الكتاتنى والعريان عقب إعلان النتيجة كان هناك إصرار من المتنافسين علي أن يجلسا بجانب بعضهما في الصفوف الأولي طوال إجراء الانتخابات ليثبتا أن هذه الانتخابات لن توقف التعاون بينهما باعتبارهما اثنين من أكبر القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة. وبعد النتيجة رفعا الاثنان أيديهما وهتفا مع الحاضرين "عريان وكتاتني إيد واحدة" وحرص الفائز في كلمته علي أن يشدد علي أن الدكتور العريان شخصية لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها. الدكتور محمد جمال حشمت القيادي بالحرية والعدالة اعتبر أن انتخابات المؤتمر العام لاختيار رئيس الحزب هي خطوة مهمة جداً في التاريخ السياسي لحزب الحرية والعدالة وبداية أن يستقل الحزب بذاته ويقيم هياكله بمفرده بناء علي رغبة أفراده وقال "المرة السابقة كان الحزب في طور التأسيس فكان لابد أن يكون لجماعة الإخوان المسلمين دور كبير في اختيارات قيادات الحزب أما الآن فهذه أول انتخابات يقوم فيها أعضاء المؤتمر العام باختيار رئيسهم باستقلالية تامة" وحول إمكانية أن يتولي سعد الكتاتني منصب رئيس مجلس الشعب بعد الانتخابات البرلمانية القادمة قال الدكتور جمال "في حالة اشتراط الحزب لمبدأ التفرغ فأعتقد أننا سنرشح شخصية أخري لمنصب رئيس مجلس الشعب. الأجواء الهادئة التي اتسمت بها الانتخابات أثارت أقاويل متعددة أن عملية الاقتراع كانت عملية شكلية وأن الانتخابات من الممكن أن تكون تمثيلية، وعلق الدكتور جمال علي هذه الأقاويل قائلاً "هذا الهجوم تعودنا عليه، لو أقمنا انتخابات يقولون تمثيلية، لو ألغيناها يقولون دكتاتورية، لو نزلنا إلي الشارع يقولون احتكاراً للحياة السياسية... نحن نسير في طريقنا ولا نهتم بهذه الأقاويل والادعاءات" أما الشيخ سيد عسكر الرئيس السابق للجنة الدينية في مجلس الشعب فقال إنه أول مرة يشهد هذه التجربة "طوال الفترة الماضية لم يكن هناك انتخابات بالشكل المعروف داخل الجماعة وكان اختيار القيادات له معايير مختلفة تماماً لكن هذه المرة، هناك لائحة جديدة لحزب سياسي، هناك ضرورة لأن يعبر الجميع داخل هذا الكيان عن رأيه وأن يختار قيادته التي ستمثلنا في المرحلة المقبلة" ورغم أن محافظ كفر الشيخ المهندس سعد الحسيني أعلن أكثر من مرة تأييده لسعد الكتاتني ليتولي منصب رئيس الحزب إلا أن الجميع فوجئوا عند دخول الحسيني إلي المؤتمر اتجاهه مباشرة إلي الدكتور عصام العريان ومصافحته بحرارة واحتضانه له وتحدث إلي الإعلاميين قائلاً "من فضل الله علينا أن يترشح لهذا المنصب كفاءتان يشرفان أي حزب في مصر أن يتولاهم شخصيتان مثلهما، وقال إن تأييده للكتاتني لا يعني أنه يرفض العريان ولكنه يري في الكتاتني الرجل الذي يستطيع قيادة دفة الحرية والعدالة في هذه المرحلة" الانتخابات التي حدثت ليست نهاية المطاف في الإصلاحات السياسية التي يقوم بها الحرية والعدالة حيث أعلن الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب أن هذه الانتخابات بداية لتطوير شامل للأداء السياسي لحزب الحرية والعدالة. وتمني ياسين أن تحتذي كل الأحزاب حذو الحرية والعدالة وأن تتحول الاحتجاجات إلي فعل ديمقراطي، وأن يتجه الجميع للبناء السياسي والاقتصادي. واعتبر الدكتور فريد إسماعيل النائب السابق من محافظة الشرقية أن الإقبال الكبير جداً من أعضاء المؤتمر العام تعد أول مؤشر أن هناك حياة حزبية جادة وقال إنه لا يري اختلافا كبيرا سواء كان من فاز الدكتور سعد الكتاتني أو الدكتور عصام العريان فالاثنان يستهدفان استكمال انتشار الحزب في كل ربوع مصر وزيادة أعضائه والأهم من ذلك الانفتاح علي كل القوي الوطنية ولم الشمل والصف الوطني. وعن وضع المرأة في ظل القيادة الجديدة للحزب قالت عضوة تأسيسية الدستور والنائبة السابقة عزة الجرف "وضع المرأة في حزب الحرية والعدالة متقدم لكن نحن نسعي إلي الأفضل والأفضل. ومعروف للجميع أن داخل جماعة الإخوان المسلمين عمل المرأة مواز تماماً لعمل الرجل، وكلاهما له أدوار وأعمال موازية، أما في الحزب ورغم أن المرأة تتمتع بمكانة جيدة لكن أنا عيني ليست علي شخصي فقط، أنا عيني علي المرأة المصرية أن تتمتع بمشاركة مميزة داخل الحزب، أتمني من كل المصريات أن يشاركن في الحياة السياسية سواء من خلال الحرية والعدالة أو حتي في الأحزاب الأخري". وعقب فوزه علق الدكتور محمد سعد الكتاتني علي الهدوء الذي اتسمت به الانتخابات: ليس أمراً مستغرباً لسبب واحد، أن هذه هي المبادئ التي تربينا عليها في الإخوان المسلمين بأن تتسم المنافسة بيننا بالطابع الأخلاقي، فلا مجال عندنا للصوت العالي والاحتكاك والاحتداد والقذف والسب، ونحن نتمني من كل الأحزاب ومن كل الحركات السياسية أن يكون هذا منهجها وأن ننقي خلافاتنا من التجاوز والتعدي. وقال الكتاتني إن أول هدف سيسعي له بعد فوزه برئاسة الحزب هو إعادة اللحمة بين القوي السياسية في مصر وأن يدعو كل الأطراف للجلوس علي مائدة الحوار للاتفاق علي ما فيه الصالح للبلد.