من أعظم شعراء الصوفية من الفرس (406 276ه).. ولد في مدينة بلخ بإيران سنة 406ه وتوفي في قونية، ورحل إلي بغداد ومكة والشام، إلي أن عاد إلي قونية وتوفي بها عام 276ه، وهو كما يقول عنه الدكتور صابر عبدالدايم أنه تتلمذ أولا علي والده بهاء الدين، ثم علي تلميذ والده سيد برهان الدين، وشغل بتحصيل العربية والفلسفية، ثم اشتغل بعد استقراره في قونية بكسب العلوم والمعارف الدينية، وقد أثر فيه شمس الدين تبريزي، فألف ديوان شعر يحمل اسمه، وكذلك يعد مذهبه في التصوف امتدادا لفريد الدين العطار، ورأس الطريقة التي تسمي (المولوية) وفيها ينشد أصحابها في حلقات الذكر، علي سماع الأنغام، ومن ثم عظم شأن هذه الأنغام في الإثارة الروحية عند المتصوفين، وله آثار أدبية صوفية جعلته في مقدمة المتصوفين، ومن هذه الآثار ديوانه المسمي (مثنوي) في حوالي ستة وعشرين ألف بيت من بحر الرمل ووزنه (فاعلاتن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلاتن فاعلن. وله ديوان غزل باسم (شمس الدين تبريزي) تختلط فيه خواطر الحب بالوجد الإلهي، ويعزي إليه مجموعة من الرباعيات الشعرية. ويقول الدكتور صابر عبدالدايم، ويمكن أن تأخذ من عناوين بعض القصائد التي ألفها جلال الدين الرومي بعض أفكاره التي آمن بها، وأصبحت مذهبا له، ومن هذه العناوين (التعصب) فهو ينبذ التعصب، ويدعو إلي الشعور الإنساني العام، ويشبه المتعصب بالثمرة غير الناضجة التي تتمسك بغصنها، وغير المتعصب يشبهه بالثمرة الناضجة التي لا تتعلق بغصنها ويقول: فشدة الاستمساك والتعصب سذاجة مادمت جنينا فشأنك احتساء الدم. ويقول عنه الدكتور أبوالوفا التفتازاني إن جلال الدين الرومي شاعر غلبت عليه عاطفة الحب فأدت به إلي الفناء، وشهود الوحدة فهو من هذه الناحية شبيه بابن الفارض، ومهما كان في شعره من تعمق فلسفي، ومهما صدر عنه من عبارات تشعر بالوحدة، إلا أن هذه الوحدة عنده ليست من قبيل وحدة الوجود عند ابن عربي التي توحد بين الحق والخلق، أو بعبارة أخري تري أن الله عين كل شيء. هذه صورة عن شاعر كبير، وصوفي بارز، كرس حياته للحب الإلهي، واللجوء إلي الله في كل شيء، ففي اللجوء إليه السعادة كل السعادة في الدنيا والآخرة، والتغني بجلال الله وعظمته، هو الملجأ والملاذ.