مثل إنجليزي.. يقول إنه مادام لاتوجد هناك أخبار.. فالأخبار جيدة.. بمعني لم تصلك أخري سيئة. وقد أثبت هذا المثل فشله تماما معي.. عندما انقطعت أخبار ابني لمدة يوم وليلة.. لايرد علي جهازه المحمول.. والذي فسرناه بالخبرة.. إما أنه يعمل (في التصوير السينمائي) .. أو غارق في سويعات النوم، بعد وقوفه 16 ساعة متصلة خلف الكاميرا.. ليصحو مفزوعا كموعد عمل جديد.. لكن اتضح أن جهازه المحمول، قد أخذ منه، عندما تعرض وهو عائد من عمله بعد منتصف الليل لمشكلة لاتستحق إثارتها.. وتعرض لصراع قوي.. بين شبان في سن متقارب يشعر كل منهم بسلطة مهنته ويمارس طقوسها.. وكنت عائدا من زيارة اجتماعية واجبة في بورسعيد، يخبرني منفعلا بعناوين الموقف، وعندما علم أني أقود سيارتي عائدا علي الطريق رفض إيضاح الأمر فأثار بذلك قلق أسرتي الصغيرة.. أكثر مما لو أفصح.. ولك أن تتخيل ونحن علي الطريق أن نتصل بزميلة عزيزة. لنستطلع منها الأمر، وتخبرنا لتشتعل مشاعر السيارة الأسرية الصغيرة.. أمه تلطم وتبكي.. ثم بعد قليل تقول إنها تشعر بالغثيان وهي من أصحاب ضغط الدم المرتفع.. والغثيان مؤشر خطر.. أحترقت أفكاري في احتمالات قاسية.. وأخته تبكي في المقعد الخلفي.. وخالته تسعي جاهدة لتهدئتنا وقد أصبحت علي الطريق، أكاد لا أري أمامي.. وطال الطريق بأكثر مما يتحمل انتظاري وأعصابي.. لا أعرف كيف اجتزت الطريق، بمنحنياته وسياراته النقل ذات المقطورة، وبوابات الطريق، وأنا في انفعال لم أعرف أبعاده إلا في سيارتي التي ما إن وصلت القاهرة حتي توقفت السخونة الزائدة، كما فسر ذلك الميكانيكي (حتي الحديد لم يتحمل). وأخذت أتساءل وسط كل ذلك .. هل من شارك في هذا الموقف، وقد يري أنه علي صواب قد أدرك آثاره الأخري علي أسرة صغيرة.. قد ينفجر بها إطار السيارة.. أو تصطدم بسيارة نقل ضخمة أو يحدث مالايحمد عقباه لأم ملهوفة علي ابنها وتساءلت كثيرا لو حدث لا قدر الله شيء من ذلك.. يكون ذنبنا في رقبة من؟! حسبي الله ونعم الوكيل..