حتى إذا لم تكن - حضرتك - من أنصار المتنافسين الأبرز للرئاسة حاليًا (عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى)، فتقديرى أنك كنت سعيدًا - مثلى تمامًا - بعد إجراء أول مناظرة رئاسية حقيقية بين مرشحى الرئاسة، وسيكتب التاريخ أن أول مناظرة رئاسية فى المِنطقة العربية والإفريقية قد شهدتها مصر. تمنيت أمس أن يقرأ المرشحان الفاتحة على أرواح شهداء الثورة أو أن يقفا دقيقة حدادًا لهؤلاء الشهداء قبل بدء المناظرة، فلولا دماؤهم الذكية ما شاهدنا تلك المناظرة التى اهتمت بها وسائل الإعلام العالمية (لا ندرى..هل شاهد نزلاء طرة والرئيس السابق تلك المناظرة، وكيف كانت ردود فِعلهم؟!)، كما أنها شغلت اهتمام الرأى العام الداخلى، حتى أن المقاهى ضبطت الإرسال على قناتَىْ دريم وأون تى فى. ورغم بدء العد التنازلى للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، ولكن حتى الآن لا نعرف مَنْ هو رئيس مصر القادم، وإن كانت استطلاعات الرأى كافة تحصر المنافسة بين موسى وأبو الفتوح؛ ولهذا كانت المناظرة بينهما، حيث إنهما الأكثر شعبية حتى الآن، وقد حافظ كلاهما على صدارة السباق منذ بدء ماراثون الانتخابات حتى الآن، وظنى أنه لن تحدث مفاجآت تدفع بآخرين فى السباق إلى الوصول للصدارة. ورغم طول وقت المناظرة والتى تجاوزت الساعات الأربع، ولكن الملل لم يتسرب إلى نفوس المشاهدين، أما إذا انتقلنا إلى تقييم أداء المتنافسين (موسى وأبو الفتوح)، فيمكننا تسجيل الملاحظات التالية: 1- لم ينجح أحد المتناظرين فى توجيه ضربة قاضية إلى خَصمه طوال وقت المناظرة، بل يمكن تسمية ما جرى بينهما من سخونة فى بعض أوقات المناظرة بالمشاحنات، لكنها لم تزد عن ذلك. 2- الورقة الوحيدة التى كانت بيد أبو الفتوح ضد موسى والتى بنى عليها هجومه ونقده هى أن الأخير كان من رجال النظام السابق، أى أنه من الفلول، بينما كانت ورقة الهجوم التى اعتمد عليها موسى ضد أبو الفتوح تمثلت فى أن الأخير عضو جماعة دينية، ويتلاعب بالكلمات وممثل للإسلام السياسى. 3- تميَّز أداء موسى الشكلى واللفظى والتعبيرى بالثبات طوال المناظرة، بينما تبايَن أداء أبو الفتوح من وقت لآخر، وبدا فى بعض الأوقات مجهَدًا، رغم أنه كان له أداء متميز فى مرات سابقة. 4- كلاهما (موسى وأبو الفتوح) يتمتع بكاريزما خاصة، لكنهما معًا لم يستغلا تلك الكاريزما أمس لصالحهما، حتى أن بعض المواقع على الإنترنت وصفحات الفيس بوك وتعليقات التويتر رأت أن نتيجة المناظرة صبَّت فى صالح بعض الغائبين مثل حمدين صباحى ود. البرادعى. بعد تلك المناظرة، كنا ننتظر أن نعرف تأثيرها فى جمهور الناخبين مثلما يحدث فى الولاياتالمتحدة، ولكن للأسف حتى الآن لا نعرف تلك النتيجة، وربما نتعلم من ذلك فى الانتخابات القادمة. مَن سيفوز بالرئاسة: موسى أم أبو الفتوح؟!، أم أن هناك مفاجآت فى الطريق؟!..دَعونا نَرَ، لكن المؤكد أن الشعب هو الرابح من هذا السباق الرئاسى.