موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث وراء مارية القبطية
العبيد آلة .. وفي الإسلام بشر .. سيدنا أعتق سيدنا
نشر في آخر ساعة يوم 26 - 02 - 2013


عبيد؟! عمرنا ما سمعنا عن كده!
عيونهم مندهشة مستنكرة يرفعون أكتافهم بلا مبالاة ويتركوني.. كنت في خان جعفر وحي العطوف أشهر مناطق تجارة العبيد مع دار البركة في الفسطاط منذ 225 سنة استقرار البيوت العتيقة بمشربياتها المتقاربة بضيق شوارعها حول مسجد الحسين والجمالية والدراسة يتلوي شارع جعفر كثعبان حتي أصل العطفة الجوانية ألاحظ اسم عطفة علي كثير من الثنيات المقفولة بمنزل بالعرض علي جانبية منزلان كمدخل يمين ويسار (عطوف هو حارس ست الملك أخت الحاكم بأمر الله الفاطمي أول من سكن المنطقة 401 ه) في جنبات شارع العطوف محلات موبيليا ومأكولات وحلويات وورش معادن وتصليح سيارات.. الوجوه مصرية بلا رواسب أجناس توهمتها فالكل ولاد بلد.
ينبهني عجوز طيب أن الأهالي غيروا أسماء الوكالات فلن تعرف وكالة كشك.. ريبة بعض العيون تتابعني أصور أسماء الشارع يترددون في السؤال.. فيه إيه يا باشا.. صحافة آخر ساعة.. أخبار اليوم.. يبحث برأسه عمن يتجرأ ليثبت شخصيتي فأكون قد غادرته.. في عتمة مدخل بيت قديم يبادرني آخر بوجه جامد.. ما تيجي.. لم أفهم.. الله يحفظك.. بنت بلد تلاحقني من شرفتها ما تصور الغسيل.. في العطفة الأخيرة يسألني ثالث بحذر.. بتدور علي حد يا باشا.. طريق سيدنا الحسين.. يتخلص مني بتوجيهي.. أجوب الأزقة في خيالات البحث وراء السيدة مارية القبطية زوج رسول الله([).
الكلمة.. مفرق ما بين نبي وبغي.. الحرية..
بعد 3 أيام لراحة سفر 45 يوما من الإسكندرية إلي المدينة المنورة وجدت مارية موقفا لم يحدث قبل الإسلام..
الاختيار.. لتؤمن بالإسلام أو ترفض
في عالم كان فيه الرقيق لايمتلك نفسه ولا حياته ولا دينه..
واختارت الإسلام.. لتصبح سرية لرسول الله([) يسعد بمعاشرتها والثالثة من نسائه ممن خيرن بعد السيدتين جويّرية بنت الحارث (5ه) ثم صفيّة بنت حيي (7 ه) بعد غزو قبيلتيهما وأسرهما كرقيق فخيرهما بالزواج وقيمة عتقهما هو مهرهما.
وتأخرت سيرين ربما لزلزلة تركها المسيحية أو (تحوطا) مصريا لتختبر رد الفعل أم تري وزعت الأدوار بينها وبين أختها لرصد القبول والتمنع ثم قبلت فأهداها النبي([) لشاعره حسان بن ثابت.
ووجدتا واقعا جديدا للرقيق:
بلال بن رباح (العبد الحبشي) مؤذن الرسول([) وقال عنه عمر بن الخطاب "أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا" بعدما اشتراه أبو بكر ليحميه من العذاب ثم تزوج من أخت عبدالرحمن بن عوف الذي كان لا يعرف وسط مواليه من ثيابهم الواحدة.
أم أيمن (الحبشية) حاضنة النبي([) يناديها "يا أمّة" ويقول "هذه بقية أهل بيتي" وزوّجها من (حبيبه) زيد بن حارثة ثم زوّجه من ابنة عمته زينب بنت جحش وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر في القرآن بالاسم (فَلَمَّا قَضَي زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) الأحزاب 37.
"سلمان منّا آل البيت" الفارسي العبد ليهودي وتحرر بمساعدة الرسول([) والصحابة وتنازعه المهاجرون والأنصار لفضله فشرفه النبي بالانتماء لبيت النبوة.
يعتق النبي([) (ابن سندر) عندما أذاه سيده.
يحرر النبي([) أسري بدر (1ه) بتعليم أطفال المسلمين و"فقراء الأسري" وأسري مكة (الطلقاء).
الصحابة يفضلون الأسري علي أنفسهم "ويُطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً (وأسيرا) {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا} (الإنسان 8-9 ).
حديث النبي([) من كانت له جارية فَعَلَّمها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران أجر التربية وأجر زواجها من الحرّ ورفع مكانتها.
الرسول([) حرر كل رقيقه (63) عبدا وجارية وكذلك فعلت زوجاته.
القرآن.. الكتاب السماوي الوحيد الذي به لفظ ال "تحرير" 5 مرات والآية 13 من سورة البلد تحض علي فك رقبة، وآيتان أخريان لدفع الزكاة والصدقات بذلك و8 مواضع تأمر بالعتق وحسم الأمر (ولقد كرمنا بني آدم) الإسراء - 70.
ساوي الإسلام بين الحر والعبد في الإيمان والطهارة والصلاة والصوم والشهادة أمام القضاء وخفف عن الرقيق فأسقط صلاة الجمعة والعبادات المالية كالحج والزكاة والتكفير بالمال والحدود (العقوبات) ينفذ النصف علي العبد حتي لا يفقده سيده ونصف العدة للجارية في الترمل وخُفف عنها الحجاب لإظهار محاسنها فتشتري وتنجب فتتحرر وساواها بالحرة فإن عاشرها سيدها فلا يعاشر صلة رحمها وإذا كان لا يعاشرها فعليه تزويجها.
فالله "رب العالمين"ً(ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي) وراعي مصلحة الجميع، للعبد بتسهيل تحريره، والسيد بالتدرج في تحريرهم حتي لا يخسر ثروته، والمجتمع بألا يحرر أعداداً غفيرة تحتاج إعاشة وإلا اتجهوا للعنف والرذيلة.
وأكثر من وسائل التحرير لكفارة ذنوب من قتل مؤمناً خطأ أوعمدا. وإجهاض الجارية بالضرب والظِهَار، لمن يقول لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمي أو أي من محارمه ولو من الرضاعة (أمه من الرضاعة وغيرها). وحنث الرجل في يمين ولو قال لعبده أنت حُرّ علي سبيل المزاح وإكراه الجارية علي الزني يحررها، والجماع في نهار رمضان، وألزم تحرير ذوي الأرحام من الآباء والجدود، والأبناء والأحفاد والإخوة حتي غير الأشقاء والأعمام والأخوال وكل من يحرم علي المالك الزواج منه واللقيط حر ونذرعتق عبداً لله ًوالحرّ إذا أصبح عبدا ظلماً أو خطأ يحرر فوراً.
التدبير.. بعتق العبد بعد موت سيده وإذا دَبَّر السيد جزءاً من عبده يسري عليه كله.
والمكاتبة بعقد لتحرير العبد مقابل مال علي أقساط أو أعمال ويتحرر مع أول قسط ولو عجز عن السداد يساعده بيت المال وإذا مات قبل السداد فهو وأولاده أحرار و عتق الرقيق في كسوف القمر وخسوف الشمس ويجوز تحرير العبد لو كان نصرانياً أو يهودياً أوكافرا.
وأوجد الإسلام رابطة "الولاء" بين السيد والعبد المحرركقرابة الدم ويصبح فردا من القبيلة وأطلقوا علي العجم (المسلمين غير العرب) لفظ الموالي.
وحدد ما يظهرمن العبد أمام سيدته فيغطي من صرته الي ركبتيه كما الإحرام ولا تكشف السيدة عورتها أمامه ومن حقه الزواج والتطليق دون إذن سيده لأنه فرض و منع خطف الآخرين لبيعهم كرقيق.
واستحدث وظيفة (المحتسب) ليشرف علي سوق النخاسة ويمنع تفريق الجارية عن أبنائها وألا يشتري غير المسلمين جارية مسلمة.
كانت السيدة مارية سبب تشريع كفارة تحرير رقبة عندما جامعها الرسول([) في بيت حفصة التي غضبت فَحَرَّم علي نفسه مارية فنزلت آية التحريم لتصبح هذه الكلمة يمينا يكفر عنه الرجل وسبب تشريع عتق "أم الولد" وهي الجارية التي تلد لسيدها ولو "سقطًا" ميتًا بعد مولد إبراهيم.
كانت آخر وصايا النبي([) وما ملكت أيمانكم.. فهم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم فأعينوهم"
لم يبق الإسلام من الرق إلا الأسري فإن كان العدو يستعبدون أسري المسلمين فالمعاملة بالمثل، لكنه أوجب معاملتهم بالحسني وقبول الفدية أو مقابل تحرير أسير مسلم أو تعليم المسلمين حرفة أو تحريرهم لوجه الله وأباح معاشرة الأسيرات بالزواج والتسري لدمج العرب بشعوب متحضرة.
العبيد بناة الحضارات، زراعة وتعدين وبناء معابد وقصور و(ناقلو الثقافات بين الشعوب) وكانوا ثلاثة أرباع العالم ومنهم أنبياء (يوسف) وفلاسفة (أرسطو).
وأصل الرق رحمة بدلا من قتل الأسري لتشغيلهم في الزراعة والرعي.
واحتاج الإقطاع الزراعي عمالة مجانية من الأسري فشنت حروب لذلك وانقسم المجتمع الي أحرار وعبيد ومع الثروات انقسم الأحرار إلي أغنياء وفقراء باعوا أنفسهم للأغنياء فأصبحوا عبيدا ومعهم المديونون والمجرمون بدلا من سجنهم والأطفال المشردون واللقطاء والرقيق المطلوب بالخطف. والعبودية مدي الحياة ويباعون ويشترون كبضاعة بأسواق النخاسة وليس لهم الشكوي ولا الدفاع عن النفس وإذا هرب جلد حتي الموت فهو أداة ناطقة لمالكه الحرية في حياته أو قتله أو تأجيره والمتاجرة بأعراض الجواري وحرم زواج الأحرار منهم ويعاقبون بالحرق أحياء وأولادهم عبيد ويتبع الطفل أمه لو كانت رقيقا ولو كان أبوه حرا وكان الرومان يتراهنون لمبارزات العبيد حتي الموت ومصارعتهم للحيوانات المفترسة وذبحوهم قربانا للإله ولم يسمح لهم بأن يكونوارجال دين.
ورأي الفلاسفة أن بعض الناس خُلِقُوا سادة والبعض عبيدًا يستمرون حتي يصنع الإنسان آلات لتحل محلهم.
وكانت أعدادهم كبيرة عند الفراعنة من الأسري وعوملوا بإنسانية ففي كتاب الموتي أن رحمة الله تسع العبيد والميت يقول أمام الآلهة أنه لم يسئ للعبيد فالفراعنة لم يميزوا بسبب اللون وسمحوا للأحرار بزواج الجواري وكذلك في الدول الآشورية والبابلية والصينيون في القرن الأول للميلاد أصدر الامبراطور(كوانجون) بأن الإنسان أفضل المخلوقات ووضع كهنة البوذية وصايا لمعاملة العبد منها ألا يسخر لعمل لا يطيقه ويحرر بعد مدة والفرس عاملوا غير الفارسي كعبد لا يحق له إلا الطعام والشراب وكان الرقيق منبوذين في العراق والهند وحضارات المايا والإنكا والأزتك (أمريكا الجنوبية) ولم يعرف الرق في إستراليا والأسكيمو وقبائل الأمازون وجزرالمحيط الهندي فلم يصلوا لفترة الاقطاع.
سمح الرق للرومان (509 ق.م) بالتفرغ للسياسة والفلسفة والفنون وملذات الجواري واشتروا من الأسري المثقفين والأطباء والموسيقيين والمهندسين للتعليم والعزف والعلاج والبناء.
اليهود ملوك النخاسة علي غير اليهودي لزعمهم أنهم عبيد الله فلا يباعون وأمروا باستعباد الشعوب ولا يطبق الرق علي اليهودي إلا في الجرائم ويعامل كخادم ويتحرر بعد 6 سنوات.
دعا المسيح للمساواة بين البشر لكن في الاضطهاد الروماني ظهرت آراء أن الجسد خلق للعذاب والرق قدر لايجوز تغييره ولا يوجد في الإنجيل نهي عن العبودية.
كان الرق منتشرا عند العرب ولم يفرقوا بين أسر العبيد ولم يزوجوا بناتهم للموالي، الرجال للمشاق والنساء للبغاء في بيوت ذات الرايات الحمر.
وصف القرآن في سورة يوسف (وأسروه بضاعة.. وشروه بثمن بخس) حال سوق العبيد واقفين علي منصة يعدد النخاس مزاياهم ويتأكد المشترون بأيديهم سلامة أعضائهم كبضاعة فالنخاسون يخفون العيوب ويجملون المملوك في صورة جارية والجارية كمملوك ويخفون أمراضهم.
مع الأمويين (41 -130 ه) زاد الرقيق من الحرفيين فنشطوا المدن وعلم النخاسون الجواري الغناء والموسيقي وظهرت ألحان متأثرة بموسيقي الفرس والروم وتطورت المدارس مع العباسيين (750 -1258 ه) وتولاها مشاهير المغنين والموسيقيين مثل إبراهيم الموصلي أول من علم الجواري وأزاد المرتزقة الأتراك فأنشأ لهم المعتصم مدينة سامراء ووصلوا لقصور الحكم وأزاحوا العنصر العربي ولعبوا بالخلفاء فقتلوا بعضهم مثل المتوكل والمستعين والمهتدي وفقعوا عيون القاهر والمقتدر والمستكفي والراشد والطائع وفرضوا علي الخليفة (إتاوة) لمبايعته وبلغ بالمستكفي بعد الخلع وفقء العين التسول من الناس.
وأنجبت الجواري خلفاء مثل الخيزران الرومية (أم الهادي والرشيد) ومراجل الفارسية (أم المأمون) وماردة الرومية (أم المعتصم) وقراطيس (أم الواثق) وشجاع (أم المتوكل) وقبيحة (لفرط جمالها) (أم المعتز) وحبشية (أم المنتصر) وشغب (أم المقتدر).
وكان القصر ميدانا لنزاع الأمهات من الجواري فقسم الرشيدالدولة بين أبنائه الثلاثة وتقاتل الأمين والمأمون أوالعرب والفرس وانتصر المأمون فدخل الفرس ديوان الحكم ثم الديلم والأتراك.
وأكثر الفاطميون من الأسري وكانت سفن البحر الأحمر ترسو بهم في منطقة مناخ الجمال ببورسعيد حاليا.
وكون صلاح الدين الأيوبي جيشه ضد الصليبيين من (12) ألف مملوك (348) ه وبعدها قامت دولة المماليك وازداد رقيقهم من الحروب الصليبية وتأديب النوبة في عهد الظاهر بيبرس (673) ه.
وأسري الأرمن أيام الأشرف خليل بن قلاوون والناصر محمد بن قلاوون والسلطان برسباي (829)ه.
ثار العبيد 3 مرات فمع الأمويين ثار زنوج أرض السباخ بجنوب العراق ضد مصعب بن الزبير فشتتهم ثم في منطقة الفرات فهزمهم الحجاج الثقفي مرتين آخرهما (75) ه ومع العباسيين ثار زنوج أرض السواد (الخصبة بالطمي) في العراق 255 ه في عهدالخليفة المعتمد علي الله بتحريض (علي بن محمد) بزعم نسبه لعلي بن أبي طالب ثم حاربهم الخليفة وطردهم (270) ه وقتل قائدهم.
ومن الرقيق الخصي ويتم ببتر الأعضاء التناسلية وبدأه الفراعنة والبابليون والآشوريون والفرس لحرمان العدو من المقاتلين وإعطاء قوة عمل للرجل وعقوبة للسارق والمعارضين وانتقلت لليونان والرومان وأصبحت وسيلة للعفة عند بعض المسيحيين ليصبحوا رهبانا وكان عقوبة الزاني عند النوبة واستمروا في الدولة الإسلامية لخدمة الحريم - رغم تحريمه للإنسان والحيوان لاستمرار الحياة - وجلب السود من الحبشة والبيض من أرمينيا وعرفوا (بالغلمان) ونافسوا الجواري فلبسن ملابسهم وسمين (الغلاميات) ووصل الخصيان للحكم مع الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وكان سعرهم مرتفعا لقلتهم بموت معظمهم في العمليات البدائية (ينجو 2 من كل 30) (لم أجرؤ علي تكرار قراءة عملية الإخصاء ولا الكتابة عنها).
في 1492م سقطت الأندلس (بعد 780 سنة) فقام قراصنة عرب للانتقام بمهاجمة السفن والسواحل الأوروبية لخطفهم وبيعهم كعبيد فرد الأسبان والبرتغال بالخطف من المغاربة بموافقة الكنيسة لتنصيرهم كعبيد للأديرة علي مدي 70 عاما وتوسعت التجارة بعد اكتشاف الأمريكتين 1600 حيث مساحات هائلة من الأراضي وفشل الأوربيون في السيطرة علي الهنود الحمر فقضوا علي مائة مليون واصطادوا زنوج غرب أفريقيا علي مدي 250 عاما حتي 1905 ونقلوا 12 مليونا مات أضعافهم في الطريق شارك فيها البرتغاليون لمدة 137 سنة والأسبان 92 والإنجليز 60 سنة والهولنديون 105 سنوات.
وبدأت أفريقيا رفض تجارة الرقيق من 1526م فكتب ملك الكونغو لملك البرتغال بضررهذه التجارة وفي داهومي استولوا علي مدينة إدارة 1724 للقضاء عليها التجارة وطالبوا بريطانيا بإيقاف تصدير الرقيق لامريكا وفي 1789 أصدرت السنغال قانونا بمنعها.
ظهرت فكرة تحريرعبيد أوروبا في القرن 15بمحاولة الملوك إضعاف الإقطاعيين
وانتشر عرف دولي بافتداء الأسري (بعد 900 سنة من الإسلام) وانخفض الرقيق فاحتفظت الأسر بعبيدها ومنحوهم أراضي وبيوتا وسمح لهم بالزواج كما باعوهم مع الأرض فسموا (رقيق الأرض) ثم سكن الملاك المدن تاركين استثماراتهم في يد رقيقهم الذين اشتروا حريتهم أوهربوا للمدن لكن في القرن 18 بدأت الثورة الصناعية واختراع آلات حلج القطن فزاد الطلب عليه فجلبت الولايات الامريكية الجنوبية المزيد من الزنوج.
ثم بدأ إلغاء الرق عبر 3 مراحل .الثورة الفرنسية 1791 وحرب الانفصال الأمريكية 1860 والأمم المتحدة 1944.
وألغته فرنسا في مستعمراتها (1791) وأعاده نابليون بعد 3 سنوات لانخفاض صادرات السكر وقضي علي ثورة العبيد بعد 3 سنوات وبعد 10 سنوات ألغي نهائيا 1884ونفذته أوروبا وأمريكا (1792- 1888).
في 1808 صدر أول قانون للولايات المتحدة بمنع استيراد الرقيق بعد 189 سنة (من 1619) والدستور الأمريكي الذي ترك القرار للولايات فكانت الشمالية صناعية تحتاج عمالة بالأجر دون إعاشة فألغته والجنوبية إقطاعية تصدر القطن والسكر لأنجلترا وفرنسا فرفضت ونشب صراع بين الحزب الديمقراطي الجنوبي (مؤيد للرق) وحزب الأحرار الشمالي وبعده الحزب الجمهوري (رافض للرق) وفاز زعيمه لنكولن بالرئاسة 1861 فانفصل الجنوب في (الولايات المتعاهدة الأمريكية) وقامت الحرب الأهلية 4 سنوات وانتصر الشمال وأعلن لنكولن تحرير العبيد في يناير 1863 بعد 246 سنة لكنه اغتيل بعد 40 يوما.
وكان المحررون غيرمؤهلين للصناعة وعادوا لأسيادهم في الجنوب ففرض عليهم التمييز العنصري بمنع اختلاطهم وزواجهم من البيض وعزلوا في أحياء خاصة وأماكن في المواصلات ويحلفون في المحاكم علي إنجيلين فهاجروا لمصانع الشمال والغرب وفي 1816 ظهرت (جمعية الاستعمار الأمريكية) ونقلتهم لساحل الفلفل (ليبيريا .. الحرية).
فتخلص الغرب من عبيده في جمهوريات صغيرة فقيرة مديونة:
هايتي أول دولة تمنع الرق 1793 سكانها (10ملايين) أفارقة مزارعون يعيشون في أكواخ، ومستوي الدخل والصحة متدهور كانت مستعمرة فرنسية 1626 وجلبوا العبيد للقصب ثم أصبحت جمهورية للبيض 1697 فثار الأفارقة بعد 174عاما عبودية واستقلت 1804.
ليبيريا 3 ملايين زنجي من أفقر دول العالم تعتمد علي المساعدات الخارجية في المرتبة 87 في الفساد والرشوة بها أمراض (سل - ملاريا- إيدز) ومنبوذة بسبب (ألماس الدموي) لدعم الحرب الأهلية في سيراليون.
سيراليون في غرب أفريقيا مستوطنة لعبيدأمريكا 1792 ثم جمهورية 1971 تنتج الماس وتهربه للشركات الدولية "الماس الدموي" تعاني من حرب أهلية سكانها 4 ملايين دخل الفرد 300 دولار سنويا.
أما الدولة التي تخلصت بها إنجلترا من مساجينها (البيض):
استراليا مستعمرة للمساجين (1788 - 1848) استقلت وأصبحت دولة متقدمة، في المركز 13 الاقتصادي والرعاية الصحية والتعليم وأكبر منجم ذهب وتصدر منتجات زراعية وبها جامعة ملبورن في المرتبة 36 عالميا وهي ثاني دولة في الفوز بالميداليات الرياضية.
في الحرب العالمية الثانية (39 -1944) وقع ملايين الجنود الأوروبيين في الأسر فظهر قانون حقوق الإنسان عن الأمم المتحدة 1948.. وبه المادة (4) :
(لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما).
وأعطي (ميثاق جنيف 1949) لأسير الحرب حق عدم محاكمته، ولايتعرض للتعذيب، وتقوم منظمة الصليب الأحمر الدولي بالاتصال بأهله.. ومنعت الأمم المتحدة تحول السخرة إلي رق.
سمي تجار الرقيق الأبيض (يسرجية) من التيسير والأسود (جلابه) من الجلب ورؤساء الخصيان في المماليك (الطواشية) ومع العثمانيين (الأغوات) وناظرهم (كيخيا).
الروميات مدبرات -التركيات طباخات - الهنديات للخلفة - البجاويات للمتعة - رجال الترك للحرب ورجال الهنود للصناعة.
الجارية (اتفاق) تزوجها3 ملوك من أولاد قلاوون (741 ه) الصالح إسماعيل والكامل شعبان والمظفر.
كافور الأخشيدي 357 ه (خصي) تولي مصر 23 سنة انتهت بدخول الفاطميين.
(رصد) جارية سوداء للخليفة الظاهر الفاطمي 427 ه أنجبت المستنصربالله وتولي الخلافة سن 8 سنوات وسيطرت علي الحكم فاستقلت الأقاليم وفتنة بين الجنود السود والأتراك وانقلب عليها القائد التركي ناصر الدولة بن حمدان فهربت للعراق.
شجرة الدر زوجة الصالح نجم الدين الأيوبي تولت السلطنة بعد موته ثم ولت ابنه وقتل فتزوجت عز الدين أيبك قائد الجيوش وقتل ثم قتلت 655 ه وبدأت دولة المماليك.
الظاهر بيبرس ولي الأرقاء المناصب فطالب بعزلهم العزبن عبد السلام قاضي مصر لأنهم لم يعتقوا فعرضهم السلطان للبيع واشتراهم.
اشتري نابليون 6 آلاف زنجي من دارفور ومثلهم من المماليك لتكوين جيش أممي مسيحي.
محمد علي منع جنوده من صيد العبيد وألغي التجارة في السودان 1838ثم اشتري 200 خصي للسلطان العثماني.
النخاسون ولدوا الرقيق من بعضهم (المولدون) لجمع محاسن الأترك والصقالبة (سلافز) فسمي رقيق أوروبا slavs و في أمريكا الجنوبية (من أوربيين وهنود ) الخلاسين.
في (44 - 1956) عاني المندوبون الأفارقة في الأمم المتحدة من التمييز العنصري في نيويورك بمنعهم دخول المطاعم والفنادق وركوب المواصلات مثل الزنوج.
تجارة الرقيق لم تمنع في الدولة الإسلامية إلا مع العثمانيين 1847 وفي السعودية 1962 (عهد الملك فيصل) وماتزال موريتانيا تكافح حتي الآن.
في تقرير أمريكي هناك 27 مليون شخص حاليا يخضعون للعبودية 90٪ من العالم الثالث وتجارة الرقيق في المرتبة الثالثة عالميا بعد تهريب المخدرات والأسلحة بسبب الفقر ويستخدم البنات في السياحة الجنسية. وهي "الدجاجة السحرية" التي تبيض ذهبا لأوروبا وتشجعها منظمة التجارة العالمية وشركات طيران وسياحة وفنادق عالمية خاصة مع تطور وسائل النقل لتقرب بين البلاد فأصبحت تجارة الرقيق بطائرات نفاثة.
بعد 1260 عاما من سفر مارية القبطية.
في عام 1889 وعهد الخديو عباس حلمي الثاني (1892 - 1914) انتهت رسميا تجارة الرقيق في مصر بعد سماح 12 عاما من توقيع الخديو إسماعيل معاهدة مع بريطانيا 1877واعتبر الرقيق جيلا منقرضا وأنشئت مصلحة لرعاية شئونهم وملاحقة التجار في جريمة عقوبتها خمس سنوات وتأسست في القاهرة "دار الجواري المعتقات" 1886 لتوفيرعمل مناسب و مصلحة مكافحة الرقيق 1911 وبعد 3 سنوات انتقلت للسودان.
وكانت التجارة بين مصر والسودان بقوافل من إسنا - منفلوط - المنيا - بولاق وأخري من دارفور الي أسيوط حيث يخصي العبيد في أبو تيج ودير الزاوية بواسطة الرهبان والحلاقين.
كان ثمن العبد في دارفور 20 قرشا مصريا يباع في مصر 250 قرشا والطفل 150 قرشا والمرضعة 10 جنيهات ومدبرة المنزل 15 جنيها وجواري أرمينيا البيض 60 جنيها والخصيان 30 جنيها.
ودارفور كانت أكبر منطقة نخاسة في العالم وألغي بها الرقيق 1874 لكن بعد عشر سنوات 1884 عين سلطان جديد لها أعاد التجارة وثارت الحركة المهدية وأرسلت العبيد إلي الحجاز في تجارة كانت عصب الاقتصاد السوداني.
وكان إسماعيل باشا قد أمر حكمدار السودان 1836 بتعقب التجار فضبط 70 سفينة وأعادهم لبلادهم وفي 1865 احتل الجيش المصري بلدة فاشودة لغلق طريق التجار ثم أرسل حملتين 1869 و1874 لإعادة العبيد لأهلهم أو العمل في الزراعة وتزويج النساء وتعليم الصغار في الكتاتيب لإلحاقهم بالجيش.
وفي معاهدة الحكم الثنائي للسودان 1898أعتبر كل من يولد بعد ذلك حرا.
ثم استغلت النخاسة في السياسة 1894 بعد 5 سنوات من سريان المعاهدة عندما جلبت 6 جواري اشتري 3 منهن علي باشا شريف رئيس مجلس شوري القوانين والمطالب بالدستور وتخفيض مرتبات الأجانب واشتري الباقيات محمد باشا الشواربي عضو مجلس النواب وحسين باشا واصف مدير مديرية أسيوط والطبيب عبدالحميد الشافعي وحوكموا عسكريا وبرئ حسين باشا واصف ومحمد باشا الشواربي، وحبس الدكتور عبد الحميد الشافعي خمسة شهور، وعفا الخديو عن علي باشا شريف الذي استقال ومات بعد عامين ولم يجرؤ مجلس النواب علي مناقشة مرتبات الأجانب وخاف الجميع من شراء العبيد.
استقرت في مصر طبقة أرستقراطية تركية من جواري الخديو إسماعيل. وكان يعتقهن ويزوجهن للحاشية.
وأسر جركسية عند الأثرياء، عاملوهم بالحسني وعلموا أولادهم فترقوا في الجيش وزوجوهم بناتهم.
والجواري مع العائلات وارتبطوا بأبنائها وظهرت الملاءة اللف السوداء وغطاء وجه أبيض كملابس لهن.
والمزارعون في الصعيد لحماية الأسر الكبيرة لهم مع حرية الأبناء لحياة جديدة في المدن.
ومالطيون حررهم نابليون من المغرب فافتتحوا المقاهي الأوروبية.
ويونانيون وأرمن من أسري محمد علي افتتحوا محلات البقالة.
فعاش وذاب الرقيق في مصر بلا حساسيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.