في الوقت الذي تستعد فيه وسائل الإعلام العالمية لاستقبال الدورة ال66 لأهم حدث سينمائي "مهرجان كان" الذي سوف يشغل الفترة من 51 الي 62 من مايو الحالي، تجد أن الصحافة الفنية في مصر مشغولة بالإشادة بفيلم "تتح"، آخر تحف محمد سعد!! والتعامل معه باعتباره إنجازا جديداً لصاحب شخصية اللمبي، ولأن الحديث عن الأفلام الرديء منها والجيد، هو ما يشغل الناقد السينمائي في أي مكان في العالم، فكان لابد أن أتحمل مشاهدة "تتح"، وقد تملكتني الدهشة، لأن بعض من أثق بهم من أصحاب الأقلام، راح يؤكد أن "تتح"، خطوة للأمام في مسيرة محمد سعد، يغسل بها عار ماقدمه طوال السنوات الخمس السابقة. والحقيقة أن الفيلم عار مضاف لتاريخ سعد، وتاريخ السينما المصرية، فالتهريج له حدود، كما أن للصبر حدودا! وقد كنت قد قرأت تصريحات لمحمد سعد، الذي تملكته حالة من الانتفاخ، والتعالي، فراح يطلق نظرياته الفنية، معتمدا علي أن أحدا لن يراجعه، وكنت قد استمعت للقاء إذاعي يجمعه ومخرج فيلمه سامح عبد العزيز، يؤكدأن أنهما لم يغفلا ذكر أحداث ثورة يناير في "تتح"، ويستهجنان، أن يدعي غيرهما أن أحداث الثورة تحتاج إلي وقت كي يتم تقديمها في أعمال فنية، وعندما تبحث عن أي شيء له علاقة بالثورة داخل الشريط السينمائي الممجوج، لن تعثر إلا علي كام إفيه لفظي، يمكن حذفها دون أن يختل المعني، بالإضافة إلي أن حوار الفيلم كله غير مفهوم، نظرا لأن محمد سعد، قد ابتكر طريقة في نطق الكلمات لم يسبقه غيره إليها، ولا أعرف ماهو المضحك، أو الطريف في متابعة شخص يفرط في إظهار قبحه وإخراج لسانه حتي آخره وهو يتحدث وكأنه يبصق علي من يسمعه! الحديث عن الفيلم بجدية، نوع من العبث، وتبديد المساحة المتاحة فيما لايجدي، فأصحاب الفيلم لايقرأون، وإذا قرأوا لن يهمهم ما يقال، طالما نجحوا في الضحك علي الزبون، وحققوا إيرادات تسمح لهم بالمباهاة وسط سينما بليدة لاتعرف الإبداع أو الطموح، وتكتفي بسرقة مقطع من هنا أو هناك، ويمكنك بسهولة أن تلحظ أن أهم اسكتشات "تتح"، مسروقة برداءة من الفيلم الأمريكي "شرطي المول"للممثل الكوميدي كيفين جيمس، ولم يجد المخرج سامح عبد العزيز، ولا كاتب السيناريو سامح سر الختم، غضاضة في نقل الموقف برمته، بمحتواه، بتفاصيله، دون أن يكون هناك مبرر لذلك، ولكن أهي سرقة والسلام! وأتمني أن يكون تتح آخر النفايات، التي تقدمها دور العرض، لهذا الموسم، حتي تبدأ في استقبال بعض الأفلام الأمريكية، التي سوف يشارك بعضها في مهرجان كان السينمائي سواء داخل المسابقه أو خارجها، وأهمها الفيلم الذي يترقب عرضه عشاق السينما في مصر والعالم، وهو جاتسبي العظيم، للمخرج باز لورمان، وسوف يعرض في حفل افتتاح المهرجان، ويلعب بطولته ليوناردو دي كابريو، كاري موريجان، توبي ماجواير، والفيلم إعادة لآخر قدم في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، ولعب بطولته روبرت ريدفورد مع ميافارو، وأعتقد كما يعتقد معظم النقاد أن المقارنة، سوف تكون لصالح النسخة الأولي من الفيلم التي تحمل نفس الاسم، وسوف يعرض جاتسبي العظيم تجاريا بالقاهره ، متزامنا مع عرضه في عواصم العالم، أما فيلم المخرج "ستيفين سوديلبرج"، خلف ستائر الشمعدان، فهو سيرة ذاتية لحياة أشهر عازفي البيانو في الستينيات "ليبراش" الذي كان يقدم عروضا فنية تحمل اسمه، واشتهر بملابسه الغريبة، المدندشة والمفرطة في الفخامة والتي كانت تصمم خصيصا من أجله، بالإضافة إلي حرصه علي ارتداء المجوهرات النادرة، الفيلم من بطولة مايكل دوجلاس ومات ديمون، ويستعرض العلاقة الخاصة بين أشهر عازف بيانو، وبين صديقه الشاب الذي لازمه لخمس سنوات! أما فيلم "الله وحده يغفر" فهو من إخراج نيكولاس ويندينج ريفين، وهو يشارك في المسابقه الرسمية بوصفه من إنتاج مشترك بين الدانمرك وفرنسا، ويلعب بطولته النجم الأمريكي ريان جوسلينج، مع الفرنسية كريستين سكوت ثوماس، وتدور أحداثه في مدينة بانكوك حول عصابات الجريمة المنظمة، ويشارك المخرج جيمس جراي بفيلمه "المهاجر" وهو من بطولة الفرنسية ماريون كوتيار، وجواكين فونيكس، وجيرمي رينير، وقصته تدور في العشرينيات من القرن الفائت، حيث تجتذب أرض الأحلام "أمريكا" آلاف المهاجرين من كافة بقاع الدنيا، وتصل "إيوا" ماريون كوتيار، وشقيقتها ماجدا من بولندا، للبحث عن فرصة لحياة أفضل، ولكن يتم حجز ماجدا في الحجر الصحي، نظرا لإصابتها بمرض صدري، بينما تواجه "إيوا "الحياة في أمريكا بمفردها، فيتلقفها شاب مغامر "جواكين فونكس" يدفعها للعمل في الدعارة، ويحول حياتها إلي جحيم، ولاتجد منه فرارا إلا بعد ان يدخل حياتها شاب جديد "جيرمي رينر"يسعي لإنقاذها من مصيرها التعس! أما المخرج جيم جارموش الذي يقدم أفلاما بعيدة عن المواصفات السينما، الهيليوودية، فهو يشارك في المسابقة الرسمية بفيلم"فقط العشاق يتركون أحياء"وهو إنتاج بريطاني ألماني من بطولة توم هيديلستون، وتيلدا سوينتون، وتدور أحداثه حول علاقة حبس، تجمع بين اثنين من مصاصي الدماء! أما المخرج الإيراني "أصغر فرهادي" صاحب فيلم "انفصال" فهو يقدم في مسابقة مهرجان كان فيلم "الماضي"، إنتاج فرنسي – إيطالي، وتدور أحداثه حول شاب إيراني يهجر زوجته الفرنسية، ويعود لبلاده، وتدفعه الظروف السياسية المضطربة للعودة مرة أخري إلي باريس ليفاجأ أن زوجته قد تعرفت علي شاب جديد، وترفض العودة له، الفيلم من بطوله الممثل الجزائري الشاب طاهر رحيم، وبيرينيسا بيجو "بطلة فيلم الفنان" الحاصل علي أوسكار أفضل فيلم في العام الماضي، أما دور الزوج الإيراني فيقدمه "علي موصافي"! ويشارك المخرج رومان بولانسكي في المسابقة بفيلم "فينوس في معطف الفراء"بطولة كل من ماثيو أمارليك، إيمانويل سينيه! وتدور أحداثه حول ممثلة تسعي للحصول علي دور في فيلم لمخرج شهير لتعوض به سنوات ابتعادها عن الشاشة!.. وتحتفل دورة هذا العام من مهرجان كان السينمائي، بذكري مرور مائة عام علي صناعة السينما الهندية، وذلك بعرض مجموعة من أهم الأفلام لكبار مخرجي الهند وهما ساتيا جيتراي ومارينيال سين، كما يحتفل المهرجان بمرور خمسين عاما علي إنتاج فيلم كليوباترا، الذي قامت ببطولته اليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون وريكس هاريسون، كما يتم تكريم نجمه سينما الستينيات كيم نوفاك بعرض فيلم "الدوامة " للمخرج الفريد هيتشكوك.