في ثالث لقاء يجمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الفيتنامي انعقدت جلسة مباحثات القمة بين الرئيس السيسي ونظيره الفيتنامي "تران داي كوانج" بمقر قصر الاتحادية بمصر الجديدة في نطاق زيارة الأخير لمصر التي استغرقت أربعة أيام واستهلها بالقيام بجولة سياحية في محافظة الأقصر التي وصل إليها علي متن طائرة خاصة. وتركزت مباحثات القمة بين الرئيسين المصري والفيتنامي حول بحث أوجه التعاون الاقتصادي ولاسيما العمل علي زيادة حجم التبادل التجاري وبحث فرص التعاون المشترك في مجالات الزراعة والصناعة إلي جانب إعطاء دفعة للتبادل الثقافي والتعاون السياحي وتنشيط حركة السياحة الفيتنامية لمصر، كما بحث الرئيس السيسي مع نظيره الفيتنامي "كوانج" ما تم تحقيقه عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي العاصمة الفيتنامية "هانوي" في شهر سبتمبر 2017. وأوضحت شبكة فيتنام "نيوز" أن زيارة الرئيس الفيتنامي لمصر التي تأتي في ختام الجولة الأفريقية التي بدأها بزيارة العاصمة الأثيوبية "أديس أبابا" الأسبوع الماضي تأتي بهدف تعزيز علاقات الصداقة التقليدية مع مصر والدول الأفريقية.. وقد تخللت مباحثات القمة المصرية الفيتناميةبالقاهرة متابعة نتائج زيارة الرئيس السيسي إلي هانوي العام الماضي خاصة علي المستوي الاقتصادي حيث عقد حينها منتدي الاستثمار المصري الفيتنامي كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم الاقتصادية بين البلدين.. ووفقاً لبيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات فإن العلاقات المصرية الفيتنامية الوثيقة التي تشهدها الفترة الحالية تفتح آفاقاً أوسع للتعاون وتبادل المنافع في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمارات والتصنيع والتسويق بالنظر إلي ما يمتلكه البلدان من مقومات وفرص ومزايا تجعل كلا منهما يكمل الآخر ويعتقد الخبراء والمحللون الاقتصاديون أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وفيتنام لا ترقي إلي مستوي الفرص المتاحة إلا أنها تشهد تطوراً في ضوء التزايد في اللقاءات المتبادلة بين زعيمي الدولتين والزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين بالقاهرةوفيتنام.. فالقمة المصرية الفيتنامية التي انعقدت أمس الأول بالقاهرة تعد ثالث لقاء يجمع بين رئيسي الدولتين وذلك بعد اللقاء الأول الذي تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الفيتنامي السابق "ترونج تان سونج" في 9 مايو 2015 علي هامش مشاركتهما في احتفالات روسيا بذكري مرور 70 عاماً علي الانتصار علي ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية بينما انعقد اللقاء الثاني في سبتمبر من العام الماضي خلال زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الفيتنامية التي كانت أول زيارة دولة لرئيس مصري إلي فيتنام. وشهدت علاقات القاهرة وهانوي تزايداً في زيارات مسئولي البلدين وذلك في ضوء التحضير لقمة هانوي العام الماضي مثل زيارة كلٍ من الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة لهانوي في أغسطس من العام الماضي حيث التقيا مع رئيس الوزراء الفيتنامي وكلٍ من وزيري التخطيط والاستثمار والنقل الفيتناميين حيث تم الاتفاق علي توقيع مذكرتي تفاهم للتعاون في مجالي الاستثمار والبورصة والاتفاق علي توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة النقل الفيتنامية للتعاون في مجال الموانئ وبحسب آخر إحصائيات بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وفيتنام 314 مليون دولار عام 2016 حيث بلغ حجم الصادرات الفيتنامية إلي مصر 294 مليون دولار وضمت قائمة الصادرات الفيتنامية الأسماك والمأكولات البحرية والمنتجات الزراعية والمنسوجات والملابس والهواتف المحمولة والمكونات الإلكترونية.. أما الصادرات المصرية إلي فيتنام فبلغت 20 مليون دولار وتشمل المواد الكيميائية والعسل والمنتجات البترولية.. وفي المجال الثقافي تقدم مصر عدداً من المنح الدراسية للطلبة والباحثين الفيتناميين تتضمن 12 منحة لدراسة اللغة العربية بجامعة القاهرة و3 منح دراسية بالأزهر الشريف لمسلمي فيتنام. وكان الرئيس الفيتنامي، تران داي كوانج، قد وصل إلي مطار الأقصر الدولي في زيارة رسمية لمصر، واستهلها بزيارة مدينة الأقصر التاريخية، الغنية بمعابد ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، لتكون أولي محطات زيارته لمصر. وحل الرئيس الفيتنامي في مطار مدينة الأقصر، قادماً من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي كان قد استهل منها جولته بالقارة الأفريقية. وشددت الأجهزة الأمنية في مدينة الأقصر إجراءاتها الأمنية في محيط المزارات السياحية والمناطق الأثرية بالبرين الشرقي والغربي، وفرضت إجراءات خاصة لتأمين الزيارة، وتم تخصيص محاور مرورية بديلة خلال الزيارة لتفادي أي حالات للتكدس بالشوارع والميادين ومزاراتها السياحية. وقام اللواء طارق علام، مدير أمن الأقصر، برفقة عدد من القيادات الأمنية وضباط شرطة السياحة والآثار بجولة تفقدية لمتابعة الحالة الأمنية والتمركزات في محيط المناطق والمزارات السياحية، قبل زيارة الرئيس الفيتنامي للأقصر. ويقضي الرئيس الفيتنامي يومين في مدينة الأقصر، حيث يزور في اليوم الأول معبد الأقصر لمشاهدة واجهة المعبد التاريخية، التي تضم 6 تماثيل، بجانب زيارته معبد الكرنك، وحضوره عرضاً من عروض الصوت والضوء الشهيرة بالكرنك. وفي اليوم الثاني، يقوم بزيارة عدد من مقابر الملوك والملكات والنبلاء، في غرب مدينة الأقصر، ومنها مقبرة توت عنخ آمون ومقبرة رمسيس السادس، بجانب زيارته معبد الملكة حتشبسوت بمنطقة الدير البحري لمشاهدة عظمة الملكة حتشبسوت، التي تُعد أول امرأة تحكم مصر، بالإضافة إلي زيارة تمثالي ممنون. يُذكر أن آثار مدينة الأقصر كانت محطة لزيارات سابقة لعدد من رؤساء بلدان شرق آسيا، حيث زارها رئيس الصين الحالي ورئيس سنغافورة الأسبق، وتشهد المدينة- التي تشتهر بالسياحة الثقافية- نمواً في أعداد السياح الوافدين من بلدان شرق آسيا بوجه عام، والصين بوجه خاص. من جانبه، أعرب الخبير السياحي، محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحي، عن سعادته بهذه الزيارة المهمة في هذا التوقيت وقبيل بدء الموسم السياحي الجديد، الذي تستعد له الأقصر، وسط توقعات بنجاحه، لافتاً إلي أن هذه الزيارة لمعالم الأقصر ومقاصدها السياحية والأثرية تُعتبر دعماً كبيراً للسياحة الثقافية بالمحافظة وجذباً للسياحة الوافدة من دول شرق آسيا، وعلي رأسها الصين واليابان وباقي دول هذه المنطقة، وأضاف أن زيارة رؤساء الدول وكبار المسؤولين للأقصر هي رسالة طمأنة للعالم بأن مصر بصفة عامة، والأقصر بصفة خاصة، هي بلد الأمن والأمان، ما يسهم بشكل كبير في زيادة التدفقات السياحية وما يترتب عليها من تنشيط للسياحة، مُدلِّلاً بأن زيارة الرئيس الصيني للأقصر رفعت التدفق الصيني من 100 إلي 300 ألف زائر.