كيف بالله تنتهي تلك العلاقة الإنسانية الشفافة علي مقصلة واقع.. لا يعترف باختيار القلب. إنما يوافق أن يمنح الإنسان (جسده) إلي طالب القرب الشرعي.. منزوع الإحساس والمشاعر واللهفة والتبصر وجنون الحب اللذيذ. ربما يفرض علينا هذ الاختيار البارد بعدما يخذلنا الحب: يا لها من نهاية حزينة. هل مررت مثلي بقصة حب جميلة مثيرة مجنونة تجعلني أشعر بأسي.. بما لا ينفعه حظه أو قدره.. علي المرور بها.. فالدنيا لاتستحق الحياة.. حقيقة بدون تلك المشاعر المجنونة. وأقول إن تلك الهبة تخصم من رصيدك في الدنيا لذلك كنت كلما راقبت بداية قصة حب كنت أقول إن الله راض عنهما.. وأدعوه أن يحميهما من غدر الأيام والإنسان..!! هل تختار من تحب؟ بالقطع لا .. إن السهم الذي ينغرز في القلب محمود مشكور. وقد حدث لهما .. ذلك.. وتصاحبا في الدنيا معروفا .. حب وسعادة وأوقات سعيدة.. بجد..!! كانت ضحكاتهما تجلجل في البرية.. أنا له وهو لي.. الأيام تقود إلي شهور وإلي سنين. اللمعة في العين واللهفة في القلب.. وقبل كل ذلك الطمأنينة.. تضع رأسها علي صدره وترتاح وأحيانا تنام .. بجد! كنت أراقبهما بحنية.. شاعرة بالضبط بكل خجلة قلب.. وكل همسة ولمسة واشتياق ولوعة وخصام وعتاب ثم مسامحة وعودة. كنت خائفة.. كنت أعرف أن المجتمع لن يسامحهما أبدا؟ توقعت السبب؟ نعم لم يكونوا علي دين واحد. لن أفصح من كان المسلم ومن كان المسيحي.. لاتفرق.. كان مكتوبا عليهما الفراق.. تصوروا في لحظة مجنونة.. إن الأهل والمجتمع ربما يتفاهمان أن الإنسان لا يختار قدره!! وأن العثور علي النصف الآخر.. هو أعظم الهبات.. هو رضا السماء عنك هي هدية تهون أمامها هبة الصحة والنجاح.. أي والله هكذا كانا يقولان لبعضهما عندما تواجههما مشاكل يومية.. واقعية مادية.. وحتي صحية كانا يفهمان أن الله قد أعطاهما.. الجائزة الكبري فكان من العدل أن يحرمهما مما دون ذلك.
كانا يسألان عن الزيجات المختلفة.. مسيحي مع مسلمة.. مسيحية مع مسلم.. وكيف كان رد فعل الأهل والأصدقاء فلكل مشكلة حل يسلم المسيحي.. ويتزوج المسلم وتظل علي دينها. فلماذا يغضب الأهل؟ وكان ذلك قبل أن ينقسم المجتمع إلي مسلم وقبطي ومحجبة وسافرة ومؤمنين وعلمانيين وليبراليين كفرة.. كنت أطمئن نفسي.. أن ذلك ربما يحدث للآخرين ولكن ليس لهما. لا أعرف لماذا كان الحب جارفا والطيبة والحنية والصلابة والشجاعة وحبهما للآخرين وحب الجميع لهما.. لذلك تصورت أن كل ذلك سيحميهما من النهاية التعيسة. فلم يريدا أي شيء في الدنيا إلا بعضهما هذا كثيرا أيها القساة؟
أنا لك .. مهما حدث.. نواجه الدنيا ثم نتزوج .. سوف يحن الأهل عندما يجدوننا (سعداء) بجد!! الدنيا تسبح في بحر من الكراهية والتعاسة والزيجات الباردة المستهلكة.. يعاشرون بعضا عن واجب وكل منهما يفكر في الحب الذي ضاع منهما في الطريق.. ينجبان أولاداً لا يشبهون أحدهما.. وذلك طبيعي فلم تكن لحظة الاندماج حقيقية. ويا له من تعذيب لمن عرف أن لمسة بريئة علي وجه ساخن تساوي لحظات الجسد العمر كله بل وتفوقه متعة وتحققا وامتلاء وشبعا!! أولادهما لن تتفتح فيهم صرخة الحياة. سيولدون مبتسرين .. بلا ملامح محددة. فلقد أتوا من نطفة غريبة والقلب يئن حنينا للحبيب الذي كان.
الأهل يضغطون عاطفيا هم ليسوا محتاجين لتلك الضغطة يعرفون معزتهم ومنزلتهم وقدرهم لدينا. كيف أطعنها المفروض في يوم فرحها بابنتها؟ كيف أقتلها غدرا وخسة فلا تزغرد وترقص في فرح ابنها؟.. المجتمع الذي تحول من الحب إلي الكراهية.. لن يسامحهما أبدا.. هددت أمها بالانتحار وبكت أمه علي صدره.. لن يقبلكما المجتمع الجاهل! تتابعت معركتهما للحصول علي القبول العائلي والمجتمعي.. قالا.. نقاء لمن يعرف قيمة حبهما. لن نيأس.. لن نفعلها دون موافقة الأهل والناس نحن أرحم بهما من رحمتهما علينا.. ياه علي التفاؤل وحسن الظن والفطنة. فالحب يطهر القلوب فنتصور أن القلوب التي لم تعرف الحب قادرة علي مسامحة من تجرأ عليها. ربما حسدوهم وكرهوهم علي تلك السعادة.. علي الصدفة التي هي أغلي من مليون ميعاد مرتب. لم تصدق أنه قادر علي معاداة الدنيا من أجلها.. لم يصدق.. أنها ممكن أن تعيش بدونه.. كانت موجة الكراهية أعلي من الجميع. وكانت النهاية بدون مقدمات. أحب أن أتصور برومانسيتي المريضة.. أنها تعرضت لحادثة أفقدتها الذاكرة فنسيت أجمل لحظات العمر معه أو أنها هددت بأن يغتالوا الحبيب ومهرجان القتل والبراءة للجميع. ربما خاف عليها من قسوة مجتمع يعاقب بشدة من تجرأ علي مواجهة الناس بقبحهم وفسادهم وتنطعهم!!
مازالت ذكرياتهما تطاردهما وتطاردني معهما. مفاجأة عيد الميلاد.. والسيناريوهات والمؤامرات الخبيثة حتي تضيف ألف ضحكة إلي وجهه وكلمة أحبك حتي الموت والجنون.. تطارده في أنحاء المنزل ومكتبه.. اختباؤه في يوم عيدها المختلف عن توقيت عيده الديني وتصويرها وهي وسط أحبائها .. ويقول لها علي فيديو التصوير.. أنا معك .. بروحي .. وقلبي.. وعقلي وجنوني رغم غياب جسدي .. عنك. فهل حقا أنا بعيد؟! صيفهما حار بوجودهما معا.. شتاؤهما دافئ تحت أمطاره الغزيرة.. ربيعهما كان ميعاد مجيء أطفال حبهما.. خريفهما. للأسف ربض لهما فيه الوداع. ما أقسي الحياة بدون حبه لها وحبها له.. أنا حزينة فأنا أرثي قصة حب حقيقية.. خسارة!