علي طريقة الجريمة التي راح ضحيتها رمز الثورة المصرية الشاب السكندري خالد سعيد علي يد رجال الأمن، كادت المأساة تتكرر مساء الخميس الماضي ولكن هذه المرة في محافظة مطروح مع شاب من أبناء قبيلة العشيبات وعدد من أشقائه بينهم طفل (12عاماً) في قسم شرطة مطروح، تعرضوا للضرب المبرح بسبب جلوس أحدهم علي كرسي أمام الضابط النوبتجي بالقسم والذي أمر نحو 20 من رجال وأمناء شرطة القسم باحتجازهم في غرفة وضربهم المتواصل لمدة ساعة بالكلبشات الحديدية، وتهديدهم بتلفيق تهمة الاتجار في مخدر الحشيش، وهو ما جعل الأمر يتطور بتظاهر المئات من أبناء قبيلة العشيبات أمام قسم الشرطة حتي الساعات الأولي من فجر الجمعة الماضية منددين بما حدث مع ذويهم ومطالبين بمحاسبة رجال الشرطة المتورطين في واقعة التعذيب. وفي تصريحات أدلي بها الشاب فايز فرج العشيبي ل"آخرساعة" عقب فك احتجازه ومحاولات احتواء الأزمة قال إنه تعرض للضرب والإهانة والسحل من جانب 20 من رجال الشرطة التابعين للقسم هو وشقيقه شريف وابن شقيقه الآخر الطفل، مؤكداً أنه فقد القدرة علي الرؤية لمدة تزيد علي الساعة من شدة التعذيب بينما تم علي الفور نقل الطفل الصغير لتلقي العلاج في مستشفي مطروح العام، وأوضح فايز أنه حينما أدرك رجال الشرطة خطورة ما اقترفوه بحقهم كمواطنين ذهبوا للقسم بالأساس لمجرد تحرير محضر سرقة لوحات معدنية ومع توافد أهاليهم وذويهم إلي القسم ساوموهم علي تحرير محضر صلح وإلا سيكون التنكيل بهم أكبر وسيتم تلفيق تهمة الاتجار في الحشيش لهم، ما جعلهم يوافقون علي تحرير محضر الصلح إنقاذاً لحياتهم ومستقبلهم. وفي هذه اللحظة يقول فايز :"حينما فقدت الرؤية وتعرضت لإنهاك شديد وسمعتهم يهددوني ومن معي بتلفيق قضية حشيش تبادر إلي ذهني فوراً حادث مقتل شهيد الثورة خالد سعيد وشعرت أنني سأذهب إلي المصير ذاته". وعلمت "آخرساعة" أن المتضررين حرروا محضراً في مديرية أمن مطروح بحقيقة الواقعة وما تعرضوا له من ضرب وإهانات ضد الملازم أول محمود النجار وأمين الشرطة وقوة الشرطة التابعة للقسم التي شاركت في الاعتداء عليهم وأرفقوا معها