتي إلي بيته يزور أم ولد له ويقول لها: كيف حالك كيف أنت أخبرته بذلك وهو لا يشك في صدقها. وقال الحافظ السخاوي في كتابه "القول البديع": أي وسيلة أشفع وأي عمل أنفع من الصلاة علي من صلي الله عليه وجميع ملائكته وخصه بالقرب العظيم منه في دنياه وآخرته. فالصلاة عليه -صلي الله عليه وسلم- أعظم نور وهي التجارة التي لا تبور وهي ديدن الأولياء في المساء والبكور. فكن مثابراً علي الصلاة علي نبيك -صلي الله عليه وسلم- فلذلك تطهر من غيك ويزكو منك العمل وتبلغ غاية الأمل ويضيء نور قلبك وتنال مرضاة ربك وتأمن من الأهوال يوم المخاوف والأوجاع -صلي الله عليه وسلم. * وقال الشيخ بعد نقله لهذه العبارة: وهي تنويرها للقلوب إذا صلي مع الإخلاص والمهابة. ولكونه الواسطة العظمي -صلي الله عليه وسلم- وفاء بحقه العظيم. ولو قصد الرياء. قطع الإمام الشاطبي والسنوسي بحصول ثوابها للمصلي ولو قصد الرياء.