ربما كان المشهد مفاجئا للبعض عند متابعة المظاهرات الفاشلة لجماعة الإخوان الجمعة الماضية بعد تهديدات عنترية تحت مسمي جمعة الشهداء.. والحقيقة أن هناك عدة أسباب وراء هذا المشهد الذي يرجع إلي الضربات الأمنية الموجعة التي وجهت إلي قيادات الصف الأول والقيادات التنفيذية في الجماعة وهو ما أثر علي تلقي الأوامر من القيادات العليا إلي القواعد في التنظيم بمختلف المحافظات . وربما يكون السبب الآخر هو حالة الاستياء الشديدة التي بدأت تظهر في صفوف القيادات الشابة للجماعة وأيضا جموع الأفراد الذين يتم الاستعانة بهم للاحتشاد سواء داخل الجماعة أو من خارجها وأقصد بهم المواطنين البسطاء الذين يتم استغلال حالتهم الاقتصادية في المشاركة في مظاهرات الإخوان علي طريقة الزيت والسكر والدفع بسخاء لتمويل تلك المظاهرات حيث رأت تلك المجموعات أن المظاهرات خرجت عن سلميتها فآثرت السلامة بعد الرد العنيف والصارم من قوات الأمن حيث أعلنت عن استيائها من تلك القيادات الذين وصلوا بالأمور إلي ما لا يحمد عقباه فقررت الانسحاب من المشهد فاصبحت تلك المسيرات تتم باجتهادات عشوائية . وربما يكون أيضا من أبرز الأسباب حالة الاستياء التي انتابت الشارع المصري الذي أكد رفضه عودة جماعة الإخوان إلي الحياة السياسية مرة أخري عقب الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها من قتل وترويع للمواطنين حيث أصبحت مظاهرات الإخوان يتم مواجهتها بمظاهرات مضادة من أهالي المناطق المختلفة الذين يحتشدون في مواجهة الإخوان أينما ذهبوا بل ويشكلون حائطا بشريا للدفاع عن مؤسسات الدولة مثل مديريات الأمن وأقسام الشرطة وأيضا الكنائس وهو ما تكرر في أكثر من مشهد بالإسكندرية وبعض محافظات الصعيد وهو ما يعني أن الأهالي والشرطة والجيش لعبوا دورا هاما في فشل تلك التظاهرات بعد أن انكشف المخطط الإخواني بوضوح تام لحرق مصر وإشاعة الفوضي . ولعل أمام الدولة فرصة ذهبية لتجفيف منابع إرهاب الجماعة التي تعتمد علي الحشد في القري والنجوع والعشوائيات تارة باسم الدفاع عن الإسلام وتارة أخري بدفع مبالغ مالية .. لابد أن يكون للأزهر دوره وبمشاركة أهل الفكر في التوعية وكشف أساليب الجماعة كما لابد أن تتولي الدولة بمشاركة رجال الأعمال توفير الحياة الكريمة لأهالينا بالمحافظات حتي نقطع الطريق علي جماعة الإرهاب .