عشت طول عمري متنقلا بين البروتينات والنشويات .. واذا جاءت من وسع تعاملت مع المشويات بحذر..ودائما وأبدا أشفق علي آكلي المحمّر..هؤلاء يا ولداه غالبا ما تغلب عليهم أمراض النقرس وانسداد الشرايين عند الكبر من كثرة ما تناولوا اللحوم الحمراء والدهون والشحوم والزيوت.. أما المشمّر فتلك قصة أخري اختلف فيها الرواة .. فرواية تقول إنها مشتقة من تشمير الكم لحاجة الأمر لذلك عند مدّ اليد في طبق غويط حتي لا يطول الذراع ملاح ..والملاح قد يعني الطبيخ أو الشوربة أو دهون الطعام.. رواية أخري تقول إن المعني المقصود هو الاستعداد للمنازلة.. إذ إن الولائم العامرة بكثرة أكلاتها وثراء مكوناتها.. تدفع الآكلين الي اختراق حدود بعضهم البعض بتقاطع الأذرع في مختلف الاتجاهات والنوازع ..وهو الأمر الذي لا تصلح معه إدارة مرور للضبط والربط علي المائدة العامرة.. رواية ثالثة تتردد علي ألسنة القادمين من أوروبا تقول إنه لحم الطاووس النادر الذي جيء به لطهران من مطعم مكسيم الشهير بفرنسا خصيصا لولائم احتفالات محمد رضا بهلوي شاه ايران السابق بمناسبة مرور 5000 عاماً علي قيام الإمبراطورية الأخمينية والتي تسمي بالفارسية برسوبوليس.. رواية رابعة تؤكد أنه الطعام المتواجد علي موائد أروقة المنظمات الدولية بعد مناقشات ودراسات كيفية مناهضة الجوع ومكافحة الفقر في العالم الثالث.. أما الرواية الأخيرة التي ورد أنها لا تتوفر حاليا إلا في قصور الشيوخ العرب وروايات ألف ليلة وليلة الممنوعة . خلاصة الكلام أن روايات( المحمر و المشمر) تتفق دائما مع رغبة الناس العارمة في المبالغة في تقدير الأشياء والإفراط في التعبير بربط كلمة المحمر الي المشمر(مضافا اليه اسم محل الكباب) إشارة الي هول ماتكلف صاحب العزومة من مصاريف من باب المباهاة.. مع أن الملايين من الناس في العالم تغادر الدنيا بعد طول مقام دون أن تنال هذا..أو تري ذاك! ❊ ❊ دعاء العلاوة الجديدة: اللهم اكفنا شر المحمر والمشمر.. واسقط عنا ديون مصر..آمين !