محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول طلاب الإعدادية بالثانوي    أسيوط تبحث مستقبل التعليم المجتمعي ومواجهة التسرب الدراسي    وزير الري: الاعتماد على نهر النيل لتوفير الاحتياجات المائية بنسبة 98%    محافظ الإسكندرية وسفيرة الولايات المتحدة يبحثان تعزيز التعاون في قطاع النقل البحري    مدبولي: موقف الدولة المصرية ثابت حيال الأوضاع السياسية في المنطقة    محافظ شمال سيناء يفتتح مهرجان الهجن بالعريش    منتخب الناشئات يتوجه إلى غينيا الاستوائية لخوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم    ضبط المتهم بقتل زوجته ب«سكين» أمام أطفالهما بالغربية    شاب يلقى مصرعه حرقًا بعد مشادة مع صديقه في الشرقية    أعمال منير مراد ومؤلفات العظماء على المسرح الكبير    قبل عرضه بالسينما أكتوبر المقبل.. تعرف على أحداث فيلم «فيها إيه يعني»    التعليم تعلن تطبيق منهج "كونكت بلس" لرياض الأطفال والابتدائي    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    «التضامن» تقر قيد تعديل 4 جمعيات في محافظة البحيرة    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    فيديو - أمين الفتوى: تزييف الصور بالذكاء الاصطناعي ولو بالمزاح حرام شرعًا    الأزهر للفتوى: يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه في حالة واحدة    عالم أزهري يكشف لماذا تأخر دفن النبي بعد موته وماذا جرى بين الصحابة وقت ذلك    "عليهم أن يكونوا رجالًا".. هاني رمزي يفتح النار على لاعبي الأهلي عقب تراجع النتائج    «جوتيريش»: سيذكر التاريخ أننا كنا في الخطوط الأمامية من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني    تحرك الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية من معبر رفح البري إلى كرم أبوسالم لتسليمها للجانب الفلسطيني    سياسي ألماني يطالب حكومته بإفساح المجال أمام فرض عقوبات على إسرائيل    وزارة العمل: 3701 فُرصة عمل جديدة في 44 شركة خاصة ب11 محافظة    رسميًا.. موعد نتيجة تنسيق كليات جامعة الأزهر 2025 (رابط)    جامعة القاهرة تحتفي بالراحلين والمتقاعدين والمتميزين في «يوم الوفاء»    ميدو: طبيب الأهلي مسؤول عن إصابة زيزو.. وتصريحات النحاس غير موفقة    "البديل الذهبي" فلاهوفيتش يسرق الأضواء وينقذ يوفنتوس    أبو مسلم يهاجم ترشيح فيتوريا لقيادة الأهلي    آخرها فيروس «A».. تعرف على تاريخ إصابات إمام عاشور مع الأهلي    الإحصاء: 1.5 مليار دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا خلال النصف الأول من 2025    تخفيضات وتذاكر مجانية.. تعرف على تسهيلات السكة الحديد لكبار السن 2025    «ڤاليو» تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقًا عبر منصة «نون»    عبد اللطيف: جميع الكتب موجودة في المدارس وإلغاء الفترة المسائية في هذا الموعد!    بتهمة الابتزاز والتشهير.. قرار بشأن دعوى هالة صدقي ضد خادمتها    24 سبتمبر.. محاكمة متهم في التشاجر مع جاره وإحداث عاهة مستديمة بالأميرية    «التعليم» توضح 11 نقطة حول تفاصيل «البكالوريا» وسداد المصروفات الدراسية    بدء الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي    أردوغان يفتح النار علي نتنياهو: سيلقي نفس مصير الزعيم النازي "هتلر"    تابلوهات فنية نوبية تستهل احتفالات قصور الثقافة في «اليوم المصري للموسيقى» بأسوان (صور)    تكريم المخرج المنفذ علا فهمي في الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    الليلة.. أيمن وتار ضيف برنامج "فضفضت أوي" مع معتز التوني    ملكة إسبانيا فى زيارة رسمية لمصر.. أناقة بسيطة تعكس اختياراتها للموضة    إسرائيل تعلن عن ممر آمن لإخلاء سكان غزة جنوبا| لمدة 48 ساعة    عاجل- انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية في غزة وشمال القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي    مصر تطلق قافلة "زاد العزة" ال39 محملة ب1700 طن مساعدات غذائية وإغاثية إلى غزة    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في الشرقية    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا بمستشفى قنا العام لتطوير مراكز التميز في خدمات ما حول الولادة    «ليه لازم يبقى جزء من اللانش بوكس؟».. تعرفي على فوائد البروكلي للأطفال    صحة المرأة والطفل: الفحص قبل الزواج خطوة لبناء أسرة صحية وسليمة (فيديو)    بتقديم الخدمة ل6144 مواطن.. «صحة الشرقية» تحصد المركز الأول بمبادرة «القضاء على السمنة»    وزير الدفاع السعودي ولاريجاني يبحثان تحقيق الأمن والاستقرار    بتر يد شاب صدمه قطار في أسوان    مسلسل سلمى الحلقة 25 .. خيانة تكشف الأسرار وعودة جلال تقلب الموازين    خطوات إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025.. الأوراق المطلوبة والفئات المستحقة    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة دبلوماسية تديرها وزارة الخارجية في مواجهة الصمت الدولي علي أحداث العنف بمصر
نبيل فهمي: نحن نعمل في إطار المنظومة الدولية ولكن القرار يجب أن يكون مصريا في النهاية
نشر في آخر ساعة يوم 20 - 08 - 2013

في ظل ماشهدته البلاد من أحداث عنف وترويع للمواطنين السلميين خلال الأيام الماضية وعقب فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية لمؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي أدارت وزارة الخارجية معركة دبلوماسية ناجحة سواء في أروقة الديوان العام للوزارة أو من خلال سفراء مصر بالخارج حيث أجري وزير الخارجية نبيل فهمي العديد من اللقاءات مع السفراء الأجانب المعتمدين لدي القاهرة وعلي رأسهم سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن كما أجري العديد من الاتصالات بوزراء خارجية الدول ذات التأثير الدولي وعلي رأسهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا وغيرهم وقد زودت وزارة الخارجية سفراءها بالخارج بالعديد من المعلومات الهامة والصور عن حقائق الأحداث الجارية علي أرض مصر بخلاف اللقاءات المكثفة مع وسائل الإعلام الأجنبية والعربية لإيضاح الصورة الكاملة وبشفافية لأن المطلوب من المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية الارتفاع إلي مستوي الحدث ومستوي المسئولية والكف عن المعايير المزدوجة لأن الصمت الدولي علي الأحداث الإجرامية التي شهدتها الساحة المصرية يزيد من حدتها ولا يقلل منها وكل ما تطلبه مصر هو تقييم هذه الأحداث بميزان الحيدة والموضوعية وعدم الازدوجية.
وفي خضم هذا النشاط الدبلوماسي المكثف عقد نبيل فهمي وزير الخارجية مؤتمرا صحفيا عالميا أكد فيه أن وزارة الخارجية المصرية غير قلقة بما تحظي به الأحداث علي أرض مصر من اهتمام دولي لأن مصر دولة إقليمية بالغة النفوذ والتأثير وبالتالي من الطبيعي أن يهتم بها المجتمع الدولي فنحن نرحب بهذا الاهتمام وبأي أفكار بناءة وموضوعية ومتحضرة فنحن نعمل في إطار المنظومة الدولية ولكن القرار في النهاية لابد أن يكون مصريا.
وأعرب فهمي عن أسفه لسقوط ضحايا من المصريين عند فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية من مؤيدي الرئيس السابق وكذلك من رجال الشرطة فالدم المصري غال علينا جميعا وقرار فض الاعتصام كان صعبا ولكن كان لابد منه وذلك بعد فشل جهود الوساطة التي استمرت لعدة أسابيع لمحاولة الوصول إلي حل وتمت إجراءات الفض وفقا للقانون ووفقا لتكليف مجلس الوزراء لوزير الداخلية.
تناقض صارخ
خلال المؤتمر الصحفي تم استعراض العديد من الصور التي أوضحت أحداث العنف التي عمت أنحاء البلاد والتي لجأ إليها المتظاهرون سواء فيما يتعلق بإطلاق النيران علي المدنيين بشكل عشوائي أو حرق الكنائس وأقسام الشرطة والمباني الحكومية وغيرها.
ووصف وزير الخارجية هذه الأحداث التي عمت أنحاء البلاد بأنها عنف عشوائي ومبرمج وله أهداف محددة منها إرهاب وترويع المواطنين وهز الكيان المصري ولايمكن قبول أي من هذه الأهداف وقد تم وسيتم مواجهة كافة هذه الأعمال بالقانون وبحسم ولكن أيضا بحكمه.
وهنا أشار فهمي إلي أنه منذ قيام ثورة 30 يونيو 2013 وتحديدا عقب فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية تم تسليط الأضواء من المجتمع الدولي علي أهمية ضبط النفس الحكومي ولم يتم بنفس القدر الاهتمام بإدانة العنف الذي شهدناه من أطراف غير حكومية والذي شمل حرق مستشفيات وكنائس ومبان حكومية وغير حكومية وهذه أعمال إجرامية هدفها هز كيان الوطن ولكن الوطن قوي ولن يهتز.
وأوضح فهمي بأنه كان هناك ضبط نفس من قبل السلطات في عملية مواجهة هذه الأحداث وفي فض الاعتصامات ولولا ذلك لكانت الخسائر البشرية أكثر مما أعلن عنه بكثير وبشهادة الجميع ورغم ذلك فنحن نأسف لوقوع أي ضحايا ونحاول دائما تجنب وقوع المزيد.
وقال وزير الخارجية: إن ما آلمني بشدة هو التناقض الصارخ في الموقف الدولي ففي الوقت الذي يطالب فيه السلطات الحكومية بضبط النفس كان هناك صمت تام بل تخاذل دولي في تسليط الأضواء علي ماشهدته مصر من أعمال عنف ونحن مع ضبط النفس وضد وقوع أي ضحايا من أي فيصل أو تيار ولكن لانقبل إجراء موازنة فهناك فرق بين سلطات أمنية تتولي مسئولية تنفيذ القانون ومواجهة معتصمين البعض منهم مسلح وبين فئات تسعي لإحداث عنف بشكل مبرمج ومنظم لترويع وترهيب المجتمع.
فإذا كان المجتمع الدولي متمسكا بالشرعية وحقوق الإنسان فعليه أن يتخذ مواقف مبدئية تجاه ماشهدته مصر من تجاوزات خلال الأيام الماضية.
وأكد فهمي أن مصر تسعي لتحديد هويتها السياسية بعد غياب طويل للديمقراطية والمراحل الانتقالية دائما بها الكثير من التحديات ولكننا نؤكد الالتزام بالعملية الديمقراطية والسلمية ومنفتحون علي آراء المجتمع الدولي ولكن محاولة تدويل الأزمة شيء مرفوض ولن تقبل به مصر لأنه يدخل في الحسابات اعتبارات لا علاقة لها بالمصالح المصرية.
وأشار فهمي إلي أن مصر تعتزم تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول كل ما تم عقب ثورة 30 يونيو ومن شخصيات مستقلة ومحايدة لتوثيق كافة الأحداث وتوفير المعلومات بدقة لتكون متاحة أمام القوي السياسية والمواطنين والسلطات القضائية لاتخاذ ما يتم إجراؤه حيالها وهناك التزام كامل بالشفافية.
الكرامة المصرية
وفي إطار ما يتم الترويج له من وقت لآخر من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بالتلويح بقطع المعونة المقدمة إلي مصر ووضع شروط مسبقة لاستمرارها أشار وزير الخارجية إلي أن مصر تقدر تماما ما تم تقديمه لها من مساعدات أجنبية عبر سنوات طويلة وقد استفدنا منها ومن ينكر ذلك لايعلم الحقيقة ولكنها مساعدات هامة للطرفين وعادت علي مصر والدول الأخري بالنفع المتبادل هي مساعدات مشكورة ولكنها ليست هبات غير هادفة ولكن الاستمرار بالتلويح بوقف هذه المساعدات هو أمر مرفوض بالنسبة لنا ونتيجة لذلك فقد طلبت من الإدارات المعنية بوزارة الخارجية مراجعة ما تحصل عليه مصر من مساعدات أجنبية لمعرفة ما إذا كانت يتم استخدامها بشكل أفضل وتحقق النتائج المرجوة منها أم لا وسوف تتم عملية المراجعة بعقلانية وجدية وموضوعية وبمنظور الشراكة التي تعكسها هذه المساعدات والمراجعة ستتم والكرامة المصرية مرتفعة وعالية دائما ولن تهتز.
الالتزام بخارطة الطريق
من الجدير بالذكر فإن مصر تمر بمرحلة انتقالية وفارقة علي مدي العامين ونصف العام الماضية وقد شهدت الساحة المصرية ظروفا صعبة ومؤلمة خلال الأسابيع الأخيرة وتحديات بالغة الخطورة من بينها تحديات للأمن القومي المصري وسلامة المواطن المصري ومع ذلك فقد أكد وزير الخارجية التزام مصر بخارطة الطريق والمسار السياسي والسلمية والموضوعية منوها إلي أنه في نفس الوقت الذي يتم فيه اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين البلاد بحسم وبكل حكمة وبضبط النفس يتم النظر أيضا إلي المستقبل فنحن نلتزم بتنفيذ خارطة الطريق من مختلف جوانبها السياسية ودون إقصاء لأي طرف طالما هناك التزام بالقانون.
وأشار فهمي إلي أنه لاتوجد مشكلة في العالم يتم حلها بالمسار السياسي فقط أو بالأمن فقط وأوضح أن لجنة الخبراء الخاصة بتعديل الدستور أوشكت علي الانتهاء من عملها وهذه هي أولي خطوات خارطة الطريق وذلك رغم صعوبة الظروف التي تمر بها مصر حاليا.
وقال فهمي: إن مصر شهدت خلال عامين ونصف العام ثورتين كان الهدف منهما رغبة المواطن المصري المشاركة في العمل السياسي لكي يحدد مستقبله وبالتالي لابد من إتاحة الفرصة أمام الجميع لهذه الممارسات وتنشيط العمل السياسي لكل المصريين ولكن في إطار الالتزام بالقانون وفي إطار ضبط الأمن وإشاعة الاستقرار ودعمه.
توجه إيديولوجي
وكشف نبيل فهمي عن الاتصالات المكثفة التي أجراها مع نظرائه من وزراء الخارجية التي تجاوزت الاتصال مع 40 من وزراء الخارجية ومنهم من تحدث معه خمس أو ست مرات وأن هذه الاتصالات قد لايستطيع القيام بها من خلال عدة جولات خارجية مشيرا إلي أن نجاح وزير الخارجية ومساعديه في الديوان العام للوزارة هو نجاح للوزارة بأكملها في إدارة هذه الأزمة بنجاح وأن جهود سفراء مصر في الخارج ونجاحهم تصب أيضا لمصلحة العاملين في ديوان وزارة الخارجية.
وأوضح أن مصر لاتقوم باستدعاء أي سفير إلا كرد فعل لإجراء الدولة الأخري وقيامها بذلك ولكن في حالة تركيا ونتيجة تجاوز السياسات التركية وما تقوم به ضد مصر في الساحة الدولية فإن مصر بادرت باستدعاء سفيرها من أنقرة واتخذت خطوة إضافية بإرجاء المناورات البحرية المشتركة المعروفة باسم بحر الصداقة مع تركيا والتي كانت مقررة في أكتوبر 2013.
وأشار وزير الخارجية بأن ماشهدناه من تركيا تجاوز سياسي والمشكلة في هذا النطاق أن ممارسات تركيا تعكس تصورات وتوجهات إيديولوجية لحزب محدد في تركيا ولاتعكس المصلحة التركية الأوسع ونحن نثق تماما أن تركيا تعلم أن لديها مصلحة حقيقية في حسن إدارة علاقتها مع مصر ونحن في مصر ندرك أهمية ن يكون لنا علاقات طيبة مع تركيا.
وأكد فهمي أن نقطة الارتكاز الرئيسية لمصر هي نقطة الارتكاز العربي والأفريقي مشيدا بموقف المملكة العربية السعودية القوي الداعم لمصر ومؤكدا أن مصر لم تسع لتحقيق نفسها عربيا لأن الدعم العربي وارد وأعلن عنه بمبادرة عربية.
وأشار فهمي إلي أنه فيما يتعلق بالموقف الأمريكي فإن مصر تتقبل دائما الحوار الصريح وعندما تكون الآراء المطروحة لاتعكس الواقع المصري فنحن نتحفظ عليه وسوف نظل نشرح موقفنا للجميع طالما ظلت العلاقة والتعامل في سياق المقبول والمعتاد.
وقال فهمي أن سحب دولة لسفيرها في مصر نتفهم أن يكون بسبب خلاف بين دولتين ولكن ليس بسبب مشكلة داخلية مصرية فهناك فرق.
وقال إن مصر تعمل علي الانفتاح علي العالم والاتصال مع روسيا لايكون علي حساب تبديل دولة محل أخري ولكنه سعي لتوطيد العلاقات واتساع العلاقات مع صديق قديم مثل روسيا الاتحادية.
التواصل مع العالم الخارجي
وفي خضم النشاط الدبلوماسي المكثف لشرح حقائق الأوضاع أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي أن نبيل فهمي وزير الخارجية قد وجه تعليماته بسرعة تفعيل مجموعة العمل التي يتم تشكيلها منذ توليه مهام منصبه بهدف التواصل مع العالم الخارجي من خلال تنظيم زيارات لعدد من الكتاب والمثقفين وقادة الفكر والرأي ورموز الدبلوماسية الشعبية لبعض العواصم الأجنبية المؤثرة لشرح الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر وذلك لمواجهة الهجمة الشرسة التي تقلب حقائق الأمور ومن المعروف أن هذه المجموعة تضم في عضويتها أيضا ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.
الدم المصري غال علينا ونأسف لوقوع ضحايا ولكن اللجوء
إلي العنف العشوائي والمبرمج لايمكن قبوله وسيتم مواجهته بالقانون وبالحكمة
ممارسات تركيا تعكس توجها إيديولوجيا للحزب
الحاكم وليست المصلحة التركية الأوسع
المجتمع الدولي المتمسك بالشرعية وحقوق الإنسان عليه اتخاذ
مواقف مبدئية تجاه ماشهدته مصر من تجاوزات وتدويل الأزمة مرفوض
وفي خضم هذا النشاط الدبلوماسي المكثف عقد نبيل فهمي وزير الخارجية مؤتمرا صحفيا عالميا أكد فيه أن وزارة الخارجية المصرية غير قلقة بما تحظي به الأحداث علي أرض مصر من اهتمام دولي لأن مصر دولة إقليمية بالغة النفوذ والتأثير وبالتالي من الطبيعي أن يهتم بها المجتمع الدولي فنحن نرحب بهذا الاهتمام وبأي أفكار بناءة وموضوعية ومتحضرة فنحن نعمل في إطار المنظومة الدولية ولكن القرار في النهاية لابد أن يكون مصريا.
وأعرب فهمي عن أسفه لسقوط ضحايا من المصريين عند فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية من مؤيدي الرئيس السابق وكذلك من رجال الشرطة فالدم المصري غال علينا جميعا وقرار فض الاعتصام كان صعبا ولكن كان لابد منه وذلك بعد فشل جهود الوساطة التي استمرت لعدة أسابيع لمحاولة الوصول إلي حل وتمت إجراءات الفض وفقا للقانون ووفقا لتكليف مجلس الوزراء لوزير الداخلية.
تناقض صارخ
خلال المؤتمر الصحفي تم استعراض العديد من الصور التي أوضحت أحداث العنف التي عمت أنحاء البلاد والتي لجأ إليها المتظاهرون سواء فيما يتعلق بإطلاق النيران علي المدنيين بشكل عشوائي أو حرق الكنائس وأقسام الشرطة والمباني الحكومية وغيرها.
ووصف وزير الخارجية هذه الأحداث التي عمت أنحاء البلاد بأنها عنف عشوائي ومبرمج وله أهداف محددة منها إرهاب وترويع المواطنين وهز الكيان المصري ولايمكن قبول أي من هذه الأهداف وقد تم وسيتم مواجهة كافة هذه الأعمال بالقانون وبحسم ولكن أيضا بحكمه.
وهنا أشار فهمي إلي أنه منذ قيام ثورة 30 يونيو 2013 وتحديدا عقب فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية تم تسليط الأضواء من المجتمع الدولي علي أهمية ضبط النفس الحكومي ولم يتم بنفس القدر الاهتمام بإدانة العنف الذي شهدناه من أطراف غير حكومية والذي شمل حرق مستشفيات وكنائس ومبان حكومية وغير حكومية وهذه أعمال إجرامية هدفها هز كيان الوطن ولكن الوطن قوي ولن يهتز.
وأوضح فهمي بأنه كان هناك ضبط نفس من قبل السلطات في عملية مواجهة هذه الأحداث وفي فض الاعتصامات ولولا ذلك لكانت الخسائر البشرية أكثر مما أعلن عنه بكثير وبشهادة الجميع ورغم ذلك فنحن نأسف لوقوع أي ضحايا ونحاول دائما تجنب وقوع المزيد.
وقال وزير الخارجية: إن ما آلمني بشدة هو التناقض الصارخ في الموقف الدولي ففي الوقت الذي يطالب فيه السلطات الحكومية بضبط النفس كان هناك صمت تام بل تخاذل دولي في تسليط الأضواء علي ماشهدته مصر من أعمال عنف ونحن مع ضبط النفس وضد وقوع أي ضحايا من أي فيصل أو تيار ولكن لانقبل إجراء موازنة فهناك فرق بين سلطات أمنية تتولي مسئولية تنفيذ القانون ومواجهة معتصمين البعض منهم مسلح وبين فئات تسعي لإحداث عنف بشكل مبرمج ومنظم لترويع وترهيب المجتمع.
فإذا كان المجتمع الدولي متمسكا بالشرعية وحقوق الإنسان فعليه أن يتخذ مواقف مبدئية تجاه ماشهدته مصر من تجاوزات خلال الأيام الماضية.
وأكد فهمي أن مصر تسعي لتحديد هويتها السياسية بعد غياب طويل للديمقراطية والمراحل الانتقالية دائما بها الكثير من التحديات ولكننا نؤكد الالتزام بالعملية الديمقراطية والسلمية ومنفتحون علي آراء المجتمع الدولي ولكن محاولة تدويل الأزمة شيء مرفوض ولن تقبل به مصر لأنه يدخل في الحسابات اعتبارات لا علاقة لها بالمصالح المصرية.
وأشار فهمي إلي أن مصر تعتزم تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول كل ما تم عقب ثورة 30 يونيو ومن شخصيات مستقلة ومحايدة لتوثيق كافة الأحداث وتوفير المعلومات بدقة لتكون متاحة أمام القوي السياسية والمواطنين والسلطات القضائية لاتخاذ ما يتم إجراؤه حيالها وهناك التزام كامل بالشفافية.
الكرامة المصرية
وفي إطار ما يتم الترويج له من وقت لآخر من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بالتلويح بقطع المعونة المقدمة إلي مصر ووضع شروط مسبقة لاستمرارها أشار وزير الخارجية إلي أن مصر تقدر تماما ما تم تقديمه لها من مساعدات أجنبية عبر سنوات طويلة وقد استفدنا منها ومن ينكر ذلك لايعلم الحقيقة ولكنها مساعدات هامة للطرفين وعادت علي مصر والدول الأخري بالنفع المتبادل هي مساعدات مشكورة ولكنها ليست هبات غير هادفة ولكن الاستمرار بالتلويح بوقف هذه المساعدات هو أمر مرفوض بالنسبة لنا ونتيجة لذلك فقد طلبت من الإدارات المعنية بوزارة الخارجية مراجعة ما تحصل عليه مصر من مساعدات أجنبية لمعرفة ما إذا كانت يتم استخدامها بشكل أفضل وتحقق النتائج المرجوة منها أم لا وسوف تتم عملية المراجعة بعقلانية وجدية وموضوعية وبمنظور الشراكة التي تعكسها هذه المساعدات والمراجعة ستتم والكرامة المصرية مرتفعة وعالية دائما ولن تهتز.
الالتزام بخارطة الطريق
من الجدير بالذكر فإن مصر تمر بمرحلة انتقالية وفارقة علي مدي العامين ونصف العام الماضية وقد شهدت الساحة المصرية ظروفا صعبة ومؤلمة خلال الأسابيع الأخيرة وتحديات بالغة الخطورة من بينها تحديات للأمن القومي المصري وسلامة المواطن المصري ومع ذلك فقد أكد وزير الخارجية التزام مصر بخارطة الطريق والمسار السياسي والسلمية والموضوعية منوها إلي أنه في نفس الوقت الذي يتم فيه اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين البلاد بحسم وبكل حكمة وبضبط النفس يتم النظر أيضا إلي المستقبل فنحن نلتزم بتنفيذ خارطة الطريق من مختلف جوانبها السياسية ودون إقصاء لأي طرف طالما هناك التزام بالقانون.
وأشار فهمي إلي أنه لاتوجد مشكلة في العالم يتم حلها بالمسار السياسي فقط أو بالأمن فقط وأوضح أن لجنة الخبراء الخاصة بتعديل الدستور أوشكت علي الانتهاء من عملها وهذه هي أولي خطوات خارطة الطريق وذلك رغم صعوبة الظروف التي تمر بها مصر حاليا.
وقال فهمي: إن مصر شهدت خلال عامين ونصف العام ثورتين كان الهدف منهما رغبة المواطن المصري المشاركة في العمل السياسي لكي يحدد مستقبله وبالتالي لابد من إتاحة الفرصة أمام الجميع لهذه الممارسات وتنشيط العمل السياسي لكل المصريين ولكن في إطار الالتزام بالقانون وفي إطار ضبط الأمن وإشاعة الاستقرار ودعمه.
توجه إيديولوجي
وكشف نبيل فهمي عن الاتصالات المكثفة التي أجراها مع نظرائه من وزراء الخارجية التي تجاوزت الاتصال مع 40 من وزراء الخارجية ومنهم من تحدث معه خمس أو ست مرات وأن هذه الاتصالات قد لايستطيع القيام بها من خلال عدة جولات خارجية مشيرا إلي أن نجاح وزير الخارجية ومساعديه في الديوان العام للوزارة هو نجاح للوزارة بأكملها في إدارة هذه الأزمة بنجاح وأن جهود سفراء مصر في الخارج ونجاحهم تصب أيضا لمصلحة العاملين في ديوان وزارة الخارجية.
وأوضح أن مصر لاتقوم باستدعاء أي سفير إلا كرد فعل لإجراء الدولة الأخري وقيامها بذلك ولكن في حالة تركيا ونتيجة تجاوز السياسات التركية وما تقوم به ضد مصر في الساحة الدولية فإن مصر بادرت باستدعاء سفيرها من أنقرة واتخذت خطوة إضافية بإرجاء المناورات البحرية المشتركة المعروفة باسم بحر الصداقة مع تركيا والتي كانت مقررة في أكتوبر 2013.
وأشار وزير الخارجية بأن ماشهدناه من تركيا تجاوز سياسي والمشكلة في هذا النطاق أن ممارسات تركيا تعكس تصورات وتوجهات إيديولوجية لحزب محدد في تركيا ولاتعكس المصلحة التركية الأوسع ونحن نثق تماما أن تركيا تعلم أن لديها مصلحة حقيقية في حسن إدارة علاقتها مع مصر ونحن في مصر ندرك أهمية ن يكون لنا علاقات طيبة مع تركيا.
وأكد فهمي أن نقطة الارتكاز الرئيسية لمصر هي نقطة الارتكاز العربي والأفريقي مشيدا بموقف المملكة العربية السعودية القوي الداعم لمصر ومؤكدا أن مصر لم تسع لتحقيق نفسها عربيا لأن الدعم العربي وارد وأعلن عنه بمبادرة عربية.
وأشار فهمي إلي أنه فيما يتعلق بالموقف الأمريكي فإن مصر تتقبل دائما الحوار الصريح وعندما تكون الآراء المطروحة لاتعكس الواقع المصري فنحن نتحفظ عليه وسوف نظل نشرح موقفنا للجميع طالما ظلت العلاقة والتعامل في سياق المقبول والمعتاد.
وقال فهمي أن سحب دولة لسفيرها في مصر نتفهم أن يكون بسبب خلاف بين دولتين ولكن ليس بسبب مشكلة داخلية مصرية فهناك فرق.
وقال إن مصر تعمل علي الانفتاح علي العالم والاتصال مع روسيا لايكون علي حساب تبديل دولة محل أخري ولكنه سعي لتوطيد العلاقات واتساع العلاقات مع صديق قديم مثل روسيا الاتحادية.
التواصل مع العالم الخارجي
وفي خضم النشاط الدبلوماسي المكثف لشرح حقائق الأوضاع أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي أن نبيل فهمي وزير الخارجية قد وجه تعليماته بسرعة تفعيل مجموعة العمل التي يتم تشكيلها منذ توليه مهام منصبه بهدف التواصل مع العالم الخارجي من خلال تنظيم زيارات لعدد من الكتاب والمثقفين وقادة الفكر والرأي ورموز الدبلوماسية الشعبية لبعض العواصم الأجنبية المؤثرة لشرح الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر وذلك لمواجهة الهجمة الشرسة التي تقلب حقائق الأمور ومن المعروف أن هذه المجموعة تضم في عضويتها أيضا ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.