الإيجل، الألورتيس، الماهوجنى، والتين البنغالى، كنوز فى صورة أشجار، تحمل أوراقها وأخشابها إضافة إلى جمال منظرها فوائد طبية ومنافع حياتية وبشرية كبيرة، وتتميز كل منها بشخصية منفردة عن الأخرى. هذه الأشجار يمكن التعرف عليها ورؤيتها فى حديقة الحيوان بالجيزة، التى تحدثنا فيها إلى المهندسين الزراعيين يوسف أحمد وعاشور سيد، فى محاولة لمعرفة أكثر عن تلك الأشجار النادرة.الخديوى إسماعيل أنشأ حديقة الحيوان عام 1889م ويوجد بها أكثر من 40 شجرة نادرة.يقول المهندس يوسف أحمد: منذ أسس الخديوى إسماعيل حديقة الحيوان فى عام 1889،التين البنغالى يستخرج منها مادة لتصنيع النحاس وصناعة الحبال. الماهوجنى تستخدم فى صناعة الأثاث وأعمال الديكور . الكمثرى البرى يستخدم خشبها فى صناعة أيادى السكاكين .وهى تذخر بالكثير من كنوز الأشجار والنباتات النادرة التى يصل عددها إلى أكثر من أربعين نوعاً متعددة الأجناس والصفات والفوائد، منها ما وردت إلينا من الهند وأخرى من شرق آسيا أو أستراليا وغيرها من البلاد. وأضاف المهندس عاشور سيد: لتلك الأشجار فوائد كثيرة، فمنها ما يستخدم للزينة فقط، وأخرى تستخرج منها العقاقير الطبية، وهناك أنواع تستخدم كطارد للحشرات، وأنواع من الصناعات اليدوية كالحبال والقوارب. ويشير المهندس يوسف إلى أهم أنواع تلك الأشجار ومنها: شجرة «التين البنغالى Banian»:وهى من أشهر الأشجار الهندية النادرة الموجودة الآن بالحديقة و أجملها، و أضخمها أيضاً، فهى شجرة خضراء على الدوام، وارتفاعها يصل إلى 10 أو 12 متراً، وأوراقها وأعناقها طويلة، ومن أهم صفاتها التى تميزها عن بقية الأشجارالنادرة الموجودة أن جذورها دعامية هوائية كثيفة تتدلى منها وتعطى منظراً خلاباً وعندما تقترب إلى الأرض تزرع نفسها بها لتنبت أشجاراً جديدة، ويستخدم من جذورها ألياف لصناعة الحبال ويستخرج منها مادة لتلميع النحاس. شجرة «نيروسبرما»: وهى شجرة هندية يصل ارتفاعها إلى 20 متراً ويقول المهندس يوسف: إن خشبها يعتبر أكثر شىء يميزها فهو من أقوى الأخشاب حتى أنه أقوى من خشب البلوط المتعارف عليه، ويستخرج من أزهارها مادة كمبيد حشرى، وتستعمل أوراقها كديكور للمنازل. شجرة «البيسكا Bixa ceae»: تعتبر هذه الشجرة من أهم الأشجار الأمريكية النادرة بالحديقة، ويقول المهندس عاشور إنها لم تستخدم قديماً للزينة فقط ففى موطنها الأصلى كان الهنود الحمر يستخدمون أوراقها لصناعة عجينة كانوا يلونون بها أجسادهم لطرد الحشرات عنها، كما أن الصبغة المستخرجة من بذورها تستخدم لتلوين بعض المنسوجات والثمار الجافة التى تستخدم للديكور، كما تستخدم أوراقها لعلاج مرضى الصرع و مرضى «الديزنتاريا» وهو الاسم العلمى لمرض الإسهال. شجرة «سانتونيا الماهوجنى الأمريكى» أو الماكروفيل: شجرة أمريكية قيمتها تكمن فى استخدام أخشابها فى صناعة أفخر أنواع الأساس المنزلى، و جميع أنواع النجارة المهمة، وخشبها غالى الثمن، ويستعمل فى أعمال الديكور، ويصل ارتفاعها إلى 45 متراً. شجرة «الماهوجنى»: وهى شجرة هندية من نفس فصيلة الشجرة السابقة إلا أنهما يختلفان عن بعضهما فى حجم الثمرة، فالماهوجنى ثمرتها أصغر من شجرة الماكروفيل، إلى جانب هذا فهى شجرة كبيرة، قمتها عريضة تزرع كشجرة زينة وتستخدم، أيضاً فى صناعة أجود أنواع الأساس، وفى أعمال الديكور. شجرة «الكمثرى البرى»: تعتبر من أشهر و أجمل الأشجار الصينية النادرة بالحديقة، وتتميز بأن قلفها أو قشرتها الخارجية ملساء متساقطة الأوراق، كما أنها تتميز بصفة ربانية رائعة وهى قدرتها على مقاومة الحرائق، فهى لذلك تعتبر من أجود أشجار الشوارع، كما يستخدم خشبها فى صنع أيادى السكاكين والخراطة المنزلية. شجرة «الصندل الأحمر»: واسمها العلمى الذى يطلق عليها باللاتينية هو Andenanthera Pavonina، وتعتبر من أهم الأشجار النادرة التى أتت من جنوب آسيا، وتقول المهندسة تريزة لبيب بحديقة الأورمان، إنها شجرة جميلة للغاية يكمن جمالها فى أنها من العائلة البقولية، وأزهارها ألوانها رائعة تميل إلى اللون الأصفر الكريمى، وتعطى ثماراً بذورها حمراء تستخدم فى صنع العقود والسبح أيضاً بغرض الزينة، وخشبها يعطى رائحة طيبة تشبه رائحة مثل رائحة الصندل، ولونه أحمر شديد الحمرة، بذورها يأكلها الهنود مع الأرز، كما يستخلص منها صبغة حمراء. شجرة «الفلاكوريتاروكم»: شجرة كبيرة للغاية يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار، موطنها الأصلى مالى، و تستخدم فى صناعة مستلزمات الزينة بالمنازل، ولنباتاتها قيمة طبية مهمة، حيث تستخدم جذورها وأوراقها وكذلك ثمارها لأغراض طبية، وثمارها حمضية صالحة للأكل وعمل المربات «وتشبة البرقوق». شجرة الملالوكا أو «الشاى الأبيض»: يطلق على أزهارها لقب «ذقن الباشا» وموطنها الأصلى بأستراليا، وارتفاعها يصل إلى 10 أمتار، وأزهارها عطرية الرائحة، ويستخرج من أوراقها الزيت لصناعة العقاقير الطبية، وتكمن أهميتها فى أنها تعتبر عاملاً طبيعياً، تستخدم كمصدات مقاومة للرياح، ويستعمل خشبها لصناعة القوارب لمقاومته للمياه . شجرة الإيجل مارميليس أو «القثاء الهندى»: وهى شجرة هندية شوكية متساقطة الأوراق شتاء، يصل ارتفاعها إلى 4 و 5 أمتار، يستخرج من لب ثمارها عقار طبى لعلاج مرض «الإسهال»، ويستخرج من قلفها أجود أنواع الصمغ. شجرة «البوتيا»: وهى من أهم الاشجار النادرة بالحديقة التى تستخدم للزينة، فهى خلابة المنظر، على الرغم من أنها متساقطة الأوراق، ويصل ارتفاعها إلى 15 متراً، تكمن فوائدها فى بذورها التى يستخرج منها مادة تستخدم كمبيد حشرى، كما يستخرج من قلفها صمغ يستخدم فى العديد من الأغراض الطبية. شجرة «الدلليتا»: وهى شجرة هندية جميلة دائمة الخضرة، يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 12 متراً، كما أن أزهارها عطرية، وخشبها صلب مقاوم للمياه، ويحتوى قلفها على مادة التقانيات التى تستخدم فى أغراض الدباغة، وتؤكل ثمارها وهى طازجة، و يصنع منها حلوى الجيلى.