يثير البرنامج النووي الإيراني الكثير من التوجسات والمخاوف.. إلي جانب العديد من علامات الاستفهام العالقة.. والتي تظل بلا إجابات شافية، مما يزيد من هواجس المجتمع الدولي تجاه ذلك البرنامج. وفي مطلع هذا الأسبوع أكد البيت الأبيض أن تطورات الملف النووي الإيراني تحت السيطرة، وأنه لدي الولاياتالمتحدة عيون داخل البرنامج النووي الإيراني، وتستطيع أن تعرف ما إذا حققت إيران تقدما باتجاه امتلاك سلاح ذري من عدمه، وذكرت واشنطن أنها لم تغير رأيها بأن إيران لم تبلغ بعد مرحلة صنع القنبلة النووية، وذلك علي الرغم من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي قال إن الاستخبارات الأمريكية تعتبر التهديد النووي الإيراني أكثر إلحاحا الآن. التصريحات الأمريكية بعد يوم من نشر الصحف الإسرائيلية في عناوينها الرئيسية معلومات عن احتمال شن الدولة العبرية هجوما عسكريا علي المنشآت النووية الإيرانية علي الرغم من أن هذا قد يعصف بالعلاقات الوطيدة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، حيث إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه يريدان مهاجمة مواقع نووية إيرانية قبل موعد الانتخابات الأمريكية إلا أنهما يفتقران إلي التأييد من جانب مجلس الوزراء والجيش وقد رفض المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني التطرق إلي معلومات تتعلق بعمل الاستخبارات مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لديهما نظرة مشتركة حيال طموحات الجمهورية الإسلامية وقال: »أستطيع أن أقول إن لدينا عيونا داخل البرنامج النووي وسنعرف ما إذا كان لدي إيران »قدرة الاختراق« وهي النقطة التي تكون فيها الدولة قد حصلت علي المعرفة والقدرة والمواد اللازمة لصنع قنبلة ذرية إذا أرادت ذلك«، وفي وقت لاحق حرص »كارني« علي التأكيد بأن تصريحاته من كون الولاياتالمتحدة لديها عيون داخل البرنامج النووي الإيراني إنما قصد بها مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين تتوالي زياراتهم لمحطات إيران النووية لمتابعة برنامجها النووي، وأن تصريحاته جاءت في معرض تهدئة المخاوف الإسرائيلية من تنامي ذلك البرنامج. علي جانب آخر فإن العديد من الخبراء يرون أن البرنامج الإيراني مخترق علي نطاق واسع من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، وهم يشتبهون أيضا في وقوف أجهزة الاستخبارات هذه خلف عمليات تخريب استهدفت البرنامج النووي الإيراني، وفي النهاية.. فإن مجمل المعطيات المتوافرة حول حقيقة التهديد الأمريكي الإسرائيلي بشأن ضرب إيران تفضي بنا إلي استبعاد هذا الاحتمال لما له من عواقب كارثية ستعم منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل ذاتها.