أتعجب كثيرا من الأمهات اللاتي يعشن في عام 2102 من القرن الحادي والعشرين وفي ظل الفضائيات والثورة التكنولوجية الهائلة التي أدت للانفتاح علي العالم وتغيير العادات والسلوك في المجتمع المصري بما لا يقل عن 081درجة وقد انصب تفكيرهن كأمهات في نقطة واحدة هي زواج البنات فمن لديها بنت تتمني زواجها ومن لديها ثلاث تفعل نفس الشيء.. وقد رفضت صديقتي التي توفيت مؤخرا زواج ابنها رغم ارتباطه عاطفيا بإحدي الفتيات إلا بعد زواج أخته التي تصغره ومرضت وماتت وتركتهما دون زواج وكم حاولت إقناعها كي توافقه علي زواج أو خطبة الولد وللأسف كان الرفض بإصرار هو ردها علي كل محاولات إقناعي لها بأن البنت قد تتزوج بعد خطبة أخيها أو زواجه وكان كل يوم يمر عليها قبل اشتداد مرضها يزيدها عنادا وتعنتا.. وأخري أم لثلاث بنات لم تتجاوز كبراهن الثالثة والعشرين أتممن تعليمهن وبقين داخل جدران المنزل في انتظار العريس عن طريق الأصدقاء أو الجيران وعند حضور العريس يبدأ ما يسمي بدلع البنات والأمهات فهذا شقته بعيدة وذاك ممتلئ قليلا والثالث لا يملك عربة والرابع راتبه قليل واللي بعده كل آت به عيب من وجهة نظرهن لم تفكر إحداهن في الكفاح والمشاركة أو التنازل قليلا عن المطالب والمغالاة، قد يظن البعض أن البداية السهلة الميسرة قد تساعد في إحداث نوع من زيادة الحب والارتباط حتي وصل بهن الحال بعد رفضهن لكل من تقدموا الانتظار بتلهف لأي قادم أو طارق.. وأخيرا جاء من بعيد من يحمل جنسية غير مصرية عرضه عليهن الجيران لازال طالبا في البلد الذي هاجر إليه أبوه وتعيش أمه غير العربية في بلد آسيوي فرحوا وهللوا ببضعة ألوف.. عقد القران وسافر لاستكمال دراسته وفوجئ برفض أبيه لهذه الزيجة لأنه كان يريد أن يزوجه بإحدي قريباته وبعد عام جاء وتمم الزيجة وسافر بوعد أن يجهز أوراقها لتسافر إليه وبدأت الأعذار والحجج مرة لديه امتحانات وأخري لرفض أبيه الذي احتجز جواز سفره ومرة لعدم قدرته علي دفع تكاليف السفر والطائرة.. كان لقاء الإنترنت هو ما يجمعهما خلال ثلاث سنوات منذ سفره تتحدث إليه الأم ترجوه أن يجد حلا لهذا الوضع ويؤكد الأب علي ضرورة حدوث فعل إيجابي وهو يجيب بالموافقة ويطلب مهلة قصيرة حتي ينفذ كل طلباتهم لم يتعب من المماطلة.. طلبوا الطلاق أخذ يراوغ ويراوغ دون جدوي وسنوات الابنة تهرب من أمامها وتتمني لو كانت رفضت هذه الزيجة التي حكم كل من سمع بها في حينها عليها بالفشل وأن العريس لن يعود بعد انقضاء شهر العسل وهو ما قد كان ولم يخلف وراءه إلا الحسرة بدلا من الفرحة..