الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في مدينة القدسالمحتلة التي كان آخرها اقتحام المستوطنين الصهاينة بحماية من قوات الاحتلال باحة المسجد الأقصي واعتقال مفتي القدس والأراضي الفلسطينية تجعل كل عربي غيور علي بلاده يصرخ بأعلي صوته واقدساه ولكن لا حياة لمن تنادي فمازال الصمت الدولي علي هذه الأحداث مستمرا وهو سيد الموقف في كل الأحوال. لم يتحرك الضمير الدولي تجاه هذه الأحداث المؤسفة وأقصي شيء سمعناه هو أن كاترين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي قد أعربت عن قلقها تجاه هذه الممارسات وتجاه الاستمرار في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة هذا مجرد قلق لم يرق إلي مستوي الإدانة ولم نسمع أي نداءات أمريكية أو دولية بضرورة فرض عقوبات علي حكومة تل أبيب تجاه هذه الانتهاكات الصريحة لأبسط قواعد القانون الإنساني الدولي. أن ما ترتكبه إسرائيل من تكثيف سياساتها التهويدية في محاولة منها لطمس الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس هي جريمة إنسانية بكل المقاييس ولا نجد سوي صمت عالمي وتقاعس دولي عن حماية الفلسطينيين والأماكن المقدسة في القدس الشريف.. إزاء هذا الصمت المخزي لابد أن تسارع الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف موحد لبحث تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية علي القدس والمسجد الأقصي ولا يقتصر الأمر علي مجرد اجتماع عربي علي مستوي المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية بل علي أعلي المستويات فنحن أصحاب حق ولابد من مواقف حاسمة توقف هذه الممارسات وتضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته.. أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تؤكد من جديد أن إسرائيل لا ترغب في السلام وتريد إفشال أي جهود إقليمية أو دولية تبذل من أجل إحياء عملية السلام وبالتالي فالمجتمع الدولي مطالب باتخاذ خطوات جادة لردع سياسات العربدة التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.. ولابد أن يدرك الجميع أن العرب دعاة سلام لا استسلام وعلي إسرائيل التجاوب مع جهود ومبادرات السلام المطروحة علي الساحة العربية والدولية وأن استمرار الأوضاع علي ما هي عليه لن يعود بأي فائدة عليها بل إن الآثار السلبية لذلك سوف تعم عليها قبل الجميع في المنطقة.