ما أجمل اللحظة التي تعيشها في تأمل سحر الطبيعة الخلاب والتمعن في عظمة جمال الخالق في مخلوقاته فبين الحين والآخر ..أجدني اقتنص الفرصة للهروب من رحي الحياة الطاحنة ، لقضاء يوم أو يومين بين أحضان الطبيعة التي أعشقها وتبادلني المشاعر ، بمفردات لغتها من ألوان ودلال وخضرة مع الماء . وبمجرد أن أقترب منها تداعب أغصان الفل ملابسي وكأنها تريد أن تأخذ بتلابيبها في عتاب رقيق علي طول الفراق ..وبعد أن أسمي باسم الله عليها فقد كبرت هذه المرة بصورة ملحوظة ، تفكرني شجرة الورد البلدي بشوكها الذي يشد إيشاربي الحريري بأنها لاتزال تطرح وردها البمبي ذا الرائحة العطرة رغم العدوي التي أصابتها وتقاومها بشدة ، أما شجرة الياسمين الهندي فذكرتني بنفسها ، إنها الفرع الذي كسر من أمه وغرسته في الأرض فأصبحت أطول وأخضر من والدتها التي شاخت .وأتجول بين أركان الحديقة ..فاكتشفت أن شجرة العنب قد أتت الطيور علي معظم عناقيدها الحصرم ، كما أن أوراقها بدأت تجف ولا تصلح لعمل المحشي . ماشاء الله شجرة المانجو تحمل كمية وفيرة من الثمار لكنها للأسف تحتها كمية أخري متساقطة بينما البرقوق سواء الأحمر أو الأصفر ، تساقط جميع ثمارها ، في حين أن شجرتي الزيتون تم قطعهما من أعلي لكن لم تثمرا هذا العام أيضا .ولكن ماهذه الشجيرات الموجودة في النجيلة الخضراء وبها زهور صغيرة جدا ، ألوانها برتقالي وأصفر وأبيض ..كم هي رائعة والهدهد يمشي فوقها مختالا ..وأمسك خرطوم المياه لرش أوراق وأغصان وفروع الأشجار التي أخذت تتمايل في دلال وجمال مرحبة بقدومي، وبدأالحديث بيني وبينها في تأمل وخشوع كمخلوقات لله ، مجتمعين في مكان ما .