تتعامل مع مواقع الإنترنت والتعرف علي الأماكن دون مساعدة مليون ونصف المليون مصري تقريبا حرموا نعمة البصر وإن كان الله قد أنعم عليهم بنعمة البصيرة حتي نبغ كثيرون منهم فبعضهم أستاذ بالجامعة أو فنان قدير أو أديب مفكر أو فني صيانة للأجهزة الإليكترونية أو مشجع كرة لايتخلف عن مباراة لناديه مهما كان الاستاد مزدحما.. هؤلاء العميان المصنفون تحت عنوان ذوي الإعاقة البصرية ينتظرون مقررات مؤتمر تقنيات الهواتف الذكية ودورها في تطوير مهارات ذوي الإعاقة البصرية بشغف حيث يقدم لهم الهاتف الذكي قدرات هائلة حتي ليكاد أن يكون 100 عين لهم يبصرون بها..! المؤتمر نظمته وحدة تكنولوجيا المعلومات لذوي الاحتياجات البصرية والسمعية بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة وبدأت فعالياته السبت الماضي بحضور كبير من أصحاب الإعاقة ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية وسائر مؤسسات المجتمع المدني المعني بشئون هذه الفئة. التقيت أحد منظمي المؤتمر ورواد العمل التطوعي للمكفوفين علي جانب المؤتمر سلامة محمد سلامة مكفوف البصر وحاصل علي الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية من الجامعة الأمريكية ويجهز لأطروحة الدكتوراه الآن.. سألته: لماذا هذا المؤتمر.. وما أهدافه؟ - قال سلامة: المؤتمر عبارة عن ورش عمل حقيقية تقوم علي عدة محاور منها كيفية تعامل المكفوف مع جهاز التليفون الذكي (الآيفون) من خلال إيماءات برنامج قراءة الشاشة فويس أوفر voicover عن طريق اللمس وعن طريق أسطر برايل الإلكترونية ومهارة الإطلاع ومتابعة الأخبار والتواصل عبر الشبكة العنكبوتية إنترنت والبريد الإليكتروني وعرض لتطبيقاتها. وما هو الجديد فيه؟ - يقول سلامة: الجديد مذهل ورائع يحقق آمال المكفوفين ويعزز قدراتهم في الحياة لتتساوي فرصهم مع الأصحاء فمثلا: الكومبيوتر التقليدي ومن بعده اللاب توب أتاح فرصا محدودة للمكفوف آخرها الماسح الضوئي (الاسكانر) الذي يحول الأسطر والصفحات إلي صوت مسموع يسهل للمكفوف عمليات القراءة والإطلاع وتصفح الوثائق.. هذه التقنية عمرها 15 عاما علي الأقل غير أنها محدودة الحركة فالكومبيوتر العادي يحتاج إلي مكان فسيح وعضلات تحمله وتنقله من مكان إلي آخر صعب جدا حتي اللاب توب برغم حجمه الصغير لم يعد سهلا حمله لذا كان التليفون الذكي بتطبيقاته الجديدة مفاجأة مذهلة للمكفوفين ونبأ سارا لهم. حيث يعوض النقص في الأجهزة التقليدية التي كان بها مشاكل برمجه.. فمثلا الصورة ذات الأهمية ينبغي أن يكون عليها وصف يسهل التعامل مع برنامج قراءة الشاشة وهذا لم يتوفر في الكومبيوتر التقليدي. التليفون ذكي جدا ولكن لماذا هذا الوصف المؤكد بالذكاء؟ - يقول سلامة: بالفعل هو ذكي جدا جدا ويستخدم التليفون نوعية من الذكاء الصناعي في كثير من البرامج وهو صغير (سفروت) وسهل الحمل والتنقل به في أي مكان.. وهذا الآيفون يعمل علي 4 أنظمة. 1 - آيفون محمل بنظام ios و2 - أجهزة مختلفة محملة بنظام androud و3 - بلاك بري و4 - ووندز فون وأكثرها ملاءمة لنا الأول لأنه محمل بالبرنامج الناطق ومجانا وغيره يحتاج إلي 20 دولارا علي الأقل غير آن النسخة المتاحة إنجليزية النطق والكتابة وبالطبع نحتاج إلي تعريبها. قلت إنه طفرة في تقنيات خدمة المكفوفين كيف؟ - التليفون الذكي يعمل أنشطة مختلفة وجديدة ومذهلة فهو جهاز تليفون إرسال واستقبال مكالمات عادية وقادر علي التعامل بشكل قوي مع مواقع الإنترنت وتصفحها في أي وقت وأي مكان كما يمكنه إرسال واستقبال البريد الإليكتروني ويستطيع تنبيه المكفوف أن رسالة مهمة وصلته الآن علي الإميل وعليه الرد بسرعة كما أنه يتصفح الكتب والوثائق والصور من خلال الكاميرا المزود بها التليفون أضف إلي ماسبق هذا الجديد التليفون الذكي يمكنه التعرف علي لون القميص والبدلة والكرافتة وهذا يعني أنني سأرتدي ملابس بشياكة عالية من غير مساعدة أحد وباستقلالية تامة فهو يتعرف علي القميص المقلم ويميزه عن السادة بل إنه يتعرف علي نوع المكان بالشقة، نوم، سفرة، صالون، مطبخ ويميز كل مكان عن غيره ويخبرني بذلك.. ناهيك عن تعرفه علي قيمة العملة الورقية وكم وقعنا ضحايا لنصب النصابين في هذه الناحية بالذات ولا تعجب أن هذا التليفون الذكي يخبرني أن القادم رجل أو امرأة طفل أم شاب.. قلت لك شيئا مذهلا ورائعا أن تشعر أنك مكفوف مستقل لاتحتاج إلي مساعدة ولا تقع ضحية لليأس. توصيات المؤتمر إلي ما انتهت فعاليات المؤتمر وبما أوصي؟ - يقول سلامة محمد سلامة: نجحنا أولا في توعية الإخوة المكفوفين بأهمية التعامل مع التليفون الذكي وبالفعل وصلت الرسالة من خلال التغطية الإعلامية الناجحة إلي عدد كبير منهم وهذا ما استهدفناه من فعاليات وورش العمل في هذا المؤتمر. ثانيا: وصلت رسالتنا إلي المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية ورجال الأعمال وكذلك شركات المحمول بحيث يتحمل كل منهم دوره في دعم هذه الهواتف الذكية كي تكون في متناول المكفوفين خاصة أن 09٪ منهم من ذوي الدخول الضعيفة، جدا كما أن الهاتف يصل ثمنه إلي خمسة آلاف جنيه أو يقل قليلا وهذا بالتأكيد فوق طاقتهم كذلك نريد دعمه ليكون في متناول الجميع. ثالثا: نجحنا في كسب ود وتعاطف الإعلام ليتبني مشاكل المكفوفين ويدعم أمانيهم وطموحاتهم ومستقبلهم.. وهذا يكفينا. قلت لماذا لاتشكلون اتحادا لكم؟ - قال : في كل بلاد العالم اتحاد للمكفوفين حتي في أفريقيا يوجد اتحاد لهم إلا في مصر وضعونا في كنف المجلس القومي للإعاقة ويضم كل أنواع الإعاقات.. مع إن مصر مثلا عرفت مؤسسة النور والأمل التي كانت ترعاها السيدة أم كلثوم من 06 سنة وعموما نحن نشكرك علي لفت نظرنا إلي أهمية هذا الاتحاد ومن القادم سوف نعمل من أجل تحقيق هذا الحلم وسوف ندعوك قريبا لافتتاح الاتحاد النوعي لمكفوفي البصر إن شاء الله حتي يدافع عن حقنا في العمل وتوفير فرص مناسبة لقدراتنا الهائلة. هل تتواصلون بالفعل مع إخوانكم خارج مصر؟ - نعم .. نعم.. أنشأنا علي برنامج وايت ساب مجموعة المستخدمين المصريين للهواتف الذكية بالفعل وفيها أعضاء من مصر والسودان وسلطنة عمان وانجلترا وهذه نواة للتواصل مع مكفوفي العالم ومن خلالها نتبادل المعارف والخبرات.