ينطبق علي يوم 25يناير مقولة »كل يبكي علي ليلاه« فالمحافظات استعدت لاستقبال هذا اليوم وتحويله إلي كرنفال احتفالي بمراسم رسمية ومأكولات ومشروبات، في حين سيقيم الإخوان احتفالا يليق باسم حزب الحرية والعدالة بعد تصدره المشهد السياسي في انتخابات مجلس الشعب وباعتبار أن الجماعة تري نفسها الراعي الرسمي لثورة 52يناير ستسعي إلي رعايتها لاحتفالات هذا اليوم وتأمين المنشآت من خلال لجان شعبية لحراستها، في حين يحتفل عدد من القوي السياسية علي طريقتها الخاصة بتحضير مجموعة من الخطب الثورية والقصائد الشعرية والأغاني الوطنية.. بينما تستعد حناجر الثوار للهتاف واجتياح الميادين للمطالبة باستكمال مطالب الثورة التي لم يتحقق منها سوي 52٪ من أهدافها.. وهناك آخرون سيمدون أيديهم لالتقاط كوبونات هدايا القوات المسلحة التي ستوزعها من خلال طائراتها التي ستحلق فوق الشوارع والميادين.. »سلمية.. سلمية« هذا الشعار لن يردده الشعب هذه المرة ضد النظام الذي أراد إسقاطه ولكن للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التي لم يتحقق منها شيء، لذا فسينزل الشعب مرة أخري ويردد هتافه من جديد »عيش حرية عدالة اجتماعية« رغم مرور عام علي قيام ثورة 25يناير والذي لم يشهد سوي المماطلة في كل شيء يتعلق بالثورة سواء كان يخص الثوار »الشهداء أو القتلة« فعلي مدار العام الماضي لم يتم حسم أهم قضية للثورة وهي صرف مستحقات أسر الشهداء والمصابين والتي أعلنت وزارة المالية أنها انتهت من إجراءاتها قبل الذكري الأولي للثورة بيوم واحد.. في محاولة واضحة لإطفاء ثورة المصريين وامتصاص غضبهم.. لذا فيتوقع الخبراء أن تكون هناك غضبة متوقعة يوم 25يناير تجعل هناك حالة من القلق والترقب لما يمكن أن تمر به أحداث هذا اليوم خاصة بعد انسحاب البرادعي من الترشح للرئاسة في آخر لحظة.. مما دعا عدداً من نشطاء الحركات السياسية لابتكار أساليب مختلفة للدعوة إلي النزول يوم 25يناير تنوعت بين استخدام المنشورات ذات اللهجة الساخرة فأصدرت حركة شباب 6 أبريل بياناً لحث المواطنين علي المشاركة في 25يناير تحت عنوان: انزل احتفل بمرور سنة علي ثورة 25يناير جاء فيه »احتفل بعلاج كل واحد اتصاب في الثورة« احتفل بمحكمة قتلة الثوار، احتفل بنهاية أزمة البنزين احتفل برجوع أموالنا المنهوبة احتفل بالشباب اللي اتوظف وفتح بيوت احتفل بنهاية طوابير العيش وإسطوانة البوتجاز.. احتفل بالعلاج الرخيص والمستشفيات النظيفة، »احتفل بالمرتبات اللي زادت« و»الأسعار اللي انخفضت«.. كما أصدرت حملة »كاذبون« ثلاثة منشورات الأول تحت عنوان »هاكون إيجابي ومش هكون سلبي« نص علي: أنا هنزل يوم 25يناير علشان أطالب بتسليم السلطة ونقل صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة لمجلس الشعب المنتخب. أما المنشور الثاني فتحت عنوان حافظوا علي الجيش جاء فيه »بقاء الجيش في السلطة يورطه في مشاكل مع الثوار فالجيش يحمي ولا يحكمش ويحمي ولا يضربش« أما المنشور الثالث فحث علي النزول في ذكري الثورة.. وأكد علي التظاهر السلمي وجاء تحت عنوان »ناوي تعمل إيه في 25يناير«. شعارات ومطالب تلخص ما آلت إليه الأحوال الحالية وتتفق معها اتجاهات معظم القوي السياسية التي اجتمعت علي موقف واحد هو النزول في اليوم ذاته من العام الجديد لاستكمال الثورة.. حيث أكد عدد من ممثلي الحركات السياسية وشباب ائتلاف الثورة بأنهم فضلوا النزول إلي ميدان التحرير رافضين فكرة الاحتفال وكلها أكدت الاستمرار في الدعوة إلي استمرار الثورة مؤكدين رفضهم استمرار الحكم العسكري والقيود علي الحريات واعتقال النشطاء.. علي الجانب الآخر ينصب اهتمام القوي الشبابية علي استكمال الثورة باستئصال ما بقي من أركان نظام حكم مبارك وإزاحة العسكر عن الحياة السياسية وإعادتهم إلي ثكناتهم، كما أكدت حركة شباب الميدان أن الحركة ستشارك في فاعليات 25يناير الجديد لاستكمال الثورة وتأكيد مطالبها التي لم تتحقق وللمطالبة بإنجاز المحاكمات العلنية لقتلة الشهداء ومصابي الثورة، في حين نجد أن المجلس العسكري يحتفل بالذكري الأولي للثورة علي طريقة احتفال العصر البائد بنصر أكتوبر بعد أن قرر الجنزوري اعتباره إجازة رسمية.. ورفعت مديريات أمن وزارة الداخلية شعار »وردة لكل مواطن« في محاولة لتغيير الصورة الموجودة لدي رجل الشارع العادي تجاه الشرطة في عيدها وإقناع الأهالي بأن العقيدة الأمنية لجهاز الشرطة تغيرت بعد الثورة وعليك طبعا أن تنسي فئات الشهداء الذين سقطوا برصاص الشرطة في أثناء الثورة، أما القوات المسلحة فأعلنت عن توزيع بونات هدايا علي المواطنين في يوم 25يناير ويمكن استبدالها بهدايا عينية من مصانع الإنتاج الحربي من الأجهزة الكهربائية المختلفة. لذلك بادرني الناشط السياسي جورج إسحاق بالعديد من التساؤلات التي يبحث لها عن إجابة قائلا: هل نعيّد في 25يناير بمناسبة الشهداء أم الجرحي أم أحداث ماسبيرو أم أحداث محمد محمود؟ لذلك فإن هذا اليوم هو استعادة لذكري عظيمة جدا بانتفاضة عظيمة بخروج مصر من تحت الركام الجاثم عليها طيلة 30عاما، لذا فنحن نناضل هذه المرة في سبيل بناء دولة مدنية حديثة والتي لم تتحقق إلا بتحقيق مطالب الثورة الحقيقية التي لم يتم منها سوي 25٪ بجلاء مبارك وابنيه وأعوانه وإجراء انتخابات مجلس الشعب لذلك الرحلة مازالت طويلة.. ولذا سننزل مرة أخري لاستكمال المطالب بطريقة سلمية وعيب علي كل من يشكك في طريقة تعبير المصريين عن آرائهم.. فالشعب المصري متحضر ويستطيع أن يحتفل بشكل جيد فكل المظاهرات التي كانت في غياب العسكر كانت محترمة ولم يحدث بها شيء ولا أتوقع أن تحدث أحداث عنف لأنها مناسبة وطنية والشعب يحتفل بحركة من حركاته النضالية ولا يصح أن يتعرض له أحد. كما يتفق معه عصام محيي الدين أمين عام حزب التحرير المصري »إننا سننزل هذا اليوم للتأكيد علي مبادئ الثورة وأهدافها لأنه لم يتم تحقيق هذه الأهداف حتي هذه اللحظة ولكن لا نعتبر هذا اليوم علي الإطلاق أنه أي نوع من أنواع الاحتفال وليس معني أنه لا نعتبره احتفالا أنه سيكون يوما غير سلمي، لأن أهم أهداف الثورة أن تكون سلمية فتواجد الثوار والناشطين والأحزاب سلمي ولن تتغير طبيعة الثورة علي الإطلاق حتي لو قتلنا جميعا.. إنما المرض الموجود الآن في الإعلام الرسمي والذي يستخدم كأداة ضغط بأنه سيتم إطلاق النار علي المتظاهرين وأنه سيتم الاعتداء علي المنشآت، فكلها أوهام مرض، إلا إذا كان هناك مخطط معلوم ولايريد المسئولون الإفصاح عنه للشعب وهذا يعتبر كارثة. ويتساءل ما الذي تحقق؟ لا يوجد شيء قد تحقق منذ العام الماضي.