في الدولة الأموية زادت الفتوحات وأعداد الرقيق وكان منهم المثقفون والفنانون والصناع المهرة ونشطت بهم حياة المدن وأخذ النخاسون يعلمون الجواري الغناء والموسيقي لقصور الخلفاء والأثرياء وفي عهدهم ثار زنوج أفريقيا المجلوبون لجنوب العراق لاستصلاح أراضي (السباخ) فالأمويون غلبتهم العصبية العربية فلم يعترفوا بالمساواة مع والموالي. وفي العصر العباسي برز القيان والجواري اللاتي تزوجهن الخلفاء ومن أولادهن جاء خلفاء بني العباس ومن أشهرهن الخيزران جارية المهدي وأم ولديه الهادي والرشيد ومراجل جارية الرشيد وأم ولده المأمون وماردة أم ولده المعتصم وقراطيس جارية المعتصم وأم ولده الواثق وشجاع أم ولده المتوكل وقبيحة جارية المتوكل وأم ولده المعتز وحبشية أم ولده المنتصر وشغب جارية المعتضد وأم ولده المقتدر. وفي زمن العباسيين توقفت الفتوح فانتشر الرقيق المجلوب واغتني النخاسون وفي استصلاح أراضي السواد (الخصبة من طمي الأنهار) في العراق زاد الطلب علي رقيق الزنج الذين ثاروا من أوضاعهم عام 255ه، وأكثر الفاطميون من رقيق أسري الحروب والأيوبيون جلبوا رقيق القوقاز وفارس وكون صلاح الدين الأيوبي جيشا لمحاربة الصليبيين من 12 ألف مملوك من الجراكسة والتركمان وأصبح منهم قادة ورؤساء وهم الذين ورثوا الدولة وكونوا دولة المماليك عام 348ه. أما المماليك فازداد رقيقهم من أسري الحروب الصليبية في عهد الظاهر بيبرس وعبيد النوبة بعد تأديبهم عام 674ه. وفي العهد العثماني كان سوق الرقيق في استانبول للأسري المجلوبين من أفريقيا وأوروبا وبلاد القوقاز. واستمرت أسواق الرقيق في المنطقة العربية حتي الغزو الفرنسي.