زادت معدلات الالتحاق في التعليم الابتدائي ببطء في العالم النامي ككل فقد ارتفعت نسبة الالتحاق سبع نقاط مئوية منذ عام 9991 لتصل إلي 98 في المائة عام 9002.. حيث إن نسبة الالتحاق ارتفعت نقطتين مئويتين فقط.. وما تم إنجازه من تقدم حتي الآن يختلف اختلافا كبيرا بين المجموعات المصنفة جغرافيا سجلت أفريقيا جنوب الصحراء الكبري أفضل نسبة تحسن علي التوالي بينما انخفضت نسبة الالتحاق في القوقاز وآسيا الوسطي.. ولكي يتحقق تعميم التعليم الابتدائي يجب أن يتم الأطفال في كل الدول دورة كاملة وتشير آخر الإحصاءات الحالية إلي أن العالم لا يزال بعيدا عن تحقيق هذا الهدف حيث إن 78 طفلا فقط من أصل 001 في المناطق النامية يتمون مرحلة التعليم ونصف البلدان الأقل نموا يترك طفلان علي الأقل من خمسة الدراسة قبل أن يصلوا للصف الأخير. ولقد حرم أكثر من عشرين بالمائة من الأطفال في سن المرحلة الابتدائية في البلدان الأقل نموا من التعليم في عام 9002 وقد خطت بعض من أفقر البلدان خطوات واسعة تجاه تحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائية ووجد أن بوروندي ومدغشقر ورواندا وساموا وسان تومي وبرينسيبي وتوجو وجمهورية تنزانيا قد حققت أو اقتربت من تحقيق هدف تعميم نسبة الالتحاق المعدلة أكثر من 59 بالمائة.. وهناك دول أخري حققت تقدما ملحوظا مثل بوركينا فاسو وبوتان وأثيوبيا وغينيا ومالي وموازمبيق والنيجر بإلغائهم الرسوم المدرسية في المرحلة الابتدائية ورغم أن مصر تكاد تكون من بلدان العالم التي ألغيت فيها المصروفات بمرحلة التعليم الابتدائي إلا أن عدد المتسربين من التعليم ما يزال أعلي من المعدلات المفروضة.. فالطبقات الفقيرة والمهمشة وسكان المناطق النائية والقري والنجوع وبعض من يمتهنون مهنا يدوية مربحة يفضلون عدم إلحاق أبنائهم سواء بنين أو بنات بالتعليم لكونهم يشكلون قوة اقتصادية مدرة لكثير من الأموال مما يعينهم علي مواجهة الحياة بشكل أفضل ويتحمل الطفل فيها مسئولية مصروفاته وإعاشته بعد الإعانة التي يقدمها لعائلته والتي تري فيها العائلة إنقاذا ولو لجزء صغير من متطلبات حياتهم التي يعانون فيها.. أما أصحاب الأعمال الذين يفضلون إلحاق أولادهم بعمل فهذا من أجل إكسابهم للصنعة والمحافظة علي المكان والمكتسبات التي تحققت لهم دون النظر إلي أن التعليم يمثل للأطفال والشباب ضرورة لمواجهة الحياة بعيدا عن مخاطر الجهل التي قد يتعرضون لها. الفتيات أكثر تسربا أكد تقرير الألفية الإنمائية لعام 1102 علي أن انخفاض العدد الإجمالي للأطفال المتسربين من التعليم يخضعون لثلاثة عوامل هامة هي الأسباب الأقوي لعدم التحاقهم بالتعليم أولها كون الطفل أنثي ثم الفقر والحياة في بلاد متأثرة أو محاطة بالصراعات فعلي مدي العقد انخفضت نسبة الفتيات اللاتي لم يلتحقن بالمدارس من المجموع الكلي للأطفال.. كما يواجه الأطفال المشردون من ديارهم عددا كبيرا من المشكلات فحوالي 73٪ من الأطفال اللاجئين في بعض الأماكن الحضارية لا يحصلون علي التعليم والأطفال الذين يحصلون علي فرص تعليم غالبا ما تكون تجربة غير مريحة أو مثمرة بالنسبة لهم بسبب التمييز بينهم وبين الأطفال الأصليين واعتبارهم وصمة عار لوجودهم لأنهم دخلاء وقد يسارعون بعض من أولياء أمور الطلبة الأصليين بسحب أبنائهم من هذه المدارس بحجة أنهم لا يعرفون اللغة التي يتلقون بها التعليم وبالتالي لن يستطيعوا الحصول علي أي شهادة لإتمام الدراسة نتيجة لتعثرهم.. إضافة لعدم السماح للاجئين بدخول المدارس الحكومية مما يجبر الأهل علي دفع أولادهم للعمل أو البقاء لرعاية أشقائهم الأصغر منهم لعدم قدرتهم علي تحمل مصروفات المدارس الأهلية.. ويوجد بالعالم 231 مخيما للاجئين لا يوجد مدرسون مؤهلون أو لديهم استعداد للعمل بالمخيمات إضافة إلي اكتظاظ الفصول إن وجدت ونقص الكتب الدراسية والمرافق الصحية الأساسية لاستيعاب أعداد كبيرة من الأطفال والشباب اللاجئ من غير الملتحقين بالمدارس.. ينطبق الأمر علي اللاجئين المسجلين.. أما غير المسجلين الذين دخلوا مختلف البلاد بطريقة غير شرعية سواء يقيمون بالمخيمات أو المناطق الحضرية.. والعقبة الكبري أمام معالجة هذا الوضع هو عدم توفر تمويل خاص بالتعليم فقط 2٪ من المساعدات الإنسانية علي الصعيد العالمي مخصص للتعليم. الأمية والشباب تؤكد البيانات علي أن أطفال 32 دولة من الدول الفقيرة ممن لم يلتحقوا بالمدارس لديهم فرص الحصول علي التعليم بالدخول إلي المدارس بسن متأخرة.. كما حدث بالكونغو حيث من المتوقع أن يدخل المدارس ما يوازي ربع الأطفال الذين هم في سن المرحلة الابتدائية وسيبقي ربع آخر لن يلتحقوا بأي فصل دراسي والربع الأخير قد ترك الدراسة، ومن استكمالها وفي أثيوبيا حوالي ثلاثة أرباع الأطفال ممن في سن المدرسة سيلتحقون بالمدارس عاجلا أم آجلا ويشير هذا إلي مدي انتشار ظاهرة الالتحاق المتأخر وكونها تأتي بثمار قوية في حين يوجد عدد كبير من الأطفال لن تسمح لهم فرص التعليم علي الإطلاق بالالتحاق بالمدارس كبارا أم في سن التعليم لكونهم يواجهون صعوبات معيشية نتيجة للفقر المدقع الذين يصعب الخلاص منه حاليا ولقد ارتفع معدل الأمية بين الشباب الذي تتراوح أعمارهم ما بين (51 إلي 42) عاما في جميع أنحاء العالم ما بين 38٪ إلي 98٪ وسجلت مصر وجنوب آسيا وشمال أفريقيا قدرا كبيرا من التقدم بزيادة 91٪ عما قبل وأظهرت جنوب الصحراء الكبري تحسنا ملحوظا.. ومع ذلك لا يزال معدل المعرفة والإلمام بالقراءة والكتابة متدنيا في هذه المناطق فإن 721مليون نسمة من الشباب بالعالم يفتقرون للقراءة والكتابة بالرغم من كل التشجيع ومحاولات الحد من الفقر والتسرب من التعليم يبقي دائما جهل الآباء بأهمية التعليم والرغبة في الحصول علي مزيد من المال لمواجهة أعباء الحياة عائقا كبيرا في تحسين نسبة الأطفال الذين عليهم الالتحاق بالمدارس وعدم تركها قبل إتمام المرحلة الابتدائية.