أعترف أنني أحببتها لدرجة كبيرة وأعرف أنها أحبتني بالقدر نفسه والأهم أن شعورا بالقلق لم يساورها قط تجاه علاقتنا ثقتها دائما بلا حدود وتحملها لظروفي الصعبة مثير للإعجاب . عامان مضيا علي تخرجي من الجامعي نجحت فيهما في الحصول علي عمل مناسب يدر علي دخلا معقولا ومع ذلك أري أنها خطوة غير كافية للإقدام علي الزواج فتكاليفه كما يعرف الجميع فوق طاقة أي شاب . وهو مايجعلني أشعر بالقلق الدائم والتردد في التقدم لخطبتها . وعلي عكسي تماما تبدو هي أكثر ثقة في المستقبل تذلل كل الصعاب بكلماتها تبث في الأمل دائما وإن كنت أقابل دائما أملها بيأس والغريب أن محاولاتي تلك لم تنل منها وكنت أخشي عليها من مستقبل أراه مظلما وكانت لديها قدرة كبيرة علي أن تضيئه بألف شمعة أمل داخلها .ثقتها تزيدني قلقا وخوفا ورغبة في الابتعاد. أخشي أن أظلمها معي وأري أنها تستحق من هو أفضل مني حالا وظروفا ربما يكون فرصته أكبر في إسعادها . ليس لدي سوي القليل لأقدمه لها ولاأملك سوي قلبي الذي يعشقها والراغب في إسعادها والذي يأبي علي أن أوعدها بحلم أراه مستحيلا. أخشي من سنوات قادمة لاأعرف ماذا تحمل لي . لاأعرف هل من الصواب أن أستمر في علاقتي بها أم أنه من الأفضل لها أن أنسحب لأتجنب يوما تشعرني فيه بالندم علي الارتباط بي؟ لصاحب هذه الرسالة أقول : تقديري لمشاعرك يدفعني لألعن الظروف الصعبة التي يعيشها ملايين أمثالك وألعن بالقدر نفسه كل مسئول لم يراع ضميره في العمل علي حل تلك المشاكل التي يعاني منها الشباب والتي تجهض أحلامه وتدفعه لليأس والإحباط. ألعن الفساد وغياب الضمير واللامسئولية . ومع ذلك أري أن بداخل كل منا قوة إرادة يمكنها أن تفعل المستحيل فقط نحتاج للإرادة والعزيمة ونحتاج أيضا لقلب مؤمن مخلص محب وهو ماتمتلكه فلاتضيعه من يدك وثق أن مامن حلم آمن به الإنسان بقوة إلا وتحقق له . مازال المستقبل أمامك فاعمل بكل طاقتك وثق أن يوما سيأتي وتتحقق فيه كل أحلامك .