اشتدت حدة المنافسة في السباق الرئاسي و تنوعت ما بين المناظرات التي بدأت بين مرشحي الرئاسة .. وبين تمزيق لافتات المرشحين بمختلف الشوارع والميادين . ولا شك أن تلك المناظرة الرئاسية التي تابعها الملايين في الفضائيات المصرية والعالمية والتي جرت بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسي ألقت الكثير من الضوء علي شخصية وبرنامج كل مرشح .. أحدهم يدافع عن تاريخه في تربيته ونشأته في ظل الجماعات الإسلامية لكنه أكد أنه مرشح ليكون رئيسا لكل المصريين .. بينما الآخر دافع عن اتهامه بأنه ينتمي إلي النظام السابق مشيرا إلي أنه كان معارضا للنظام مؤكدا أنه خرج من الوزارة وتم تعيينه أمينا عاما للجامعة العربية بعد غضب النظام السابق عليه ! استمرت المناظرة بأحداثها الشيقة لاستعراض كل منهما لبرنامجه السياسي والاقتصادي لحل مشاكل مصر الخارجية وتحسين مستوي محدودي الدخل .. وتوفير العيش والحرية والكرامة .. ولم تخل المناظرة من أساليب الضرب تحت الحزام .. ففي حين يشير عمرو موسي إلي توجهات الدكتور أبو الفتوح ذات المرجعية الإسلامية رغم أن الإسلام دين الوسطية والتسامح والعدالة الاجتماعية .. بينما رأي أبو الفتوح أن موسي حليف النظام السابق بدليل أنه رحب بترشيح الرئيس السابق مبارك لفترة رئاسية أخري وقال هل كنت تريد استمرار التردي والانهيار واستمرار الفساد لسنوات أخري ؟ وحاول موسي الخروج من هذا المأزق بقوله فعلا طالبت بترشيح مبارك ولكن لكي أمنع ترشيح ابنه جمال الذي سوف يحكم مصر لأعوام وأعوام !! وأكد بقوله ورغم هذا فقد كنت معارضا للنظام ! .. واستمر أبو الفتوح متسائلا إذا كنت تعارض النظام لماذا لم تأخذ موقفا وتقدمت باستقالتك مثل إبراهيم كامل وزير الخارجية في عهد الرئيس السادات الذي عارض سياسته واستقال من منصبه؟ . . كانت المناظرة بلاشك مفيدة لكل المصريين في أول تجربة لانتخابات الرئاسة .. ما أصابني بالدهشة وخيبة الأمل هو اهتمام بعض رموز النظام السابق بالترشح للانتخابات وكأن الشعب مصاب بفقدان الذاكرة حول حقيقة هؤلاء الذين انضموا إلي شلة المنتفعين وارتموا في أحضان النظام السابق .. بينما غالبية أفراد الشعب يعانون الفقر والمرض بسبب فساد الحكم الذي كان هؤلاء الفلول أحد أضلاعه .. والأسوأ من ذلك سقطة الإعلام الذي مايزال يبارك رموز النظام السابق ولكن الحل سوف يكون عند الشعب الواعي الذي سوف يعبر عن رأيه في صناديق الانتخابات .. بعد الثورة تصورنا أن فلول الإعلام في الصحف سوف يتوارون خجلا ولكنهم للأسف لايريدون ستر عوراتهم .