الانسان المؤمن بالله من خلال رسالة سماوية واحدة أو اكثر عقيدته (عبادات) (ومعاملات) والانسان غير المؤمن بالله من خلال اية رسالة سماوية عقيدته معاملات فقط وهو في جانب المعاملات يقدم علي الخير حبا للخير دون ايمان بالله ويقلع عن الخطأ كرها للخطأ بمنطق علمي بحت دون ايمان بالله. شهادة رجل اعمال (مسيحي) لا اعرفه شخصيا ويحاسبني الله علي صدق شهادته حيث قال ما معناه عقب قراءته لمقال سابق للمتحدث الآن بعنوان (حمدالله ومشيئته بين الاطلاق والتخصيص): هذا هو الكلام الذي يقال لكل مسلم أو مسيحي أو يهودي.. لان كل انسان يعتقد انه مؤمن بالله من خلال رسالة سماوية اذا اقلع عن الجدل والمناطحة بالنصوص في جانب المعاملات وتعلم ما ينقصه في جانب العبادات من نصوص مقدسة في اماكن العلم والعبادة.. واحس بهيبة الله الذي يعبده بطريقته هو وادرك في جانب المعاملات ان الله واحد دون جدل حول النصوص التي يؤمن بها هو أو غيره.. وعرف كيف ومتي يقول (الحمد لله) في وقتها ومكانها و(ان شاء الله) في وقتها ومكانها وطبق ذلك قولا وفعلا علي المستوي الفردي والجماعي الشخصي والرسمي فإن السلام العالمي يتحقق من خلال التزام ثلاثة مليارات مسلم ومسيحي ويهودي في العالم بذلك!! ولان المقال الذي استوحي رجل الاعمال (المسيحي) شهادته علي هذا النحو كان للمتحدث الآن فإنه لم يكن لنا الا ان نحمد الله تعالي علي نعمائه وخاصة ان الشاهد بذلك (مسيحي) ويعلم ان كاتب المقال (مسلم) وما ورد في المقال كان مقنعا للجميع في جانب المعاملات من العقيدة الايمانية لدي كل البشر!!!. وبغض النظر عما دار من حوار بيننا وبين صاحب الشهادة.. وبغض النظر عن تلخيص المقال نفسه أو اعادة نشره فإنني اعترف هنا بأنني حينما كتبت المقال وتم نشره في صحيفة (المسائية) بتاريخ 15/9/2010 لم يكن يدور في خلدي ان الرسالة التي جاء المقال في اطارها ستصل الي غير المسلمين من البشر بل ان بعض المسلمين ربما لا تصل اليه أو انه لايستطيع استيعابها أو الاقتناع بها أو انه يمكن ان يطبقها عمليا حتي وان اقتنع بها.. اما وان الرسالة قد وصلت من كاتب اسلامي وسياسي مستقل - هو العبد لله المتحدث الآن الي رجل اعمال مسيحي بهذا العمق والاقتناع بما فيها فإننا لسنا الآن كما ذكرنا بصدد اعادة نشر المقال الذي نحن بصدده في ساحة حديثنا هذا حتي وان اتسعت هذه المساحة لذلك وانما يكفي ان ننطلق فيما بقي لنا في حديث اليوم من سطور استنادا الي ما ورد في السطور السابقة فنقول لكل البشر من المؤمنين وغير المؤمنين بالله بصفة عامة - وبالله التوفيق - مايلي: إن الانسان المؤمن بالله من خلال رسالة سماوية واحدة أو اكثر عقيدته (عبادات) (ومعاملات) والانسان غير المؤمن بالله من خلال اية رسالة سماوية عقيدته معاملات فقط وهو في جانب المعاملات يقدم علي الخير حبا للخير دون ايمان بالله ويقلع عن الخطأ كرها للخطأ بمنطق علمي بحت دون ايمان بالله.. اما الانسان المؤمن بالله فإنه يجد في نصوصه المقدسة اوامر بعمل الخير و(نواه) عن ارتكاب الخطأ مهما كان صغيرا خشية لله الذي كان يمكن ان يجعل البشر جميعا امة واحدة مؤمنة به أو ان يترك آدم في الجنة أو الا يخلق الانسان علي الاطلاق.. وحيث ان جانب المعاملات هو الجانب المشترك علي ظهر الارض بين كل البشر المؤمنين وغير المؤمنين بالله وبالتالي فإن تعامل كل البشر في آلاف المواقف يوميا بعضهم مع البعض الآخر هنا وهناك بشكل مباشر وغير مباشر ينبغي ان يكون في الخير فقط تحت عنوان دائم هو الاقدام علي الخير والاقلاع عن الخطأ، وبالتالي فإنه لايجب ان يكون هناك عدوان من انسان أو من شخص طبيعي أو معنوي علي آخر إلا في حالة رد عدوان أو مواجهة ظلم أو دفع عن حق.. واذا كان ذلك كذلك فإننا لسنا في حاجة الي حديث عن صراع أو حوار أو تحالف بين الاديان أو بين الحضارات وانما الحاجة الماسة هي (تعامل) كل البشر مع كل البشر في الخير فقط دون خطأ أو عدوان في جانب المعاملات ودون جدل في جانب العبادات واساس العقيدة. ويراجع في ذلك مقالنا في محطة المثقف العربي العدد 41 بعنوان (من الصراع الي التعامل بين الحضارات). واذا كان هذا حديثنا الي غير المؤمنين بالله فإننا نقول لكل من يعتقد بعد ذلك انه مؤمن بالله سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا حسب عقيدته هو: - كفوا عن الجدل والمناطحة بالنصوص في جانب العبادات واساس العقيدة وتعلموا ما ينقصكم معرفته عن هذا الجانب في اماكن العلم والعبادة.. اما في جانب المعاملات اليومية كونوا دائماعلي صلة دائمة بالله الذي يعبده كل منكم بطريقته ولاتكفوا عن حمد الله وشكره وتسبيحه في كل اوقات فراغكم فإننا جميعا لانستطيع ان نفي الله حقه لان كل حركة لكل خلية من خلايا جسد الانسان تستوجب منا حمدا وشكرا لله في كل فمتو ثانية ولكن لاحظوا في ذلك - وبالله التوفيق - ان حمد الله وشكره عند اهل الكتاب جميعا (مسلمين ومسيحيين ويهود لاصهاينة) من كل حسب اعتقاده وعلي مستواه الشخصي والرسمي الفردي والجماعي يكون علي النحو التالي: 1- حمد الله وشكره وتسبيحه بالقلب والعقل واللسان فقط لايكفي مهما كثر عدده وانما لابد ان يواكبه في جانب المعاملات فعلا ان يكون السعي الي النعم التي نحمد الله عليها حلالا والاستفادة منها حلالا مهما كانت نتائج الحرص علي ذلك. 2- حمد الله وشكره في حالة الابتلاء يعبر عن الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره كجزء من مشيئة الله واذا كان المرء صادقا مخلصا في ذلك فإن الحمد والشكر لله يخفف المصيبة ويبارك في القليل ويعوض الخسارة طالما بذل المرء ما عليه من الجهد الواجب في كل موقف يمر به في حياته اما الاعتراض علي مشيئة الله هذا رغم الاخذ بالأسباب فلا يعني الا ان المرء بقوله مثلا لماذا فعلت بي ذلك يا رب?! قد اعتمد بهذا الاعتراض علي استقامته والتزامه بالحلال واخذ بالاسباب كما انه بهذا الاعتراض ينكر والعياذ بالله ايمانه بالقضاء والقدر خيره وشره كجزء من مشيئة الله.. وعفا الله عما سلف اما اذا تكرر الاعتراض من اي انسان وصلته هذه الرسالة فليبحث له والعياذ بالله عن سماء اخري ورب آخر.. 3- ان تعليق اي انسان لقدرته في الاقلاع عن اي خطأ يعلم انه خطأ مهما كان صغيرا علي مشيئة الله بقوله ان شاء الله أو بأمر الله أو بإذن الله سأقلع عن هذا الخطأ حينما يتوب الله علي.. هذا التعليق لايجوز لاي مؤمن بالله وانما يتم الاقلاع عن الخطأ فور ادراك انه خطأ بصيغة الحمد لله اقلعت عن هذا الخطأ وغيره من الاخطاء خشية لله تعالي وليس لاي سبب آخر وذلك لان الله تعالي قد رخص لكل بني آدم بأخطاء معينة تتم مغفرتها بفضله ورحمته جل شأنه وهي ان يكون الانسان لايعلم ان الخطأ خطأ وقت ارتكابه أو انه كان يعلم انه خطأ ونسي وقت ارتكابه انه خطأ أو انه كان وقت ارتكاب الخطأ مضطرا غير باغ ولا عاد أو انه كان مكرها وقلبه مطمئن بالإيمان فإن تذكر بعد ذلك انه ارتكب خطأ في كل أو بعض هذه الاخطاء استغفر الله وتاب وندم علي ماصدر منه خطأ علي هذا النحو واعاد ما قد يكون قد جاء في ذمته من حقوق الآخرين نتيجة هذا الخطأ غفر الله له بفضله ورحمته وان لم يتذكر ارتكابه لكل هذه الاخطاء في هذه الحدود فإن الله يغفر له ايضا لانه جل شأنه هو الذي كتب علي نفسه الرحمة اما ان يكون الخطأ والتوبة بلا ضوابط مع العلم بأن الخطأ خطأ وتعليق الاقلاع عن الخطأ علي مشيئة الله دون اصرار علي ترك الخطأ والاقلاع عنه مع حمد الله وشكره علي ذلك.. فهذا لايجوز.. والله اعلم وبه الهداية والتوفيق لكل خير.