دموع صاحبة الجلالة الصحافة لم تجف علي مدي الشهور والأيام الماضية إثر فقدانها العديد من أعلامها الذين رفعوا راية كلمتها الصادقة عاليا وعززوا من مكانتها إقليميا ودوليا طيلة مشوارهم المهني فاستحقوا منا كل تقدير وسوف تظل ذكراهم الطيبة حاضرة دائما وأبدا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة من الصحفيين والصحفيات كقدوة ومثال يحتذي به. لقد فقدت الصحافة المصرية خلال الشهور الماضية قامات صحفية من الصعب تكرارها أمثال الأستاذ محسن محمد والكاتب والأديب المعروف أنيس منصور وغيرهما من الذين يرجع إليهم الفضل في تأسيس العديد من المدارس الصحفية المرموقة ومن حسن حظ الجيل الذي أنتمي إليه أننا تتلمذنا علي أيدي هؤلاء الأساتذة ولم نتعلم فقط المهنية والموضوعية في الكتابة بل تعلمنا أيضا مراعاة شرف المهنة والمبادئ الأخلاقية في تناول مختلف القضايا حتي يكون للكلمة مصداقيتها لدي القارئ والرأي العام. وخلال اليومين الماضيين عادت الصحافة المصرية لتذرف الدمع من جديد مع رحيل اثنين آخرين من قامات الصحافة المصرية هما الأستاذ سلامة أحمد سلامة والأستاذة الجليلة حسن شاه.. فبرحيل الأستاذ سلامة أحمد سلامة فقدت الصحافة المصرية واحدا من أكثر الرجال المحترمين بين أبناء جيله فقد كان فارسا بمعني الكلمة ظل يعمل حتي آخر رمق في حياته.. وبالرغم من المعاناة الطويلة مع المرض وكان قيمة صحفية وإعلامية كبيرة اتسمت كلماته وآراؤه بالموضوعية والدقة وعدم النفاق وكانت معارضته الرصينة الهادئة نابعة عن قناعة وهادفة لخدمة الوطن رحم الله الأستاذ سلامة وأسكنه فسيح جناته.. فقد كان نموذجا مثاليا وفذا للعطاء في مختلف ميادين الكتابة السياسية والاجتماعية والثقافية.. كما فقدت أسرة أخبار اليوم والحياة الثقافية والأدبية صحفية وأديبة من طراز فريد هي الكاتبة حسن شاه التي أثرت الحياة الاجتماعية من خلال تناولها الأدبي والإنساني لعديد من القضايا الإنسانية وهي التي قدمت العديد من القصص الأدبية والتي قدمتها السينما المصرية ومن أشهرها قصة »أريد حلا« التي كان لها تأثير كبير علي تغيير قانون الأحوال الشخصية للمرأة في مصر.. رحم الله حسن شاه إحدي القامات الصحفية ذات الأسلوب المميز وفقدانها يعد خسارة فادحة لمهنة الصحافة.. فهي واحدة من أهم وأكثر الصحفيات اللاتي خدمن المهنة وارتقين بها وعزاؤنا الوحيد أن أعمال هذه القامات الصحفية ستظل خالدة ليتعلم منها كل أبناء صاحبة الجلالة الصحافة..