افطار جماعى للمعتمرين فى ساحة الحرم بمكة رغم نجاح السلطات السعودية في تنظيم الدخول إلي المسجد الحرام لتفادي الزحام في ساحة الحرم نتيجة أعمال التطوير .. إلا أن شركات السياحة المصرية كانت تبحث عن حل لأزمة التأشيرات التي تسببت في إلغاء الرحلات وتصاعد المشاكل مع الفنادق السعودية بعد أن بلغت الخسائر حوالي 700 مليون جنيه هذا الموسم بسبب النظام الجديد لمنح التأشيرات . والحقيقة التي لمستها لأول مرة أن رمضان في الأراضي المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة "شكل تاني " يتميز بالتآلف والمحبة والتكاتف كما طالبنا الإسلام .. قال رسول الله([) "والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم ".. حيث الإعداد لموائد الرحمن بعد صلاة العصر بتوزيع التمر والزبادي والعصائر علي المعتمرين عند الذهاب الي الحرم أو المسجد النبوي لأداء صلاة المغرب .. مظاهر رمضانية جميلة تؤكد المحبة والرحمة بين المسلمين. يتنافس الجميع مصريين وسعوديين علي تقديم أفضل ما لديهم بكل حب ومودة ففي المسجد النبوي بالمدينة المنورة يتعاون الشباب والأطفال لمساعدة الرجال في وضع مفارش طويلة بين المصلين داخل المسجد وبعدها يتم توزيع التمور والزبادي والعصائر والخبز بينما المعتمرون يواصلون قراءة القرآن حتي يحين موعد الآذان .. وكما قال لي الشيخ محمود وهو مصري من أسوان جاء للعمل بالسعودية منذ ثمانية عشر عاما ويؤكد في حب وحماس أنه يقوم باعداد مائدة الرحمن في المسجد النبوي علي مدي عشر سنوات متصلة ويقول إن كل متبرع له مساحة محددة لايتجاوزها وكل فرد متبرع لا يتعدي علي مساحة الآخر فالكل يتنافس من أجل الخير حيث يشتري كل منا صناديق العصير والتمر والزبادي ويبدأ في توزيعها لإعداد مائدة الرحمن بعد صلاة العصر بمساعدة الشباب والأطفال وهناك مصريون كثيرون وسعوديون ينافسون في تقديم الوجبات وخدمة الصائمين وهناك من يستعين بأولاده لتوزيع المياة المثلجة علي الموائد إلي جانب القهوة السعودي بنكهتها المميزة.. واللافت للنظر أنه بعد انطلاق مدفع الإفطار وتناول الصائمين افطارهم يتم تنظيف المكان فورا وإعداده كما كان لأداء الصلاة في صورة رائعة للتعاون والتكاتف بين المصلين . ليس ذلك فحسب بل أن الظاهرة الملحوظة هي التنافس علي جذب أكبر عدد من الصائمين حيث يلتقطك أحد الصبية عند الاقتراب من بوابات المسجد ويصر علي أن تكون ضيفه علي مائدة الرحمن ويصحبك إلي الداخل حيث المائدة العامرة بخيرات الله ولا مفر من القبول. 63 برجا في مشروع توسعة الحرم لتيسير إقامة المعتمرين والحجاج 63 برجا للفنادق أعمال توسعة الحرم تجري علي قدم وساق حيث اهتمت المملكة العربية السعودية بتوسعة الحرم ليتناسب مع الأعداد المتزايدة من الزوار المعتمرين الذين أصبح المسجد يكتظ بهم في أوقات العمرة والحج ويصل عددهم إلي أكثر من خمسة ملايين حاج سنويا .. حيث تم اعتماد مشروع توسعة الحرم الذي يشمل الساحة الداخلية للحرم وأيضا الساحات الخارجية وإقامة مجموعة ضخمة من الفنادق تحيط بساحة الحرم الخارجية تصل إلي 63 فندقا كما يرتفع أدوار الحرم إلي ستة أدوار بتكلفة تصل إلي 70 مليار ريال وتنتهي أعمال التوسعة خلال العامين القادمين. تخفيض أعداد المعتمرين وتتضح معالم المشروع بشكلٍ دقيق في الأعوام القادمة ولن يقتصر ذلك علي استيعاب مضاعفة أعداد الطائفين بل يتجاوز ذلك إلي جودة وتنوع الخدمات التي سيوفرها هذا المشروع فضلا عن تلبية الفراغات الداخلية ومسارات الطواف لكل المتطلبات الوظيفية والتشغيلية لكافة المستخدمين بما في ذلك كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة .. حيث كان المطاف قبل المشروع يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة، وفي أثناء تنفيذ المشروع إلي 22 ألف طائف في الساعة، وبعد نهاية المشروع سيستوعب 105 آلاف طائف في الساعة، لذلك فإن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة المرعية، تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين هذا العام بشكل مؤقت واستثنائي، حتي يتم الانتهاء من هذا المشروع العظيم، وهو أمر لابد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع المبارك. وهو ما لجأت اليه السلطات السعودية بتخفيض منح التأشيرات علي مستوي جميع الدول الإسلامية حرصا علي سلامة المعتمرين وعدم التزاحم أثناء الطواف. 700 مليون جنيه خسائر شركات السياحة بسبب أزمة التأشيرات كوبري معدني لتيسير الطواف وقد تم تنفيذ مطاف مؤقت للمعاقين علي شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم مشرف علي الكعبة بعرض 12م وارتفاع 13م، وذلك لفصل الحركة بين المعاقين والطائفين لتجنب التزاحم في منطقة الصحن طيلة مدة تنفيذ مشروع المطاف الرئيسي والنهائي، ويتكون هذا المطاف المؤقت من طابقين أحدهما سوف يرتبط مع مستوي الدور الأول حيث يتكون من مدخلين رئيسي وفرعي، بالإضافة إلي مخرج طوارئ يتم استخدامه عند الحاجة وهذا الطابق هو الذي سوف ينفذ ويستفاد منه خلال موسم العمرة بشهر رمضان المبارك لهذا العام أما الآخر فسوف يرتبط مع الدور الأرضي كمرحلة ثانية بعد الموسم.. ومن المتوقع أن يعمل المطاف الجديد في موسم الحج المقبل . نجاح الخطة السعودية لاشك أن السلطات السعودية نجحت في خطتها لمنع تزاحم المعتمرين حفاظا علي سلامتهم داخل ساحة الحرم حيث اعتمدت الخطة في الأساس علي تخفيض التأشيرات بمختلف الدول الإسلامية بنسبة تصل إلي 20٪ ووضع جدول لشركات السياحة يتم بموجبه عدم السماح بمنح تأشيرات لأفواج جديدة إلا بعد أن يتم التأكد من مغادرة الأفواج الموجودة بالمملكة وهو ما أدي الي تأخير منح التأشيرات وبالتالي إلغاء رحلات بعض المعتمرين .. كما اعتمدت الخطة أيضا علي تنظيم دخول المعتمرين إلي الحرم حيث كان يتم تقييد الدخول في بعض الأبواب لتجنب التكدس وتوجيه المعتمرين إلي الأبواب الأخري المؤدية إلي الأدوار العليا عبر السلالم المتحركة بعيدا عن ساحة الحرم . كما شملت الخطة تكثيف تواجد المتطوعين لمساعدة رجال الأمن في إرشاد المعتمرين عند خروجهم من الحرم عقب الصلاة. أزمة شركات السياحة ورغم نجاح هذا النظام في الحفاظ علي سلامة المعتمرين إلا أن القرارات المفاجئة التي اتخذتها السلطات السعودية لتنظيم الموسم وما استتبعه من تأخير منح التأشيرات أدي إلي إلغاء العديد من برامج شركات السياحة وهو ما بلغ حدود الأزمة .. يقول صلاح هيكل وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع الشركات السياحية إن هشام زعزوع وزير السياحة أصدر تعليماته بمخاطبة الجانب السعودي في إطار الاهتمام بعلاج الخسائر التي لحقت بشركات السياحة نتيجة قرارات السلطات السعودية بتخفيض أعداد المعتمرين حيث تصل هذه الخسائر إلي حوالي 700مليون جنيه وسوف نطالب بمراعاة ظروف الشركات التي قامت بالالتزام بتعاقداتها مع الفنادق لتوفير السكن للمعتمرين وسددت كافة التزاماتها المالية مقدما إلا أن تطبيق السطات السعودية للنظام الجديد في منح التأشيرات أدي إلي تعذر سفر المعتمرين وبالتالي أصبحت شركات السياحة في ظروف قهرية بعدم تنفيذ التعاقد وهو ما يجب علي الجانب السعودي ممثلا في الوكالات السعودية مراعاته مع كامل تقديرنا للقرارات السعودية التي اتخذت لتنظيم حصول المعتمرين علي التأشيرات ووصولهم إلي الأراضي السعودية وإن كان تم اتخاذها في خطوة متأخرة حيث كان لابد من مراعاة البرامج التي نظمتها شركات السياحة وتعاقداتها مع المعتمرين والأموال التي تم سدادها للفنادق السعودية .. مشيرا إلي أن النظام الجديد في منح التأشيرات سوف يؤدي إلي انخفاض أعداد المعتمرين بمعدل يصل الي 100 الف معتمر حيث حقق الموسم الماضي حوالي 900 ألف معتمر بينما الأعداد التي تحققت حتي الآن تصل إلي 800 ألف معتمر فقط. 280 ألف تأشيرة ويقول مصطفي عبداللطيف وكيل وزارة السياحية رئيس الإدارة المركزية للشركات أن هناك اتصالات مستمرة مع الجانب السعودي للحفاظ علي حقوق شركات السياحة لأن النظام الجديد لمنح تأشيرات العمرة أدي إلي تخفيض أعداد المعتمرين هذا العام وهو ما ترتب عليه إلغاء شركات السياحة لبرامج تم إعدادها للمعتمرين وكذلك إلغاء حجوزات الفنادق بمكة المكرمة والمدينة المنورة لدرجة أن أعداد المعتمرين في رمضان من العام الماضي بلغت حوالي 280 ألف معتمر في حين بلغ عدد المعتمرين هذا العام حوالي 130 الف معتمر وليس من المعقول أن يتم الحصول علي 150 ألف تأشيرة في الأسبوع الأخير المتبقي من شهر رمضان وهو ما يعني خسائر مالية كبيرة لشركات السياحة ولابد أن تتقدم شركات السياحة المتضررة بتعاقداتها مع الوكلاء السعوديين لمعرفة حجم الخسائر تحديدا حتي يمكن مخاطبة الجانب السعودي بتلك الأموال أو الاتفاق علي ترحيلها إلي موسم العمرة القادم ونأمل أن تستجيب السلطات السعودية لتلك المطالب لتقليل خسائر الشركات في إطار التعاون بين الجانبين خاصة أن القرارات السعودية المفاجئة هي التي أدت إلي ارتباك موسم العمرة. أزمة الفنادق السعودية ويوضح باسل السيسي رئيس الجنة الاقتصادية بغرفة شركات السياحة أن النظام الجديد لمنح التأشيرات هذا العام أدي إلي تخفيض أعداد المعتمرين من مختلف الدول الإسلامية بنسبة تتراوح مابين 20 30 ٪ ولأول مرة هذا العام تعلق الفنادق لافتة "يوجد غرف خالية للمعتمرين" وهو ما لم يحدث من قبل طيلة السنوات الماضية كما انخفضت أسعار الإقامة بالفنادق بنسبة تتراوح مابين 30 ٪ إلي 50٪ .. وهو ما يعني أن الأزمة لم تؤثر في شركات السياحة فقط سواء في مصر أو علي مستوي الدول الإسلامية وإنما أثرت الأزمة في حجوزات الفنادق وأيضا انخفاض معدلات انتعاش الأسواق التجارية بالسعودية .. وأشار إلي أن قرار تنظيم منح تأشيرات العمرة يهدف بلا شك إلي تجنب الزحام داخل ساحة الحرم نظرا لمشروعات التوسعة وأيضا الحفاظ علي سلامة المعتمرين وعدم التكدس داخل الحرم . وأضاف أن العلاقة التي تربطنا بالوكلاء السعوديين هي علاقة تجارية تقوم بلا شك علي أساس تقدير الظروف التي تحيط برحلات المعتمرين ولا أعتقد أن أحد طرفي هذه العلاقة يرتضي الخسارة للطرف الآخر مشيرا إلي أن الأيام المقبلة سوف تشهد مفاوضات بين الجانبين لحل تلك المشاكل المالية. سيارات الجولف تنقل المعتمرين كوبري معدني لتيسير الطواف للحجاج حول الكعبة اهتم المسئولون عن إدارة الحرم المكي بتوفير سيارات صغيرة كهربائية مجانية تشبه سيارات الجولف الرياضية لنقل المعتمرين من كبار السن لمسافة 500 متر من أمام الحرم إلي منطقة تجمع وانتظار سيارات الأجرة واتوبيسات الفنادق لمواصلة نقلهم الي أماكن سكنهم بالفنادق.
