حدوتة للحكومة قبل النوم: التقي المالك والمستأجر عند بياع البطيخ علي ناصية بجاردن سيتي.. بعد التحيات، مابين المالك وهو الحفيد الوارث، وبين الحفيد المستأجر أيضا.. أشار كل منهما للآخر ليشتري هو الأول.. البائع حسم الموقف، ووزن للاثنين.. البطيخة بخمسة وعشرين جنيها.. المستأجر دفع بدون مناقشة.. والمالك فاصل بتلقائية.. البائع صرف المستأجر أولا وتعاطف مع حال المالك بتخفيض أربعة جنيهات.. ابتسم المالك ممنونا لحظة، ثم أدرك الموقف المهين.. فترك البطيخة، واعتذر عن الشراء.. لمح البواب يجري لحمل البطيخة ابتهاجا بالخمسة جنيهات بقشيشا علي الأقل كعادة الجار.. ورفع بصره بحسرة للعمارة الفاخرة، التي لايصل نصيبه السنوي من إيجار شققها العشرين إلي ألف جنيه.. ودار عقله يقارن بين حاله بمرتب ألفي جنيه بعد خمسة وثلاثين عاما خدمة .. وبين جاره الشاب الذي وصل مرتبه بعد خمس سنوات فقط في بنك غير وطني، إلي خمسة عشر ألفا شهريا.. اشتعل غيظا.. كيف ينتقم لنفسه من استهبال السكان.. لا يستطيع تعطيل المصعد، لأنه ساكن في الرابع وشرايينه مسدودة.. سرح، فصعد السلالم دون إرادة.. حتي وصل الرابع فسقط أمام شقته بأزمة قلب.. حدث ذلك الصيف الماضي.. ومن يومها لم يعد المالك لعمارته.. أغلقها، وسوي معاشه، ويعيش في شقة إسكندرية ذات الإيجار القديم.. سألني قانون الإيجارات الجديد عاد من تاني، فهل الحكومة جادة، وإلا !!.. المشروع موجود من زماااااان في الوزارة.. مش باقي إلا طرحه علي الأحزاب، ثم علي النقابات، ثم علي المؤسسات القانونية.. وأهي الحكومة بتسلينا وتهنينا وتذيع لينا كمان أغانينا مع أبلة فضيلة.. يعني خليك في إسكندرية وأحرق دم مالك غيرك.