في اليوم العالمي لمرض السكري التحذير من"سكر الكبار" وتهديده لصحة الصغار
محيط – سهير عثمان
احتفل العالم أمس باليوم العالمي لمرض السكري الذي يوافق14 نوفمبر, وللعام التالي علي التوالي يتبني مشكلة مرض السكري بين الأطفال, خاصة النوع الأول منه المعتمد علي الأنسولين, والذي تزيد معدلات الإصابة به بنسبة3% سنويا بين الأطفال والمراهقين, وينذر بالخطر في5% سنويا بين الأطفال قبل سن المدرسة.
ويقدر عدد المصابين به من الأطفال بنحو440 ألف طفل في العالم, حيث يصاب يوميا200 طفل بما يعادل70 ألف إصابة سنويا بالنوع الأول بين الأطفال دون سن15 عاما, والأخطر من ذلك أن النوع الثاني من مرض السكر' سكر الكبار' يتزايد بين الأطفال لأسباب عديدة أخطرها السمنة وعدم الحركة. ووفقا لما ذكرته جريدة "الأهرام" المصرية ، أوضح الدكتور إبراهيم الإبراشي عميد المعهد القومي للسكر أنه لا توجد لدينا إحصائيات واضحة عن حجم الإصابة بالسكري بين الأطفال في مصر, باعتبار أنهم يتم علاجهم عن طريق التأمين الصحي, لكن الإحصاءات التي أجريت بوزارة الصحة عام2006 للإصابة بالسكر بين الكبار بين أعمار25 65 عاما في مصر تشير إلي أن معدل الإصابة يبلغ9.4% من مجموع السكان. وتهدف الحملة العالمية في عام2008 إلي زيادة الوعي من علامات التحذير من مرض السكري وتعزيز أنماط الحياة الصحية للمساعدة علي منع النوع2 من داء السكر في الأطفال. جدير بالذكر أن ما يقرب من4 ملايين شخص يموتون لأسباب ذات صلة بمرض السكري, وأن إجمالي عدد المصابين بالسكري في العالم يقترب من300 مليون شخص. ومن العلامات المنذرة للإصابة بالسكري التبول المتكرر, والعطش المفرط, وزيادة الجوع, وفقدان الوزن, والتعب وعدم الاهتمام والتركيز وعدم وضوح الرؤية, وقيء وآلام في المعدة' يفهم خطأ علي أنه إنفلونزا, و في الأطفال الذين يعانون من داء السكري من النوع2 هذه الأعراض قد تكون خفيفة أو غائبة.
الإصابة بالسكري .. "ضربة منظمة "
يبدو أن الإصابة بمرض السكري لا تقف عند حد هذا المرض فقط ، بل تتطور إلي ما هو أبعد من ذلك .. والسطور القادمة توضح لنا سلسلة من الأمراض ترتبط ارتباطا وثيقا بالإصابة بهذا المرض الصامت ..
فقد كشفت دراسة طبية حديثة أن مرضى السكرى -2 أكثر عرضة للاصابة بمرض السل من غيرهم بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
وأوضح علماء فى مدرسة الصحة العامة فى جامعة تكساس أن مرض السكري- 2 يعد أحد الاسباب الرئيسية التى تؤدى للاصابة بمرض السل فى المناطق الحدودية الاميركية المكسيكية.
وأجرى مساعد البروفوسور بلانكا رستربو والطبيبين جوزف ماكورميك وسوزان فيشر هوتش ثلاث دراسات أخيراً ركزت على العلاقة بين الاصابة بمرض السكرى -2 ومرض السل، وتبين لهؤلاء أن جهاز المناعة للمرضى المصابين بالسكري- 2 والسل يعمل بطريقة مختلفة عن نظرائهم المرضى الذين يعانون من مرض السل لوحده.
ووجد هؤلاء أن النوع الاول من الجزيئة Cytokine، التى تتيح للخلايا التواصل وتغيير نشاط احداها للاخرى، تستجيب بشكل أكبر لدى المرضى المصابين بالسل ومرض السكرى معاً مقارنة بنظرائهم الذين يعانون من السل فقط .
وأفاد باحثون أمريكيون بأن مرضى السكرى أكثر عرضة لفقد أبصارهم مقارنة بنظرائهم الأصحاء. وحلّل الدكتور كسنزى زاين وزملاؤه من "مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها" فى أتلانتا قاعدة بيانات طبية زودهم بها المركز الوطنى للاغذية خلال الفترة ما بين عام 1999 و 2004 حول 1237 من مرضى السكرى فى حوالى ال 65 من العمر، ثم قارنوا الحالة الصحية لهؤلاء بتلك التى ل 11767 بالغاً أعمارهم فى حوالى ال 45 لا يعانون من هذا المرض.
وسجل الباحثون درجات حدة إبصار هؤلاء قبل وبعد تصحيحها وعندما كانوا يضعون النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة على أعينهم.
وتوصلت الدراسة إلى أنه "من الصعب إصلاح الضرر الذى يصيب بصر المصابين بالسكرى مقارنة بنظرائهم الذين لا يعانون من هذه المشكلة"، مشيرةً إلى وجود "علاقة قوية" بين الضرر الذى يصيب البصر وبين العمر والفئة العرقية التى ينتمى إليها المريض ووضعه المالى والاجتماعى وما إذا كان مضموناً صحياً.
وعلي صعيد متصل ، نصح باحثون أمريكيون المصابين بمرض السكري بإجراء فحص للسمع من وقت إلي آخر لأنهم معرضون للصمم مرتين أكثر من غيرهم.
وأوضحت كاثرين كوي من المعهد الوطني للسكري وأمراض الهضم والكلي في بيت سيدا بولاية ميدلاند أن هناك علاقة بين الاصابة بالسكري وفقدان السمع بسبب الضرر الذي تسببه الذبذبات الصوتية التي يتعرض لها المصاب بهذا المرض وبخاصة المرتفعة منها.
وتبين من الدراسة التي أجرتها كوي أن حاسة السمع تراجعت بنسبة 21% عند 399 مريضا مصابا بالسكري، في حين أن هذه النسبة لم تتجاوز ال 9% لدي 4741 بالغا لا يعانون من هذا المرض.
وأضافت كوي أن مشكلة فقدان السمع عند المصابين بالسكري لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الاطباء، مضيفة أن الدراسة وجدت علاقة قوية بين فقدان السمع ومرض السكري .
ومازالت الأمراض تتوالي ، حيث ينصح الأطباء مرضى السكرى بالخضوع بشكل منتظم لإجراء إشاعات خاصة بالسرطان ليس فقط لأنهم يواجهون خطورة أكبر فى الإصابة بمرض فى الكلى أو الجهاز الدورى ولكن يواجهون أيضاً خطورة أكبر للإصابة بالأورام.
ويوصى البروفسور رينير هارتينشتاين أن يخضع مرضى السكرى لاختبار فى بداية سن الخمسين ثم مرة كل خمس سنوات، وأيضا يمكن للفحص المنتظم لوجود دم فى البراز أن يساعد فى اكتشاف الاورام فى المعدة أو الأمعاء مبكراً.
السمنة أبرز مسببات الإصابة بالمرض وأوضح هارتينشتاين أن تفسيراً محتملاً يتمثل فى أن الوجبات غير الصحية وزيادة الوزن تزيد من المخاطر التى يتعرض لها مرضى السكرى والسرطان.
فسرطان القولون أكثر شيوعاً بنسبة 30% فى مرضى السكرى من الأشخاص الذين لا يعانون من المرض وسرطان البنكرياس أكثر شيوعاً بنسبة 70%، وذلك طبقاً للرابطة المهنية الألمانية لأطباء الباطنة فى فيسبادن، وأكثر المرضى تضرراً بصفة خاصة هم مرضى النوع الثانى للسكرى أو مرضى السكرى البالغين. وغالبا ما يتغذى مرضى السكرى على الكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالدهون وهم يعانون من زيادة الوزن.
والأسباب عديدة .. ولكن الفقر أغربها !!
فقد أكدت باحثة أمريكية أن عشرات الدراسات التي أطلعت عليها كلها تؤكد وجود صلة بين الفقر والاصابة بمرض السكري.
وتوصلت الباحثة سيوبهان ماتي من المدرسة الطبية التابعة لجامعة بورتلاند ستايت إلي هذا الاستنتاج بعد الاطلاع هي وزملاؤها علي نحو 34 دراسة لبالغين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 94 سنة عاشوا في أحياء فقيرة من منطقة ألاميدا كاونتي في كاليفورنيا خلال الفترة من عام 1965 وحتي عام 1999.
وأوضحت ماتي أن من بين ال 5931 شخصاً الذين شملتهم الدراسة أصيب منهم 307 بمرض السكري، مشيرة إلي أن 65% من هؤلاء عاشوا في مناطق فقيرة خلال طفولتهم، وأن 54% من هؤلاء هم من النساء.
وقالت ماتي: "تشير هذه الدراسات مثل باقي الدراسات الاخري إلي تأثير الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وارتباطها بمرض السكري خلال مرحلة البلوغ ".
وأضافت أن مرض السكري من النوع الثاني لا يظهر فجأة ويستغرق مراحل تطوره ما بين 10 و 15 سنة، وفي هذه المرحلة يبدأ المريض بملاحظة عوارضه التقليدية ويذهب إلي الطبيب للمعالجة .
وأكدت أن الاطلاع علي الدراسات السابقة عن السكري والبحث الذي أعدته هي وزملاؤها في هذا المجال كلها تشير إلي وجود صلة بين السكري والفقر.