أوباما وبرىنان جون برينان.. تذكروا هذا الاسم جيدا.. فأمريكا كلها وربما نصف العالم يتحدث عنه منذ أيام. والسبب: ترشيح أوباما له لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المعروفة عالميا بال CIA خلفا للجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس الذي استقال من المنصب في نوفمبر الماضي بعد فضيحته الشهيرة؟! ولمن لايعرف فإن برينان كان يشغل منصب مستشار أوباما لشئون مكافحة الإرهاب.. أما ترشيحه لل CIA .. فهذه قصة وحدها. فالرجل.. كان خلال السنوات القليلة الماضية وبالذات بعد شهور من ولاية أوباما الأولي.. محور كل الخطط والاستراتيجيات العسكرية التي وضعتها الإدارة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية لهدف واحد وهو؛ التعامل مع تهديدات منظمة القاعدة وحلفائها المنتشرين في كل ربوع العالم بداية من: مسقط الرأس في أفغانستان ومرورا بالحدود الأفغانية الباكستانية.. وعبر بلاد مثل: اليمن وسوريا وإيران.. وحتي دول أخري في أفريقيا منها: ليبيا ومالي والصومال ودول شمال أفريقيا وجنوب الصحراء وغيرها.. وكانت الخطة تقضي وللمرة الأولي باستخدام الطائرات بدون طيار بعيدا عن وسائل الحرب التقليدية.. وهي الخطة التي تم إقرارها في أمريكا رسميا.. وضمن إطار ونطاق التفويض باستخدام القوة العسكرية بشتي أنواعها.. والذي أجازه الكونجرس الأمريكي بعد هجمات 11 سبتمبر عام 1002 في نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية. ورغم كل الانتقادات التي طالت مثل هذه الهجمات خاصة في مناطق أفغانية وباكستانية وفي اليمن.. لأنها في الغالب تصيب العشرات من المدنيين الأبرياء ودون الأهداف الحقيقية لها.. إلا أن برينان كان من أشد المتحمسين لها.. معللا ذلك بأنها مشروعة ولايوجد نص في القانون الدولي يمنعها. كما أنها لايتم الاستعانة بها، إلا بعد موافقة البلدان التي تنفذ علي أراضيها. وبعد استنفاد كل الطرق العسكرية الأخري. ومن هنا.. كانت إنجازات الرجل بالطائرات بدون طيار. فعن طريق إدارته المستقلة عن الCIA وكافة الأجهزة الأمنية الأمريكية.. بل ووزارة الدفاع الأمريكية »البنتاجون«.. تمكنت الطائرات بدون طيار من إصابة أهداف مباشرة للقاعدة في باكستان واليمن. وكان من بين ضحاياها: مقتل القيادي في حركة طالبان الملا نذير في إقليم وزير ستان في باكستان.. ومقتل 3 من رجال القاعدة في جنوب اليمن. وأضيف لهؤلاء نحو 42 آخرين من القيادات أو المتعاونين مع القاعدة وكان أبرزهم أنور العولقي رجل الدين الأمريكي.. اليمني الأصل.. والذي أدي موته لخروج مظاهرات عديدة داخل أمريكا للتنديد بالحرب بالطائرات بدون طيار وضحاياها المدنيين.. ومعارضة ملحوظة من مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. ورغم هذه الانتقادات.. إلا أنه يبدو أن ترشيح أوباما له للمنصب الجديد.. يأتي كتأكيد لاستمراره في برنامج مكافحة الإرهاب وبالتحديد استعمال مثل هذه الطائرات خاصة أنه يتم القيام بعملياتها بمجموعات أقل بكثير من قوات العمليات الخاصة.. بالإضافة لتوفيرها دعما ماديا وأمنيا ملحوظا. وحسب عدة مصادر أمريكية وبيانات منشورة.. فإن عدد المدنيين الذين راحوا ضحايا مثل هذه الهجمات في باكستان وحدها بلغ 503 من بين عدد الضحايا الإجمالي الذي بلغ 4391 شخصا!! وحسب ذات الأرقام.. فإن إدارة أوباما نفذت من هذه العمليات نحو: 003 عملية .. راح ضحيتها نحو 0052 شخص. ويؤكد موقع ويكيبيديا الشهير.. أن عدد العمليات للطائرات بدون طيار في اليمن بلغ المئات.. راح ضحيتها العشرات. ورغم ذلك .. كله. يبرز (جون برينان) كرجل أمريكا الأمني الأول القادم. فهو 75 عاما أمريكي من أصل إيرلندي.. وتخرج في جامعة فوردهام الأمريكية.. ولكن الملاحظ أنه درس في الجامعة الأمريكية في القاهرة، قبل أن يحصل علي درجة الماجستير في السياسة، وانضم ل CIA منذ نحو 13 عاما. وخلال رحلته.. عمل في السعودية.. ودرس أمنيا مناطق مثل : الشرق الأوسط والأدني وجنوب آسيا. وحلل الإرهاب بصوره المختلفة داخل الوكالة لعدة أعوام.. وخلال فترة الرئيس بيل كلينتون كان مشرفا علي تقرير المخابرات اليومي المقدم للبيت الأبيض لمدة عام. وخلال عمله .. كان ملما بالتهديدات الإرهابية المحتملة حول العالم.. بل ساعد أوباما خلال حملته الانتخابية الثانية حتي وصل للرئاسة مرة أخري، وكان من المتوقع أن يكون رئيسا لوكالة المخابرات الأمريكية بعد فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية أول مرة.. لكنه سحب ترشيحه للمنصب بعد عدة انتقادات وجهت إليه وقتها لضلوعه في تقنيات ووسائل في عمليات استجواب للإرهابيين الذين تم اتهامهم بعد أحداث هجمات سبتمبر عام 1002. والرجل جون برينان هو القادر علي حد تعبير أوباما نفسه في تصريح له علي تزويد صانعي القرار بالدعم اللازم والحقائق وبالفهم العميق للعالم من حولنا؟!