صدق من قال إن الجحيم هم الآخرون. اكتويت بنيرانهم ولم يكن لي من فرار . كان قدري أن أتزوج من رجل مرتبط بأهله بشكل مرض. أعترف أن هذه العلاقة القوية كانت أول من شدني إليه في البداية. كانت كلماته تكشف عن انتماء اعتقدت أنه سينعكس علي علاقتنا بعد ذلك وستحظي أسرته الجديدة مثلما حظيت عائلته الكبيرة من حب ورعاية واهتمام . هكذا تخيلت وحلمت ثم وافقت علي ظروفه التي اضطرتني للإقامة في شقة ملاصقة لشقة عائلته في البيت الذي يملكه والده . لم أعترض علي ضيق الشقة ولم أحتج عندما أخبرني أن ظروفه لاتسمح له بإجراء تعديلات كبيرة فيها علي وعد أن يتم ذلك لاحقا. وافقت لأني أحببته وبيقين أن المستقبل لنا وأن كل أحلامي ستتحقق مادمت قد اخترت رجلا بكل ماتحمله الكلمة من معني . ولم أندم علي ثقتي هذه فقد كان بالفعل أهلا للمسئولية . حقق لي كل وعوده وإن حدث بشكل تدريجي ولم يكن ذلك يقلقني لكنه كان يزعج أهله . لاحظت ضيقهم كلما أقدم علي شراء أي شيء لمنزلنا أوإجراء أي تجديدات فيه . تعجبت في البداية لكني لم أصرح بغضبي إلا بعدما زاد الأمر عن حده وبدأت تلميحاتهم تظهر بشكل صريح من خلال نقد مستمر واعتراض وتوبيخ. أعترف أن زوجي كان يتحمل كثيرا وكنت أقدر ذلك لكنه كان دائما يحاول ألا يثير غضبهم. لكن الأمر ازداد سوءا بعدما زاد تدخلهم في كل تفاصيل حياتنا. طعامنا شرابنا نزهاتنا سفرنا للمصيف مدارس أولادنا كلها كانت موضع تدخلهم ولم أعد أحتمل فبدأت المشكلات بيني وبين زوجي كان يطالبني بالصبر والتحمل وأتهمه بالسلبية والضعف وكاد الأمر يصل للطلاق تدخل أهلي الذين أقنعوني وزوجي بالسفر بعيدا عن كل مايعكر صفو حياتنا . وسافرنا لكن مع عودتنا عادت المشكلة ثانية . أشعر أن حياتي معرضة للانهيار ولاأدري ماذا أفعل ؟ لصاحبة هذه الرسالة أقول: هي بالفعل مشكلة يعاني منها العديد من الأزواج وبالطبع المشكلة تزداد تعقيدا بالنسبة لحالتك حيث اضطرتك الظروف للإقامة بالقرب من منزل عائلة زوجك . وأعترف أن الحل ليس سهلا ولاسريعا وإنما يحتاج منك بالفعل للصبر وأيضا للحسم حتي تنجحي في تحجيم تدخلهم في حياتك . لكن نصيحتي ألا تجعلي زوجك في موضع الاختيار بينك وبين أهله فمن الصعب عليه أن يختار وفي نفس الوقت عليك أن تتعلمي كيف تحافظين علي برود أعصابك حتي لاتقعي في أخطاء لتكسبي دائما زوجك لصفك . نجاحك في ذلك هو الخطوة الأولي بعدها يمكنك إقناعه بوجهة نظرك ليتبناها هو وتدريجيا سيدرك أهله ذلك فيكفون عن تدخلاتهم . هي معركة تحتاج لحكمة وصبر وثقي أن الفوز سيكون لك في النهاية. أشعر أنني سيئ الحظ حيث التحقت بكلية لا أرغب فيها بسبب درجات بسيطة حالت دون التحاقي بالكلية التي تمنيتها. ورغم نجاحي فيها إلا أن سوء الحظ ظل يلازمني وأحببت فتاة لكنها لم تبادلني نفس الشعور وأخري أحبتني لكنني لم أستطع الاستمرار معها لأني اكتشفت أني لاأحبها . تخرجت واضطررت لقبول عمل لا أري فيه ذاتي عانيت الأمرين بسبب كرهي له أملا في إيجاد آخر لكني لم أوفق. حاولت البحث عن فرصة للسفر ولم أنجح. حاولت شراء شقة وكلما وفرت مبلغا قفزت فيه الأسعار لاأعرف إلي متي يلازمني سوء الحظ؟ لصاحب هذه الرسالة أقول: رغم أنهم يقولون إن قيراط حظ ولا فدان شطارة إلا أنني مازلت أؤمن بأن لكل مجتهد نصيبا وأن علي كل إنسان أن يسعي حتي وإن لم يحالفه الحظ أحيانا إلا أن يوما سيأتي وتتحقق فيه كل أحلامه وبالنسبة لك لاأري أن مشكلتك تكمن في قلة الحظ فقط وإنما أيضا في قلة الإرادة وقلة الإيمان. قلة الإرادة التي تجعلك تستسلم للظروف ولاتحاول تغييرها عليك أن تكون أكثر قوة وأكثر عزما علي تغيير ظروفك وستنجح في النهاية وقتها سترغم الحظ أن يبتسم لك. حاول ولاتيأس فغدا سيكون أفضل بك ولك. وبكلمات أخري أقول: