مبارك بنيولوك جديد ونظارته الشمسية الشهيرة وهو على سريره الطبى وشعره أحمر!! لكن الغريب علي مدار هذا العام وشهوره ولياليه كان المشهد الرئيسي: الرئيس علي السرير في جميع محاكماته حتي أصبح السرير متهما .. لكن الأغرب والذي أصابني بدهشة وحيرة هو أن مبارك غير لون صبغة شعره وأصبح لون شعره أحمر .. وتبدلت الأوهام التي كنت أتخيلها وأنا أتأمل منظر المخلوع مبارك، " رايح جي علي سرير في تمثيلية هزلية.. غبية وسخيفة.. وسألت نفسي: ألهذه الدرجة هو خائف ومرعوب مما يمكن أن ينتهي إليه أمره؟.. ألهذه الدرجة هو إنسان ضعيف هش.. معقول هو ده صاحب الضربة الجوية ؟!! بصراحة شديدة خلال متابعتي لمحاكمة مبارك وجدت أن المحاكمة ولدت أسئلة أكثر ما ربت إجابات.. كيف تم نقله من علي السرير إلي الحجرة لوضعه علي سرير آخر؟ هل مبارك مريض فعلا، فإذا كان مريضا بالقلب فكيف يرتدي ساعة وإذا كان السرطان فكيف يصبغ شعره؟ كيف يسمح لمسجون مريض بصبغ شعره قانونا؟ لماذا تم السماح لمبارك وهو مسجون احتياطيا بارتداء ساعة ودبلة؟ ❊❊ المشهد الأول.. بعيدا عن تفاصيل المحاكمة التاريخية للرئيس السابق حسني مبارك، ركز المصريون هذه المرة مع مبارك في أول ظهور له وهو يعبث بأنفه أثناء مثوله في قفص الاتهام وسلطوا الأضواء علي هذا المشهد، وأصبحت (مناخير مبارك) حديث الساعة في موقعي فيس بوك وتويتر. وانفجرت موجات من السخرية.. وتم تدشين عشرات الصفحات التي حملت أسماء عدة، منها: حسني مبارك رئيس جمهورية سابقا وبيلعب في مناخيره حاليا.. مناخير مبارك (حملة تنظيف مناخير الريس) مناخير مبارك أول مناخير في التاريخ خلف القضبان مبارك بيلعب في مناخيره خلف القضبان، مبارك وهو يلعب في مناخيره انشرها بقدر كرهك لمبارك، الراجل اللي نايم في القفص وبيلعب في مناخيره.. وغيرها من الصفحات الأخري التي استخدمها المصريون لينتقدوا من خلالها ما اعتبروه لا مبالاة وغرورا مبالغا فيه من رئيس دولة يواجه تهما بقتل شعبه وإفساد بلاده. -كما كانت حالته الصحية مادة دسمة لبعض الصحف التي بدت لهم جيدة مع التسريبات الإعلامية حول سوء وتدهور حالته الصحية وإصابته بالاكتئاب والتي سبقت محاكمته، معتبرين تلك التسريبات مخططا متعمدا لتعطيل المحاكمة وإفشالها بعد أن جعلتهم يفقدون الأمل في محاكمة مبارك، إلا أنهم بعد أن شهدوا محاكمته وهو ماثل في قفص الاتهام شكك بعضهم في إمكانية مثوله مرة أخري أمام هيئة المحكمة خصوصا بعد حضوره علي سرير المستشفي والذي اعتبروه تمهيدا لعدم حضوره مستقبلا أي جلسات مقبلة. -عموما الإعلان عن تدهور صحة مبارك يعود إلي أبريل الماضي أي قبل 9 أشهر كاملة من الآن، وفي تلك الأثناء قيل ولأول مرة إن صحة مبارك تدهورت بشكل كبير، والغريب أن هذا الكلام تردد فور صدور قرار النائب العام عبد المجيد محمود بحبس (مبارك) 15 يوماً علي ذمة التحقيقات في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين. والمفاجأة أن قرار النائب العام الصادر بحبس مبارك تلاه قرار آخر ووقتها خرج فريد الديب، محامي الرئيس السابق، ليؤكد أن مبارك سيرقد علي سريره طوال جلسات محاكمته، ولن يدخل المحكمة واقفاً، أو حتي علي كرسي متحرك، لاعتبارات طبية، وليس استعطافاً لأحد، كما يدعي البعض. وأضاف الديب: كان يسعدني أن يدخل الرئيس السابق إلي المحاكمة واقفاً كالأسد الجسور، ليواجه الاتهامات الموجهة إليه. وأكد أن رئيس المحكمة سبق أن سأل الطبيب المرافق ل مبارك :هل من الممكن أن يجلس علي كرسي متحرك فرد عليه الطبيب: إن ذلك مستحيل، لأن السرير الذي يرقد عليه مزود بتوصيلات يستطيع أن يسعفه من خلالها، حال إصابته بجلطة في القلب أو المخ، ولو وضعناه علي كرسي متحرك، فإن إسعافه ووضعه علي السرير مرة أخري قد يستغرق وقتا يستحيل معه إنقاذ حياته وأمر النائب العام أيضاً بنقل مبارك إلي أحد المستشفيات العسكرية للعلاج كان ظهور مبارك علي سرير داخل المحكمة حدثا عالميا حيث رأت صحيفة (تليجراف) البريطانية أن ظهور مبارك داخل قفص الاتهام مريضاً وملقي علي سرير المستشفي قد تكون "حيلة" جديدة وهو ما يعتقد به العدد الأكبر من المصريين الموجودين خارج المحاكمة أو المتابعين عن بعد، في ظل تخلي المصريين عن مشاعر التعاطف التي يحاول مبارك ونجلاه استدعاءها للفوز بالعفو الشعبي. وأشارت الصحيفة إلي أن مبارك يواجه باتهامات عقوبتها الإعدام إذا ثبت إدانته بذلك، ولكنه يواصل الإنكار، لتبييض ساحته وعائلته من هذه التهم المشينة المتعلقة بالفساد السياسي. وأضافت الصحيفة، في بروفايل خاص وضعته عن مبارك، أن سقوطه كان نعمة لم يصدقها أحد في البداية ولا يزال البعض لا يصدقون أنفسهم، وأولهم مبارك نفسه الذي بالتأكيد لا يصدق مشهد مثوله أمام المحكمة ويواصل الإنكار الذي اعتاده منذ البداية، فقال في آخر تصريحاته لقناة العربية الإخبارية في 10 أبريل الماضي، أنه وأسرته ضحايا الادعاءات الكاذبة التي تسعي لتدمير سمعته ونزاهته. أيضا نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية كاريكاتيرا ساخرا عن سرير مبارك الذي ظهر وهو ممدد عليه في قفص الاتهام، ذلك المشهد الذي يعد الأول من نوعه علي مستوي العالم، حيث لم يسبق أن دخل متهم إلي قفص الاتهام محمولاً علي سرير مستشفي، ذلك الانفراد الذي حققه مبارك لينضم إلي قائمة إنجازاته قبل السلطة وحتي بعد التنحي! الكاريكاتير الساخر يدعو إلي الدهشة والإعجاب، بعد أن استطاع التعبير عن المشهد بشكل واضح، فالمطرقة، تلك الأداة التي يشتهر بها القضاء الصارم والحازم، تمثل قائمي سرير مبارك. لكن الأمر اختلف عندنا نحن المصريين عقب مشاهدة مبارك في أول ظهور له وهو يعبث بأنفه أثناء مثوله في قفص الاتهام وسلطوا الأضواء علي هذا المشهد، وأصبحت »مناخير مبارك« حديث الساعة في موقعي فيسبوك وتويتر.. وانفجرت موجات من السخرية تقول: عموما بعد استعراض عام لرحيل مبارك من حكم مصر وصمته الغريب العجيب أثناء محاكمتة المصاحب في نفس الوقت لشياكتة وصبغ شعره ماذا يقول علماء النفس والأطباء النفسيين عن مبارك؟ ويقول د. سيد صبحي أستاذ علم النفس أن مبارك شخصية تحتاج أن تكتب عنها كثيرا، ولا تستطيع أن تحلل هذه الشخصية في رأي واحد فقط، لأنها شخصية (سيكوباتية) يعني مزدوجة فتظهر غير ماتبطن به ولها اعتزاز بنفسها فعندما يشعر بأنه منهار تجده وكأنه متماسك ولكن تظهر بعد الحركات مثلما حدث له في أول ظهور له بعد التنحي وظهور بعض الحركات فكان يحك في الأنف ويديه تتحرك بشكل كثير وهذا دليل علي القلق الذي يسيطر عليه، وهذه قضية كبيرة جدا حيث يتفاوت فيها الإحساس حسب مكانة الشخص في نفسه. ويضيف: والإحساس الذي يعاني منه الرئيس المخلوع هو إحساس اضطراب وقلق وخوف لكن في نفس الوقت لا يشعر بأنه آسف علي ماحدث فعنده الغلبة ويريد يبدي لنفسه أنه متحمل وقادر ولديه الصلابة في مثل هذة الظروف، إلا أنه مهتز تماما وحكاية نومه الدائم علي سرير المرض لأن الخوف يسيطر عليه وقلق في مواجهة الواقع والمجتمع. ❊❊ لكن بماذا تفسر ظهوره وهو صابغ شعره بالعكس قام بتغيير لونه ؟ الذي يحدث منه للتمويه.. حيث تظهر عليه ملامح الاستعلاء المصطنع ولكن مهما صبغ شعره وارتدي أغلي الأشياء كل هذا مجرد أقنعة يريد أن يزيف بها الفشل الذي يعاني منه . - أما الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي أن ظهوره علي نفس الشكل منذ تنحيه فهو استمرار لأسلوب الاستعلاء والتحدي للمواقف وأسلوب التعامل مع المصريين علي أنهم دون المستوي من ناحية الذكاء، ويتبع مبارك أسلوب المراوغة والتحايل بشيء من الغباء السياسي والتناقص والتناقض في سياسته التي كان يدير بها شعب مصر وتحديه للمواقف والاستهزاء من مشاعر الناس وهذه شخصية تمتلك إصرار وعند ومكابدة وكبرياء.. ويضيف الدكتور يسري بأن السبب في ذلك هو أن مبارك يريد أن يثبت أنه أقوي من أي موقف وأي ظروف بعكس وجود فكر وتسلط عواطفه فهو لاينفعل ولا يتفاعل مع المرافعات أو الاتهامات التي وجهت إليه أثناء جلسات محاكمته وهذه غطرسة وتحدي وكبرياء فهناك غموض في انفعالات ومشاعر مبارك.. فهو كان يتعامل مع الشعب المصري وكأنه قطيع من الغنم لايستحق أن يعلقوا علي سلوكياته خصوصا عندما وصل المدح فيه إلي قمته عندما قال له أحد الصحفيين (ولدت مصر .. يوم مولدك).. والطبالين الذين كانت في إيديهم مقاليد الحكم مثلما قال له الشاذلي أن إنجازات محمد حسني مبارك لم تحدث منذ عهد محمد علي بالإضافة إلي ذلك طوال فترة حكمه والتي بلغت ثلاثين عاما وهذه المدة كفيلة أن تصيبه بالتسلط في انفعالاته حتي أصبحت مشاعره متصلبة وجامدة. ويؤكد أن الإنسان من المفروض عندما يكبر في السن فيتعرض لنوبات بكاء كثيرة ونوبات البكاء هذه تزداد في الإنسان مع تقدم السن وتكون عاطفته جياشة ومتدفقة وبغزارة لكن في حالة مبارك فهو أمر غريب نراه يصبغ شعره ويرتدي نظارة غالية الثمن لانه يسخر من كل شيء. أما ظهوره علي سرير متحرك فهذه لعبة لعبها المحامي وطالما ظهر مرة وهو علي السرير لايستطيع أن يتراجع حتي لايكون كذابا فسياسته كانت تحديا لإرادة الشعب . -الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الصحة النفسية علل ظهروه بهذا الشكل لأن يصبر نفسه بالأماني خصوصا أن الموضوع طول وحباله طويلة ويمكن محاميه فريد الديب قد طمأنه فالرجل بدأ يرتاح .. أما ظهوره علي السرير نوع من الهروب وعدم المواجهة خصوصا أنه لو ظهر علي كرسي متحرك سوف يقف تحية للقضاه عندما ينادي القاضي محكمة بالإضافة أنه يتحاشي نظرات الفضول إليه، ولكن من الواضح أن هناك من يقول له افعل ذلك وهذا يفسر أنه كان يحكمنا ثلاثين عاما من الاستعباط هي ده الشخصية التي ينطبق عليها مقولة المكر الفلاحي يعني مبارك حكمنا 30 سنة بالمكر الفلاحي.. وهذا يؤكد أنه كان رئيساً محدود الإمكانيات والقدرات والحظ وحده وضعه في هذا المكان والمطبلاتية والزمارين استغلوه وعملوا منه هذا المنظر ليس لديه قوة أو كاريزما ليس له ملامح هي شخصية انتهازية وشله شغالة لحسابها وفي السنوات الاخيرة ترك لحبل للوريث وترك الدنيا تخرب طبعا هذه سلوكيات ليست طبيعية وغير عادية. أما الدكتورة إيمان محمدصبري رئيس قسم علم النفس بكلية آداب المنوفية فقد أكدت أن هناك صورة ذهنية كانت حتي وقت قريب بأنه رئيس جمهورية فليس من الممكن أن يظهر وشكله متبهدل أو ذقنه طويلة لكن الشكل العام لازم يحافظ عليه، أما بخصوص أنه مازال يصبغ شعره ويحلق فهو مازال متهما والمتهم بريء حتي تثبت إدانته وظهوره علي سرير فهو يريد أن يحافظ علي عطف الناس وهناك كثيرون تعاطفوا معه بسبب هذا السرير. وأكيد هناك من يعطيه تعليمات بأنه لابد أن يحافظ علي مظهره يكفي أنه رئيس بلد لمدة 30 عاما ولانستطيع أن نمحوها بجرة قلم.