نعم.. عندما دخل نواب الشعب إلي أروقة البرلمان وأخذوا مقاعدهم داخله وأقسموا اليمين.. نستطيع أن نقول إن مشوار الديمقراطية قد بدأ فعلا وأن الأجراس تدق إيذانا بعهد جديد.. والنواب هنا ليسوا ككل النواب الذين كانوا يتطاحنون من قبل من أجل الحصول علي المقعد ثم إنهم كانوا يبدأون وفي ظل هذه »الحصانة أو السباق من أجل الحصول علي المكاسب كانوا ينفقون القليل من أجل الحصول علي المكاس كانوا ينفقون القليل من أجل الحصول علي الكثير وهذا الكثير إنما هو قوت الشعب ورزقه هذا الشعب الذي كانوا يقسمون بالله من أجل المحافظة عليه ورعايته ورعاية أرزاقه. اليوم المسألة تختلف وأكاد لا أشك في نائب واحد ممن أقسموا أنه سيحنث بهذا القسم أو أنه سيعمل عكس الذي أقسم عليه.. ولكن هناك سؤالا يطرح نفسه: كيف ستحافظون علي أرزاق الناس؟ كيف ستعملون من أجل أن يحصل كل واحد من العاملين في الدولة علي حقه؟. ما الذي أنتم فاعلون من أجل إنشاء الأعمال من أجل هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل.. كيف ستعملون من أجل القضاء علي القذارة في التعامل والنظافة في الشارع المصري والأمن أيضا في هذا الشارع.. وماهو العمل من أجل أن تنتج مصر أكثر، وأن تصدر مصر أكثر وأن تعود مصر إلي ما افتقدته من أسواق عالمية وسمعة دولية؟ وليست هذه أسئلة متعددة، إنما هو سؤال واحد لكن له ألف وجه. فهل ياتري، سنري النواب المحترمين، متعاونين من أجل استعادة ما ضاع من حقوق هذه الدولة وأبنائها ومن أجل أن نري غدا أفضل بكل ما لهذه الكلمة من معني. ليس من المطلوب سرعة الإجابة.. ولكن المطلوب بالتأكيد أن نركن إلي الهدوء قليلا.. أن نعمل الفكر، وأن نحسن التفكير وأن نقسم بالله علي أن نتعاون وأن نقسم أيضا علي ألا ننهب وألا نسرق، وإنما أن يكون عملنا لوجه الله، وابتغاء سعادة هذه الأمة والعمل علي تحسين أرزاقها ومعيشتها ومستقبل أبنائها. أن يكون لكل نائب جدول حقيقي لما تحتاجه دائرته وأن يعيش وسط أهلها وأن يأكل مما يأكلون وأن يشرب مما يشربون وأن يتنسم أيضا الهواء الذي يتنسمون لأنه عندما يحاول تحسين حالته هو وأبناؤه فسيكون هذا تحسينا لمستقبل دائرته ومعيشة أبنائها جميعا.. نحن علي مشارف عهد جديد فلنبدأ وأن تكون بدايتنا باسم الله الرحمن الرحيم!..