التمثيل »Acting» هو تقمص الشخصيات الدرامية ومحاولة محاكاتها علي أرض الواقع، وتجسيد ملامح وصفات تلك الشخصيات وأبعادها المتباينة في الرواية أو العمل المكتوب، ومن خلال ردود الأفعال يتبين للمشاهد بأن الفنان دخل بالفعل في حالة تقمص للشخصية، أم أنه اتجه للاستظراف والاستخفاف، هو ما رفضه الفنان الشاب كريم عفيفي وحاول أن يبحث لنفسه عن منطقة جديدة، تعيد اكتشافه مرة أخري أمام جمهورة الذي بدأ يتعرف عليه من خلال التجربة التي أسسها الفنان أشرف عبدالباقي »مسرح مصر» وساعدت علي خلق جيل جديد من الفنانين، كريم يطل علينا هذا العام من خلال عملين الأول »فكرة بمليون جنيه» ولكنه لم يترك بصمة لدي المشاهد علي عكس تجربته الثانية في مسلسل »ولد الغلابة» مع الفنان أحمد السقا، الذي لفت إليه الأنظار من خلال شخصية »حمزة» ضمن أحداث المسلسل وهي النقلة التي كان ينتظرها وتحققت علي يد المخرج محمد سامي علي حد قوله. حمزة كان لازم يكون »قفل» عشان يوصل للناس زوجتي وأسرتي مستشاري الأول في كل أعمالي عندما سألته.. أنه يلعب في منطقة جديدة لم يتوقعها الجمهور بشخصية حمزة في ولد الغلابة قاطعني مسرعا بضحكته المعهودة قائلا .. والله العظيم ولا أنا كنت متوقع أن أتحول لهذه المنطقة الصعبة، وأن أجمع بين الكوميديا والشخصية الجادة وكمان الشر. الموضوع صعب؟ جدا .. وفكرة الخروج من إطار اعتاد عليه الجمهور أعتقد أنها أصعب بكثير ، لكن علي الفنان أن يتحرك في أرض الملعب ويستعرض مهاراته، ويفاجئ الجمهور بنوعية أدوار كما سبق وأن قولنا غير متوقعة، ولم أتوقع نجاح الشخصية بهذا الشكل الجماهيري والنقدي، لأنه من الصعب دائما تحقيق معادلة أن يرضي الدور الجمهور والنقاد في نفس الوقت . ومن صاحب هذه الفكرة من الأساس؟ بعد عدة مواسم من تجربة مسرح مصر كنت دائما أبحث عن دور بعيد عن الكوميديا، وعلي استحياء قدمت مشهدي دراما بعيدين تماما عن الكوميديا في مسلسل »سك علي اخواتك» العام الماضي ووقتها شعرت أنني قدمت شيئا مختلفا، ووجدت تشجيعا قويا بألا أحصر نفسي في منطقة واحدة. لكن الاستسهال في رسم الشخصيات هي طبيعة بعض المخرجين مؤخرا؟ بالنسبة لي مرفوض، وأكره الاستسهال، وأسعي لتغيير جلدي من وقت لآخر ، ودوري الدخول في مناطق جديدة غير محسوبة، وأسعي دائما للبحث عن الأدوار التي تعيد اكتشافي مرة أخري . هل هو نوع من التمرد؟ ليس تمردا علي الكوميديا، لأنها الأساس والناس عرفتني من خلال الكوميديا، لكن أنا من جوايا عايز أعمل كل الألوان، والكوميديا التي لا تعتمد علي مواقف، وهذه النوعية من الأدوار التي أحبها وأحب أن أقدمها، وحمزة شخصية لها أبعاد كثيرة غير الضحك وهو ما وضح من خلال الأحداث. في مسلسل » رمضان كريم » جمعت بين الكوميدي والتراجيدي؟ وأنا بعتبره كرم كبير من عند ربنا، لأني عملت ريمكس بين النوعين، كما أنني أثناء دراستي في الجامعة بمسرح الهواة اتعرفت أكثر في الكوميدي. نعود لمسلسل »ولد الغلابة» كيف تعاملت مع شخصية »حمزة» علي الورق؟ شخصية حمزة فيها تناقضات كثيرة، وكنت عايز أظهرها بطريقتي وهي شخصية »القفل» اللي ما بيفكرش غير بعد ما يعمل المصيبة، ويبدأ يراجع نفسه بعد كده، فدرست الشخصية ورسمتها بهذا الشكل الذي ظهرت به بمساعدة المخرج محمد سامي ومن أول بروفة وجلسة التحضير خرجت شخصية »حمزة» . لاحظنا أن »حمزة» تسيطر عليه وتتحكم فيه »إيديه» وليس عقله؟ وهو المطلوب إثباته، إن إيده تكون سابقة عقله وتفكيره، وأعتقد أن رسم الشخصية بأدائها وحركاتها وطريقة كلامها وصلت للناس فهو كما قلت إنه »قفل» وكان لابد أن تتصل للمشاهد ويتفاعل معها من أول مشهد لظهور حمزة وحتي الحلقة الثامنة وقتله لأخته »قمر» دون حتي أن يأخذ وقتا للتفكير في الحفاظ علي حياة أخته أو حتي مصيره بعد القتل. مع وصولنا للحلقة الرابعة والعشرين تحدد مصير حمزة وحكم عليه بالإعدام وأثناء النطق بالحكم مرت أمام عينيه سريعا لحظة ارتكاب جريمته وقتله لأخته؟ رؤية المخرج، بأنها نوع من الندم، والغباء هو الذي يحدد المصير، وهي رسالة قبل ارتكاب وفعل أي شيء علينا بتحكيم عقلنا، وأن نتأني قبل فعل أي شيء حتي لانندم في النهاية. هل تري أن هذه النقلة الجديدة سوف تضع أمام عينيك الحرص علي اختياراتك؟ بكل تأكيد، وسوف تجعلني »أحسس» علي اختياراتي، وأحافظ علي خطواتي القادمة »وما أرجعش» تاني للخلف، وأفكر ألف مرة قبل اختيار أي دور حتي لاينفد الرصيد الذي جمعته من خلال شخصية حمزة في »ولد الغلابة»، كما أن الأدوار التراجيدية وغيرها تعطي ثقلا للممثل وتظهر قدراته أمام المشاهدين أكثر من الأدوار الكوميدية، ونجاح الممثل في تقديم أدوار مختلفة تجعل المشاهد يشعر بثقل الممثل ويرفع من شأنه. وما هو هذا الرصيد؟ حب الناس وتعاطفهم مع حمزة مع أنه قاتل أخته، وبدون تفكير ارتكب الجريمة ولم يشعر حتي بالذنب أثناء التحقيق معه فهو »زي ما قولت قفل» ودي طبيعته، إلي جانب التعليقات وردود الفعل القوية من الجمهور وجميع المقربين مني . وما أغرب تعليق وصلك مع بداية الحلقات الأولي من المسلسل؟ أغرب تعليق وصلني من »أوس أوس» لما اتصل بي وقالي بعد نهاية الحلقة »قتلت أختك ليه يا فاجر» بالإضافة إلي تعليقات الأسرة »وفرحتهم بيا» وطايرين من الفرح وأمي عايشة مع المسلسل وكأنها هي اللي بتمثل . وبالنسبة للمدام؟ بتناقش معها في كل أمور وتفاصيل أعمالي، وهي شريكة حياتي ومسئولة عن نجاحي اللي أنا فيه لأنها واقفة في ظهري وبتشجعني طول الوقت. علي الرغم من مشاركتك في عملين لهذا العام إلا أن شخصيتك في ولد الغلابة كانت الأبرز عن شخصيتك في مسلسل فكرة بمليون جنيه؟ علشان الدور جديد ومختلف، ولأول مرة يراني الجمهور بهذا الشكل، وأنا من وجهة نظري المتواضعة شخصيتي في فكرة بمليون جنيه تركت أيضا بصمة لدي الجمهور، خاصة أن العمل في آخر الحلقات يتحول من الكوميدي للتراجيدي. خاصة بعد الإيقاع بعلاء والقبض عليه بسبب الغيرة الشديدة ، وشخصية »ياسر» التي قدمتها شاب عادي انتهي من دراسته بالثانوية العامة، ويعمل »دي جي»، ليس لديه أي فكر في أن يطور من نفسه وذاته ليكون أفضل، ومع ظروفه الغريبة، يضطر للانصياع خلف ابن خالته الذي يقوم بدوره علي ربيع. للمرة الثانية تجتمع بعلي ربيع علي التوالي في رمضان فهل يستمر هذا التعاون؟ ولم لا، نجحنا في تقديم مسلسل سك علي اخواتك العام الماضي وتعاونا في فكرة بمليون جنيه إلي جانب المشاركة المستمرة من خلال مسرح مصر وأتمني أن يستمر ذلك. كان لك أكثر من مشاركة في مجموعة من الأعمال علي سبيل المثال حلقات »الكبير قوي» إلا أن مسرح مصر كان البداية الحقيقية لظهورك ؟ هذا صحيح وأدين بالفضل بعد ربنا للفنان أشرف عبدالباقي أنه ساعدنا وتحمس لنا من خلال هذا المشروع الذي أخرج جيلا كبيرا من الممثلين ومنهم من تحمل البطولة المطلقة وآخرون يشاركون في أكثر من عمل سواء تليفزيونيا أو سينمائيا. وبالنسبة للبطولة المطلقة؟ لها وقتها، وأتمني أن تأتي في الوقت الصح وتكون محسوبة، وأن يكون العمل مكتوب بطريقة كويسة، وأنا ورزقي بقي.