طالت الثورة العديد من الاتهامات والانتقادات سواء السياسية أو الاجتماعية وتنوعت الاتهامات مابين صعود تيار سياسي بعينه وتشبثه بالسلطة ومابين وصول معدلات الفقر لأعلي نسب أما المثير للدهشة حقا فهو اتهام الثورة وأحداثها بكونها السبب الرئيسي في إصابة أكثر من 7ملايين ونصف مليون مصري بمرض السكر نظرا للضغوط السياسية والاقتصادية التي خلفتها ثورة الشباب بحسب المؤتمر القومي للسكر الذي عقد مؤخرا بالقاهرة. السمنة المفرطة والعوامل الوراثية أهم أسباب الإصابة بالمرض ومن المعروف أن "داء السكري"أو مرض السكر هو داء لعين يفتك بالمريض فلا يترك منه عضواً سليما لم يطله تأثيره السام فالمعروف أن جميع أعضاء الجسم تتأثر بارتفاع نسبة السكر حتي أن بعض الأطباء أطلقوا عليه لقب أبو الأمراض وتأتي السمنة المفرطة والعوامل الوراثية مع شراهة التدخين من الأسباب الأساسية للإصابة به. فقد ذكر الاتحاد الدولي للسكري أن مصر هي من بين أعلي 10 دول في العالم من حيث انتشار المرض كما أكد أن ربع المصريين معرضون للإصابة بمضاعفات السكر الخطيرة علي جميع أجهزة الجسم، ونصف المصريين المصابين بالسكر لا يعلمون بإصابتهم، وبالتالي فهم معرضون للإصابة بالمضاعفات مع بداية تشخيص المرض ولم تصل الدراسة عند هذا الحد فقط بل أشارت إلي أن أكثر من 65ألف مصري يموتون كل عام بسببه ناهيك عن ارتفاع أسعار أدويته والتي لاتشملها مظلة التأمين الصحي مما يضع المريض بين مطرقة آلامه وسندان أسعار أدويته ... وإذا كنا نتحدث عن إصابة البالغين بالمرض فلا نستطيع أن نتجاهل المرضي الأطفال الذين يقعون عرضة للأمراض النفسية بسبب مرضهم هذا فهم يشعرون بصعوبته واختلافهم عن باقي أقرانهم ولا يتاح لهم مزاولة بعض الألعاب المعينة خاصة أن هذا المرض يأتي بعد مرض الربو الشعبي من حيث خطورته عليهم والكارثة ألا يتوافر لأغلبهم حقن الأنسولين خاصة بقري ونجوع الصعيد المحرومة من الأساسيات لتمر بهم السنون وينضموا القائمة الضحايا وتتقاذفهم المستشفيات الحكومية لينتهي بهم الحال الي سكني المقابر ... والغريب أن تقف ثورة يناير والأحداث المرتبطة بها موقف المتهم بالمساهمة في إصابة أكثر من 7.5مليون مصري بالمرض بسبب الضغوط النفسية والاقتصادية المرتبطة بها والتي خلفتها الثورة. فهل حكم علي الثورة بالفشل وباتت أحد الجناة الذين يشار إليهم بالبنان؟ »آخر ساعة« حاولت الإجابة عن هذا التساؤل الملح واستعرضت قصص بعض المرضي الذين وقعوا تحت تأثير الثورة وأصيبوا بالمرض واستمعت لبعض الأطباء الذين تحدثوا عن أسباب الإصابة به وطرق علاجه... سعدية بيومي تلك الفلاحة البسيطة التي جاءت من إحدي قري المنوفية مع أبنائها السبعة لتبحث عن لقمة العيش بالمحروسة ومناها جيرانها وأقاربها برزق متسع بالقاهرة فحزمت حقائبها وأعدت العدة للإقامة بالقاهرة بعد موت زوجها ومعينها وسكنت بحجرة ضيقة بإحدي حارات السكاكيني وبدأت بإعداد الفطائر والكعك الريفي الشهير واتخذت من شارع محمد محمود بداية لانطلاق رحلتها وذاع صيتها بين أهالي المنطقة وكانوا ينادون عليها بأم "رجب"ولدها البكر إلا أنها كانت تتعرض لمضايقات بعض رجال الشرطة والبلدية ولكنها كانت تتحمل كل ذلك لأجل أبنائها الصغار لكنها أصيبت بمرض السكر الذي زادت ويلاته بتدهور وغلاء الأسعار التي لاتقدر علي تحمل نفقاتها ولازمت الفراش تاركة الكفاح لإبنها رجب. وكما أوردنا فان التوترات النفسية أصبحت من أهم أسباب إصابة المصريين بالسكر إلا أن هناك أسبابا أخري يذكرها لنا الدكتورة إيمان فكري أخصائية التغذية والسمنة : إن معدل الإصابة بالسكر في مصر هو من أعلي المعدلات في العالم. ولذلك يجب علي المصريين اتباع عادات أكثر صحية وفهم العلاقة بين الإصابة بالسكري والبدانة أو زيادة الوزن، لأن عدم فهم هذه العلاقة يمكن أن يؤدي إلي زيادة انتشار داء السكر في المستقبل«. وتضيف فكري: مرض السكر هو مرض مزمن يمكن التعامل معه بطريقة ناجحة تتيح للمصاب أن يمارس حياته ونشاطاته اليومية بشكل طبيعي. وقد يطلب الأطباء من مرضي السكر تناول أدوية معينة أو أخذ الأنسولين أو الاثنين معا، ومراقبة حالتهم باستمرار واتباع أسلوب حياة صحي أكثر. أما عدم التعامل مع مرض السكر فقد ينتج عنه مضاعفات صحية خطيرة وربما يؤدي إلي الموت. واذا كانت تلك الأسباب تصيب الشباب والمسنين فإن الأطفال يختلفون بالطبع عن غيرهم فلم يسلموا هم الآخرون من "براثن" مرض السكر الذي اغتال براءتهم وهم في سن صغيرة وحتي الآن لا توجد وسيلة فعالة لمنع إصابة الأطفال بالسكر بسبب استعدادهم الوراثي. وفي كل الأحوال فإن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد علي السيطرة عليه إلي حد كبير. تقول الدكتورة مني السماحي رئيس وحدة سكر الأطفال بطب عين شمس إن سكر الأطفال ينقسم إلي نوعين الأول يمثل أكثر من 90٪ من سكر الأطفال وينتج عن تدمير كامل خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين، لذلك يعتمد الطفل طوال حياته علي الأنسولين التعويضي عن طريق الحقن اليومي عدة مرات، علما بأن عدم الانتظام في الأنسولين يعرضهم لغيبوبة سكر. أما النوع الثاني وهو يمثل 10٪ ويصيب الأطفال والمراهقين ويحدث بسبب السمنة المفرطة وقلة ممارسة الرياضة وكثرة تناول الوجبات الجاهزة التي تحتوي علي نسبة عالية من الدهون فعلاجه يختلف عن النوع الأول، حيث لا يعتمد علي الأنسولين، ولكن يعالج بالأقراص الدوائية مع نظام غذائي متوازن. وتحذر السماحي من الاستجابة لبعض العلاجات الوهمية كالتداوي بالأعشاب وبول الإبل ووخز النحل لأنها عادة ماتضر المريض ولاتأتي بنتائج وتسبب له مشاكل صحية خطيرة علي المستوي البعيد.