في 29 يناير مرت 40عاما علي صمود مدينة السويس في حرب أكتوبر 73 محطمين محاولة الغزو الإسرائيلية الفاشلة ثم تماسك 5 آلاف مواطن عسكريين ومدنيين علي البقاء والحياة وعدم التسليم لمدة 100 يوم كاملة مبتكرين للحياة مياها من بئر سيدي الغريب ودقيقا للخبز وطعام من مخزون بسيط ليقدموا للعالم نموذجا عسكريا هاما وإنسانيا تدرسه كل معاهد العالم العسكرية. الأهم في هذا العيد وجود جمعية خاصة لصمود السويس أنشأها ويديرها حتي الآن الباقون من رجال 73 مستمرين في عطائهم الإنساني في خدمات طبية تمتد حاليا إلي خدمات للأطفال ولكبار السن في الجمعية التي أنشئت عام7791 في شقة صغيرة في حي فيصل لتتحول مع الزمن إلي مركز مستقل ترتفع به الأدوار إلي الثالث. ورئيس مجلس إدارة الجمعية حاليا د.محمد طلعت استشاري العظام واحد أهم أبطال الحصار ومازال يحتفظ بنفس الحماس والانتماء فهو مولود يقيم ويعمل في القاهرة إلا أنه يصر أنه من 73 سويسي وهو القادم في أكتوبر 73 من سويسرا بعد حصوله علي دبلومة طبية في إجازة رمضان ويذهب لمستشفي السويس العام بديلا عن طبيب آخر بوعد بثلاثة أيام أمتدت إلي 107 أيام من 19 أكتوبر ففي أتوبيس العودة وجد مئات الجرحي وصلوا للمستشفي وبتلقائية وطنية كان في غرفة العمليات يعمل لمدة 3 أيام متصلة ثم يتولي إدارة المستشفي خاصة في مشكلتي المياه والعلاج ومساهمته في تنظيف المستشفي من دماء الجرحي والشهداء بل وإيواء آلاف من أهالي القطاع الريفي بأسرهم ومواشيهم والإشراف علي طعام كل ذلك العمل ولا ينسي أن أحد الضباط جاء يطلب منه المساعدة بناء علي تقارير طيبه عنه من فتحي عباس مسئول المخابرات الحربية فكان لديه الحل في جثث 22 من القتلي الإسرائيليين الذين قايض الحاخام اليهودي بهم علي إخراج 2000 جريح من السويس والسماح بتوفير الأدوية والدم للمستشفي وأنه أمام ألاعيب الإسرائيليين في ترك الدم في الشمس وتفريغ أسطوانات الأوكسجين وجد حلولا في تطوعات الأطباء والممرضات في التبرع بالدم وقيام مندوب الصليب الأحمر بتوفير أنابيب الأكسجين من سويسرا رأسا. لاينسي جهود المحيطين ممن ساهموا في نظافة المستشفي والتبرع بالدم من الحكيمات اسمه سعد وعزيزة وكريمة عطية والتومرجي سيد مراد ولا ينسي أطباء الإجازات من المسيحيين الذين كانوا في الإجازة حتي يأخذ باقي الأطباء إجازة عيد الفطر وكيف أصروا علي دخول السويس رغم تحذير اجتياحها ووصلوا قبل الحصار بيومين واستمروا يعملون ومنهم د. مجدي أديب. ويضيف أنشأنا مركز الصمود لنواصل دورنا رغم أننا وعدنا بنجمة السويس تقديرا لمجهودنا في الحرب أسوة بالعسكريين الذين حصلوا علي نجمة سيناء لكن للأسف لم نحصل عليها حتي الآن وهو ما يصيب الأعضاء بحالة غضب لإنكار حقهم ويأملون الحصول عليها في الواقع الجديد.